أطلق عليها لقب "جان دارك العرب"، أسست جمعية "نور الفيحاء" لمساعدة ضحايا الثورة العربية الكبرى. واشتهرت بجرأتها في الدفاع عن حقوق المرأة وحرياتها وحقها في الانتخاب. طالبت مع زميلاتها باستقلال سورية، وقادت المظاهرات المعارضة لوجود المستعمر في سورية. شاركت في إشادة وتأسيس عدد من المشاريع الوطنية، من بينها: النادي النسائي الشامي، مدرسة بنات الشهداء، مكتبة بنات الشهداء، مصنع للسجاد ريعه للأيتام. مشفى للجرحى أثناء العدوان الفرنسي. كانت بين صفوف جيش يوسف العظمة الذي وقف في وجه العدوان الفرنسي، وأطلق العظمة أنفاسه الأخيرة بين يديها.

هي جان دارك العرب في نظر الأوروبيين، وسيف دمشقي منسي في نظر العرب الأحفاد.

ولدت نازك العابد عام 1887 في دمشق. وكان والدها مصطفى العابد رجلاً ذا صيت وجاه وسلطة، إذ كان أحد وجهاء دمشق، وقد تولى منصب محافظ الكرك والموصل. وفي المقابل كانت أمها فريدة الجلاد سيدة مجتمع مشهورة في دمشق كلها.

اهتم أهل نازك بتعليمها وتثقيفها، فتعلمت مبادئ الإنكليزية والتركية والفرنسية والألمانية. ومع بداية الحرب العالمية الأولى، نفيت مع عائلتها إلى إزمير، وتابعت هناك تعلم اللغات، وأضافت إليها الفنون والتمريض.

أثناء الحرب العالمية الأولى، عام 1916، ومع اندلاع الثورة العربية الكبرى، أسست نازك العابد جمعية "نور الفيحاء" لمساعدة ضحايا الثورة. وكانت فعلاً اسماً محترماً ومرهوب الجانب.

وفي عام 1920 أصدرت مجلة بهذا الاسم، وكانت ثقافية تعنى بهموم النساء وتطالب بحقوقهن.

في عام 1918 عادت من إزمير التركية، وشرعت في الكتابة للصحف، وخاصة مجلتي العروس والحارس. وبرزت آراء نازك العابد الوطنية النقية، واشتهرت بجرأتها اللامحدودة في الدفاع عن حقوق المرأة وحرياتها وحقها في الانتخاب، ما دفعها للدخول في معترك المؤتمرات النسائية الوطنية والدولية.

طالبت مع زميلاتها باستقلال سورية، وقادت المظاهرات المعارضة لوجود المستعمر في سورية. شاع اسمها بقوة، فعينها الملك فيصل بن الحسين عام 1920 رئيسة لجمعية "النجمة الحمراء"، ومنحها رتبة عسكرية فخرية بسبب مواقفها الوطنية وأعمالها الخيرية والتنويرية.

شاركت العابد في إشادة وتأسيس عدد من المشاريع الوطنية، من بينها: النادي النسائي الشامي، مدرسة بنات الشهداء، مكتبة بنات الشهداء، مصنع للسجاد ريعه للأيتام. مشفى للجرحى أثناء العدوان الفرنسي.

كانت جان دارك العرب، كما أطلق عليها، بين صفوف جيش يوسف العظمة الذي وقف في وجه العدوان الفرنسي، وأطلق العظمة أنفاسه الأخيرة بين يديها. وبعد المعركة نظمت المظاهرات المناهضة للانتداب الفرنسي، والمطالبة برحيل الاحتلال الفرنسي، الذي بدأ يضايقها، فأغلق مجلتها، ثم نفاها إلى اسطنبول حتى عام 1922. وبعد عودتها استمر المحتل في مضايقتها، فلجأت إلى نهر الأردن، ومن ثم سافرت إلى الغرب لتعرض قضية وطنها الجريح والمغتصب لزعماء السياسة والصحافة هناك.

بعد عودتها إلى دمشق، فرضت عليها الإقامة الجبرية في إحدى ضواحي دمشق، ورغم ذلك شاركت في ثورة 1925.

وتزوجت عام 1930 من محمد جميل بيهم، وانتقلت للعيش في بيروت؛ حيث تابعت عملها التنويري هناك، مؤسّسةً عدة جمعيات مثل "ميتم أبناء شهداء لبنان" و"جمعية المرأة العاملة". وتوفيت عام 1959.