قامت جامعة دمشق بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم على المستوى المحلي خلال عام 2021 ووصل عددها إلى 13 اتفاقية مع جهات عامة وخاصة مختلفة.

تقوم الجامعات من خلال الكليات وبالتعاون والتنسيق مع عمادات البحث العلمي على تعزيز التفاعل والتشاركية مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، لكي تسهم في دعم وتطوير البحث العلمي. هذا التفاعل الحيوي بين الجامعة والقطاعات الأخرى الذي يتمثل بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم العلمية، يوفر فرصاً داعمة لأعضاء الهيئات التدريسية وطلبة الدراسات العليا، لتناول مشكلات حقيقية تعاني منها تلك المؤسسات، وتوظيف المنهجيات العلمية لمعالجتها، وبالتالي تصبح نتاجات هذه البحوث ليست ذات قيمة علمية فحسب، وإنما ذات أهمية تطبيقية ومجتمعية. إضافة إلى أن هذه الاتفاقيات تسهم في إدماج المؤسسة الجامعية وطلبة الدراسات العليا في مجال التدريب العملي.

من هذا المنطلق نسلط الضوء على حصاد جامعة دمشق من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم على المستوى المحلي والذي شهدته خلال عام 2021 وحتى هذا التاريخ في الشهر الثامن والتي وصل عددها إلى 13 اتفاقية مع جهات عامة وخاصة مختلفة، منها مذكرة تفاهم بين جامعة دمشق وهيئة التخطيط الإقليمي بتاريخ 18/2/2021، ومذكرة تفاهم مع المؤسسة العامة للصناعات النسيجية بتاريخ 13/4/2021، واتفاقية تعاون علمي مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة بتاريخ 8/4/2021، وأخرى مع وزارة الثقافة متمثلة بمكتبة الأسد بتاريخ 22/2/2021 واتفاقية تعاون مع المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية في 27/1/2021، ومذكرة تفاهم مع الاتحاد السوري لشركات التأمين بتاريخ 31/1/2021 وكذلك اتفاقية تفاهم مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد بتاريخ 8/2/2021، واتفاقية تعاون علمي مع جامعة الشام الخاصة كلية الطب البشري بتاريخ 10/2/2021، ومذكرة تفاهم مع الجمعية السورية للمعلوماتية بتاريخ 24/1/2021.

د ميساء السيوفي

الدكتورة ميساء السيوفي مديرة العلاقات الدولية والثقافية في جامعة دمشق، أكدت لموقع "البوابة المعرفية" أهمية هذه الاتفاقيات التي تدخل في المجال العلمي والتدريبي بشكل مباشر، وخاصة أننا في ظروف لا يوجد فيه اتفاقيات خارجية إلا ما ندر، وبالتالي فإن هذه الاتفاقيات المحلية تشكل بديلاً علمياً وعملياً لطلاب الدراسات العليا من حيث البحث والتدريب.

وأشارت السيوفي إلى عدد من الاتفاقيات التي لها أثر كبير واهتمام واسع في دعم البحث العلمي، ومنها اتفاقية الجامعة مع الشركة العامة للدراسات الهندسية، والتي تعتبر أول اتفاقية مخصصة للدراسات العليا والبحث العلمي، والتي نجم عنها وبشكل مباشر إقامة مركز بحثي داخل الشركة العامة للدراسات الهندسية لتطوير البحث العلمي في الكليات والمعاهد التقانية، بهدف الاستفادة من الخبرات والكفاءات الفنية الموجودة لدى الشركة، وكذلك البيانات المتوفرة لديهم، وإجراء الأبحاث المقدمة من قبل الباحثين، والتي تهم مجال عمل الشركة من أجل التشبيك بين الجانبين، بحيث تفتح الجامعة المجال أمام المهندسين العاملين في الشركة للتقدم إلى شهادات الدراسات العليا.

وكذلك اتفاقية الجامعة متمثلة بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية قسم هندسة الصناعات النسيجية وتقاناتها، مع المؤسسة العامة للصناعات النسيجية، والتي وقعت من أجل خلق فرص لتنسيق الأنشطة العلمية والصناعية وتكامل البرامج البحثية بما يتناسب مع الاحتياجات الصناعية التي تتيح الاستثمار الأمثل للإمكانيات المتوفرة في النظام التعليمي والقطاع الصناعي، والاستفادة من الخبرات الأكاديمية في إيجاد حلول للعقبات التي تواجه العملية الصناعية في الشركات الإنتاجية.

ولفتت مديرة العلاقات الدولية والثقافية إلى أهمية الاتفاق العلمي بين جامعة دمشق والمعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية، للقيام بمشاريع بحثية مشتركة وتبادل المعلومات والتدريب والتطوير من خلال الاستفادة من التجهيزات والمخابر المتاحة لدى الفريقين، والمكتبات العامة والإلكترونية وتبادل المجلات البحثية والمراجع والنشرات العلمية الدورية. وكذلك الاتفاق القائم بين الجامعة ومكتبة الأسد الوطنية، والحرص على تحقيق تعاون مثمر في المجالات الثقافية والأكاديمية والبحثية والمهنية الخاصة بالمكتبات والمعلومات. ويعمل الفريقان على تبادل الاستشارات وتنفيذ الدورات والأنشطة التدريبية والتعليمية ذات الاهتمام المشترك، وتسمح المكتبة باستضافة طلاب قسم المكتبات والمعلومات للتدريب الصيفي في المكتبة للحصول على شهادات خبرة في العمل المكتبي.

وفي اتفاقية التعاون العلمي بين جامعة دمشق ومركز البحوث العربية لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد، تتحقق فائدة علمية وبحثية كبيرة لتطوير وتنمية المناطق التي تحتاج لإعادة إحيائها وحسن إدارتها واستثمارها، بحسب ما أكدته الدكتورة السيوفي من خلال إجراء بحوث مشتركة في مجالات العمل ذات الاهتمام المشترك، مع الاحتفاظ بحقوق الملكية الفكرية والعائدات المالية الناتجة عن تلك البحوث للطرفين. ويتبادل الطرفان العلماء والمختصون لتقديم الخبرة أو للإسهام في الدورات التدريبية وإقامة الندوات والمؤتمرات، كما يتبادلان نشر نتائج البحوث المشتركة باسم الطرفين ونشر الأبحاث العلمية وتمكينها، ويتشاوران في جمع وتقويم وحفظ وتبادل الأصول الوراثية للمحاصيل التي يعمل عليها الطرفان، للاستفادة منها في برنامج البحوث المشتركة.

وأوضحت مديرة العلاقات الثقافية والدولية في جامعة دمشق، أن جميع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم هذه والتي أقيمت خلال السنوات الماضية والمطروحة حالياً، تهدف لرفع سوية الخبرات والتدريب وإقامة الأبحاث العلمية الضرورية لعملية البناء والإعمار.