يُعرف ضغط الدم الشرياني بأنه عبارة عن القوة التي تسلط على جدران الشرايين عندما يضخ القلب الدم إلى أنحاء الجسم، ويمكن أن يؤدي الضغط الزائد على جدران الشرايين نتيجة لارتفاع ضغط الدم إلى تضرر الأوعية الدموية وأعضاء الجسم.
كلما ارتفع ضغط الدم وطالت مدة عدم السيطرة عليه، زاد الضرر ويمكن أن تصل الأمور إلى مضاعفات النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
ما تقدم هو المتعارف عليه لدى أطباء القلبية بشكل عام، ولكن مع تطور العلم هناك حقائق وتعليمات علمية من المهم التعرف عليها. يقول رئيس لجنة القلب في نقابة الأطباء بحلب والمسؤول العلمي في الرابطة السورية لأمراض وجراحة القلب الدكتور وليد بساطة في بحثه الذي قدمه تحت عنوان "التعليمات الكاملة العلمية لتقييم ارتفاع التوتر الشرياني الجديد" أنه عندما نريد تقييم الضغط الشرياني عند المريض يجب أن نعرف كم هو الضرر الناتج عن ارتفاع الضغط لديه وما هي المشاكل التي تحدث معه نتيجة لذلك، وعلاقة الضغط مع الأمراض الأخرى التي يعاني منها من حيث "الوزن الزائد أو السكري أو القصور بالقلب أو مشكلات التدخين أو ضعف في الكلية وغيرها"، لأن كل ذلك يزيد من مشاكل وجود الضغط. وبالتالي لا يعتبر قياس الضغط هو التشخيص الوحيد لكشف المشكلة، وإنما تقييم المريض بحالته العامة هو أساسي.
أكثر من دواء
يستغرب الدكتور بساطة كيف أن بعض المرضى يتابعون عند طبيب ما، ولكن هذا الأخير لا يطلب منهم إجراء التحاليل الضرورية والمعروفة لمريض القلب للتأكد من طبيعة المشكلة لديهم، كما أن البعض لا يجري لمرضاه إيكو قلبي. وأكثر ما يقومون به هو إجراء التخطيط. ورغم أهميته فهو غير كافٍ لتحديد المشكلة القلبية وخاصة الضغط الشرياني. وقال بأنه في حالات ارتفاع التوتر الشرياني يجب إعطاء المريض نوعين من أدوية الضغط، إلا إذا كان المريض كبيراً في السن وضغطه مرتفع بنسبة بسيطة فيمكن إعطاؤه دواء واحداً فقط ولكن بعيار منخفض بحيث يحصل المريض على محاسن الدواء ويتجنب أضراره. ولهذا فإنه من الأفضل والطبيعي أن يعطى مريض الضغط الشرياني ثلاث أدوية أو أكثر بعيار خفيف بدلاً من دواء واحد بعيار كبير.
وأكد رئيس لجنة القلب في نقابة أطباء حلب على ضرورة فحص مريض الضغط وهو بوضعية الجلوس على الكرسي ويده ممدودة بشكل كامل ويفحص باليمين واليسار معاً، لأن لكل منهما رقم مختلف وعلى الطبيب أن يعتبر النسبة الأعلى وليس الأدنى. إضافة إلى أن جزءاً من أدوية الضغط يُعطى صباحاً وجزءاً آخر يعطى قبل الأكل ومنها ما يعطى ليلاً قبل النوم بحسب تقييم المريض وحسب نوع الدواء. وأشار الدكتور بساطة إلى كيفية تقييم المريض وآلية تقديم العلاج وخاصة إذا كان لديه ضغط شرياني وقصور قلب ولديه مشكلة في الكلية فلكل منهم علاج خاص به.
معلومات أخرى
من المعلومات التي تحدث عنها الدكتور وليد بساطة أنه لا داعي أن يستمر المريض في تناول أدوية الضغط إذا تحسنت الأمور التي تسببت له بارتفاع الضغط، كما يمكن تخفيف الدواء بشكل تدريجي، وإذا وقع المريض على الأرض أو كانت لديه التهابات وحدث لديه ارتفاع بالضغط، فإن هذه الحالة لا تستدعي علاجاً دائماً للضغط بل تتوقف الأدوية مع ذهاب الالتهابات المسببة له. أو إذا كان المريض يرتفع الضغط لديه نتيجة التقدم في السن أو التدخين، يجب أن نقول له أوقف التدخين وخفف الملح وتناول الطعام النظامي ومارس الرياضة قدر الإمكان، لأن ذلك يحسن من الضغط بنسبة كبيرة تصل إلى عشرة بالمائة.
رابطة للضغط الشرياني
تمنى الدكتور والباحث بساطة أن يكون في سورية رابطة للضغط الشرياني، لأن الأخصائيين الذين يعالجون مرضى الضغط الشرياني ليسوا فقط أطباء القلب، فهناك أطباء الداخلية والصدرية وأطباء الكلية وأطباء الأطفال والنسائية. وعليه فإن مريض ضغط مرتفع يمكن أن يذهب إلى طبيب القلب، ولكن إذا كانت لديه مشكلة سكر أو مشكلة كلوية، فعليه أن يذهب إلى طبيب الداخلية أو طبيب الكلية. ولأن الضغط يعالج من قبل كل الأطباء إلا الجراحين، فإنه من الضروري إحداث رابطة سورية للضغط الشرياني لا تكون فقط لأطباء القلبية وإنما تضم أطباء من اختصاصات مختلفة.
بنى الدكتور بساطة معلوماته في ورقته البحثية هذه على ما صدر من جمعية القلب الأوروبية التي أصدرت التعليمات العلمية الجديدة بخصوص ارتفاع التوتر الشرياني، وعلى ما أصدرته جمعية الضغط الشرياني الأوروبية من تعليمات جديدة بهذا الخصوص. فكان الدكتور وليد بساطة السوري ابن مدينة حلب حاضراً على جميع هذه المعلومات ونقلها بأمانة علمية إلى أطباء بلده.