تأهلت ستة فرق من طلاب كليات المعلوماتية في الجامعات السورية إلى المسابقة البرمجية العالمية المزمع إقامتها العام القادم في بنغلادش. وكانت هذه الفرق الستة من أصل 12 فريقاً إقليمياً تأهلوا إلى المسابقة العالمية هذا العام.

قبل أيام كرمتْ جامعةُ دمشق الفرق السورية المشاركة في المسابقة البرمجية الإقليمية ACPC للكليات الجامعية في الوطن ‏العربي وأفريقيا، التي أقيمت مؤخراً في مصر، حيث تأهلت من خلالها ستة فرق من طلاب كليات المعلوماتية في الجامعات السورية إلى المسابقة العالمية المزمع إقامتها العام القادم في بنغلادش. وكانت هذه الفرق الستة من أصل 12 فريقاً إقليمياً تأهلوا إلى المسابقة العالمية هذا العام. ويعدّ هذا إنجازاً كبيراً يعبّر عن المستوى المتميز للطلاب، والدعم الكبير الذي قدمته لهم جامعاتهم والجهات المعنية كافة.

تدلّ هذه النتائج المشرفة، على جهد كبير بذله الطلاب في مجال الذكاء البرمجي وابتكار البرامج المتطورة، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الطالب السوري. ومع ذلك، فقد كان الإنجاز كبيراً، ويستحق التقدير والثناء، خاصة وأن وصولهم إلى العالمية سيحقق لهم المزيد من التميز والإبداع والمساهمة في اختبار مقدراتهم، ويشجعهم على تقديم الأفضل.

بيّنت دارين سليمان، رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية، أن تحصيل الفرق السورية لهذه المراكز المتقدمة في مسابقة عنوانها الأساسي التميز والإبداع، إنما يعكس حقيقة الواقع التعليمي في سورية والمستوى المتميز للطلاب السوريين، الذين أثبتوا بكل جدارة بأنهم قادرون على التميز والتفوق، رغم كل الظروف والمحن. وهذا دليل على أن سورية كسبت الرهان، وأكدت للعالم بأن أبناءها مستمرون بالعطاء العلمي وتحقيق أفضل النتائج، رغم ظروف الحصار وسنوات الحرب.

وأكدت سليمان استعداد الاتحاد التام لتقديم الدعم الكامل للطلاب المتميزين، لتحقيق إنجازات أكبر في مختلف المجالات. وأعربت عن شكرها وتقديرها للطلاب الفائزين والمدربين واللجنة المنظمة ولكل القائمين على المسابقة الذين حققوا هذه النتائج وساهموا في رفع علم سورية في المحافل الدولية.

وقد تحدث الدكتور زهير صندوق، عميد كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق، عن الأجواء التنافسية المشوقة والمحفزة التي رافقت المسابقة. وأوضح أن نصف عدد الميداليات المقدمة في المسابقة كانت من نصيب الفرق السورية التي شكلت نصف عدد الفرق المتأهلة للمسابقة البرمجية العالمية. وهي المرة الأولى التي يتأهل فيها ممثلون عن الجامعات السورية كلها بهدف المشاركة على المستوى العالمي. وبيّن صندوق أن الهدف من هذه المسابقات يكمن في أن يكون الطلبة بارعين، وأن نحصل على جوائز تعكس الواقع الحقيقي للمعلوماتية في سورية.

ولفت صندوق إلى ضرورة دراسة تجربة المشاركات في هذه المسابقات العلمية، وزيادة الموارد التدريبية والعلمية، وتحسين الأداء التدريبي وأدوات الانتقاء، ما يؤهلنا في السنوات القادمة للحصول على مراتب أعلى.

فيما أكد طارق بركات، ممثل المدير الإقليمي للمسابقة البرمجية الإقليمية ACPC للكليات الجامعية في الوطن ‏العربي وأفريقيا، على  أن نتائج  الفرق السورية المشاركة في المسابقة لم يكن مفاجئاً،  خاصة وأن تجربة مشاركة الفرق السورية على المستوى العربي الإقليمي والتي مضى عليها  أكثر من عشر سنوات، كانت تجربة ناجحة، حيث حققت الفرق السورية العديد من الإنجازات، وكان  لها  حضور متميز حتى على صعيد الفرق التنظيمية التطوعية والدعم اللوجستي للمسابقة، والتي كان أغلب أعضائها من سورية.

أكد الطلبة الفائزون على أهمية هذه المسابقة في رفع روح المنافسة والدفع للمشاركة في المسابقة العالمية المقبلة، خاصة وأنها كانت على درجة عالية من الصعوبة، مشيرين إلى ضرورة وضع خطة تدريب مدروسة ومكثفة، بهدف تغطية أكبر قدر ممكن من المواضيع، وتكثيف اللقاءات الأسبوعية لمناقشة ما تم تعلمه، والمشاركة في مسابقات جماعية تحاكي أجواء المسابقة العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن عدد الفرق المشاركة في المسابقة بلغ 140 فريقاً، وقد تمكنت ‏ الفرق السورية من المنافسة على المراكز الأولى، وتأهل منها 6 فرق للمسابقة العالمية من أصل 12 ‏فريقاً تأهل من الوطن العربي وأفريقيا ضمن أجواء من المنافسة العالية المستوى. تأهلت ثلاثة فرق من جامعة دمشق، حيث حصلت على المركز الثاني والميدالية الذهبية وتأهلت إلى المسابقة العالمية في بنغلادش. وحصل فريق جامعة حلب على المركز 11، فيما حصل فريق جامعة البعث على المركز 13، وحصلت الفرق الباقية على مراكز أخرى.

هذه الفرق السورية الستة تأهلت بعد حصولها على مراكز متقدمة في النهائي الإقليمي للمشاركة في المسابقة البرمجية العالمية، التي تشارك فيها كبرى الجامعات وأعرقها على مستوى العالم.