يتوجه العالم نحو الأمراض والمشكلات التي تخص المرأة وخاصة في الشهر الوردي من كل عام، ويتم خلال هذه الفترة البحث في كل ما يتعلق بالمسببات والسلوكيات التي يكون لها أثر مباشر أو غير مباشر في حدوث الأمراض السرطانية.

تناول الدكتور بسام أبو الدهب أخصائي أمراض الصحة العامة في لقاء خاص مع "البوابة المعرفية" جانباً مهماً جداً يخص المسببات المهنية لسرطان الثدي. أي حدوث سرطان الثدي المرتبط بالمهنة وبوجود سرطانات مهنية وسرطانات غير مهنية. ولفت إلى أن التعرض لأشعة أكس بشكل مستمر يعتبر من المسرطنات المهنية المؤكدة، بينما هناك تعرض لأنواع أخرى من الأشعة التي تعتبر مسرطنات غير مؤكدة.

الممرضات أكثر خطورة

بشكل تفصيلي يبين أبو الدهب أن العاملين في بعض المهن مثل مهنة التصوير الشعاعي في المشافي والمراكز الصحية الذين هم عرضة لأشعة أكس وخاصة الممرضات اللواتي يعملن بالتصوير ويمارسن هذه المهنة بشكل يومي، هم عرضة للإصابة بالأمراض السرطانية بشكل كبير إذا لم يتخذن الإجراءات المناسبة مثل ارتداء واقي رصاصي والوقوف وراء حاجز رصاصي. ويلفت إلى أهمية قيام العاملات في هذه المهنة بالفحص السريري كل سنة، والفحص الذاتي كل شهر نظراً لما أثبتته الدراسات بأن هذه الأشعة من المسرطنات المهنية المؤكدة.

ويشير الدكتور بسام إلى أن هناك العديد من المسرطنات غير المؤكدة أي محتملة الحدوث والتي تعود لأسباب أخرى مثل تناول الأدوية الهرمونية وأدوية مانع الحمل والأدوية التي تستعمل في فترة سن اليأس، والعديد من الأدوية التي تستخدم لأغراض نسائية قد يكون لها دور كبير في حدوث السرطان. ولكن في الوقت نفسه ليس كل امرأة تستعمل هذه الأدوية قد تصاب، إذ يمكن لطبيب النسائية أن يحدد الأدوية المناسبة وفترات الاستخدام وما يجب استعماله منها ومتى وكيف.

وأوضح أن هناك نوعاً ثالثاً من المسببات للسرطان وهي المسرطنات غير المهنية، ولكنها مؤكدة وهي المشروبات الكحولية التي يتم تناولها بشكل مستمر والتي ثبت بشكل مؤكد وقطعي أنها سبب رئيسي في سرطانات الثدي لدى النساء وفي سرطانات متنوعة لدى الذكور. كما أن هناك أدوية عديدة لأغراض نسائية لها دور في هذه المشكلة.

قياس الجرعة

يؤكد الدكتور أبو الدهب على موضوع الفحص الذاتي والشهري والذي يفترض أن تقوم به المرأة وفقاً لوضعيات عديدة تتوفر المعلومات حولها في مختلف المراكز الصحية والمشافي وفي العيادات النسائية وغيرها، كما يجب أن تتوقف عن الكحول نهائياً في حال كانت من المدمنين عليه. أما ما يخص للنساء العاملات في التمريض فإنه يتوجب ارتداء الصدرية الرصاصية أثناء التصوير كما يجب الوقوف خلف حاجز رصاصي لضمان الحماية، وخاصة أن هناك جرعة سنوية يسمح بها للإنسان التعرض للأشعة. وقال: كل عضو بالجسم لديه جرعة يتحملها من الأشعة وهناك جرعة وحيدة في حال تعرض لها يجب ألا يتعرض للأشعة إطلاقاً خلال العام.

ولفت إلى وجود توجيه خاص للممرضات باستخدام جهاز يدعى "قياس الجرعة التراكمي"، وهو جهاز بسيط يوضع في الجيب يتواجد لدى هيئة الطاقة الذرية، وعندما يتم أخذه من الهيئة يتم فتح صفحة خاصة للمرض أو الممرضة. إذ يقوم هذا الجهاز بتسجيل نسب التعرض للأشعة. من المفروض أن يراجع الممرض أو الممرضة الهيئة في كل عام ومعهم الجهاز لمعرفة كمية الإشعاعات التي تلقاها هذا الشخص. وعليه يتم التوجيه بأن يتوقف عن التعرض للأشعة أم يتابع.

معارف هامة

ومن جهة وضمن تعليمات السلامة المهنية من الأمراض السرطانية يرى الدكتور بسام أبو الدهب أنه لا يجوز فتح أي جهاز شعاعي للصيانة إلا بإذن من الهيئة العامة للطاقة الذرية، وكذلك عدم استيراد أي جهاز تصوير شعاعي سواء كان إكس أو غاما إلا باستشارة هيئة الطاقة الذرية، وخاصة أن غاما تستخدم لعلاج الأورام مع استخدامات أخرى في التعقيم، وبالتالي ما يسري على أشعة غاما يسري على أشعة اكس تماماً، انطلاقاً من أن التوعية أساسية، وللأطباء دور كبير في تقديم التوعية لحماية أصحاب المهن وخاصة السيدات من الأمراض والكشف المبكر عنها.