يأخذ البحث العلمي في الجامعة الافتراضية منحى مختلفاً عن الجامعات الأخرى. وقد فازت أبحاث طلاب الجامعة الافتراضية في مجال إدارة التقانة بمراتب متقدمة.

تهتم الجامعة الافتراضية بما يقدمه طلابها من أبحاث وأطروحات علمية، تلامس الحاجات التطبيقية بسورية في مجال المعلوماتية وإدارة الأعمال. وبحسب الدكتور خليل العجمي رئيس الجامعة الافتراضية السورية: يوجد دعم كبير للبحث العلمي، من خلال التسهيلات التي تقدم لطلاب الماجستيرات والدكتوراه، من أجل تشجعهم على اختيار أبحاث تتناسب مع الحاجة الاستثمارية، ومن خلال التركيز على المعايير الموضوعة للقبول في الدراسات العليا، والتي تعتبر أعلى المعايير بالنسبة إلى الجامعات السورية الحكومية، إذ يجب أن يكون الطالب حاصلاً على تقدير جيد جداً في الماجستير، وأن يكون ناشراً لبحثين في مجلة محكمة دولية أو عربية، كما يتوجب على الطالب خلال الدكتوراه أن يحقق مستوى عالياً باللغة الإنكليزية، لأن هناك الكثير من المجالات البحثية هي أصلاً باللغة الإنكليزية. وهو في هذه المرحلة مطالب بنشر بحثين محكمين في مجلات أجنبية من التصنيف العالي.

الاستثمار المعرفي

وبيّن العجمي في لقاء خاص للبوابة المعرفية، أن الجامعة تعمل لكي تكون خطط البحث العملي أقرب إلى حاجات السوق السورية المحلية، سواء بالنسبة إلى الإدارة أو المعلوماتية، وأنه لدى الجامعة عدد لا بأس به من الإجازات الجامعية وبرامج الماجستيرات التي تهتم بالتأهيل والتخصص، إضافة إلى الماجستيرات الأكاديمية التي تخص طلاب الدراسات العليا في مجال المعلوماتية وإدارة الأعمال، وذلك انطلاقاً من قناعتهم بدور الجامعة في الاستثمار المعرفي والاستفادة منها في سوق العمل بطريقة فعالة وسهلة، لافتاً أنه وعلى مستوى العالم يسير التعليم بكافة أشكاله وأبحاثه نحو الطريقة الافتراضية، وبخاصة الأبحاث المتعلقة بالعلوم الإنسانية؛ حيث تكون اللقاءات افتراضية.

الدكتور خليل العجمي رئيس الجامعة الافتراضية السورية

مشاركات بحثية

يأخذ البحث العلمي في الجامعة الافتراضية منحى مختلفاً عن الجامعات الأخرى، فقد أكد الدكتور خليل العجمي على وجود العديد من الأبحاث التي شاركت في جوائز على المستوى الإقليمي والمحلي، إذ كان لديهم مشاركة في المؤتمر الطبي الذي أقيم في العراق، وحصد المشاركون فيه العديد من الجوائز، وهناك مشاركة أخرى في مؤتمر التحول الرقمي، وقد فازت أبحاث طلاب الجامعة الافتراضية في مجال إدارة التقانة بالمرتبين الأولى والثانية. وهناك مجموعة من الأبحاث المتعلقة بإدارة التقانة والجودة تطبق حالياً على أرض الواقع، وهي في الأساس مشاريع تخرج لطلاب الجامعة.

محطات هامة

وتمنى رئيس الجامعة حصول المنظومة التعليمية على أقصى الدعم من الدولة للسير بموضوع التنمية بشكل أفضل، وخاصة أننا نعيش حالياً في عصر قائم على اقتصاد المعرفة، والمستقبل هو للتعليم بشكل عام والافتراضي بشكل خاص، لافتاً إلى محطات هامة مرت بها الجامعة الافتراضية؛ ففي عام 2005 كانت هناك محطة مهمة وهي افتتاح أول برنامج أكاديمي بالجامعة، هو الإجازة بتقانات المعلومات والهندسة المعلوماتية. وفي بداية عام 2010 بدأت الجامعة تتحول إلى منظومة مؤتمتة بالكامل. ومع بداية الحرب على سورية تغيرت الموازين لصالح الجامعة الافتراضية بالنسبة إلى عملية إقبال الطلاب. ولحسن الحظ كان لديها منظومة مؤتمتة وجاهزة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، وحالياً تحتضن الجامعة سبعة اختصاصات في مرحلة الإجازة، ومثلها في مرحلة الماجستيرات.

إشكالية التصنيف الجامعي

يوضح العجمي أنه ليس لنا مكان في التصنيفات الجامعية المعتمدة رسمياً في العالم في الوقت الحالي، ولكن يمكن لجامعة لدمشق أن تحصل على تصنيف مقبول في أحد التصنيفات ضمن الجامعات العربية، والتصنيف الذي يتم الحديث عن وجودنا فيه حالياً هو تصنيف ماتركس، وهو تصنيف ليس من التصنيفات الكبرى في العالم، إلا أنه يعتمد معايير خاصة. وأكد أنه حتى في هذا التصنيف فإن ترتيب جامعتنا بالآلاف، وعلى سبيل المثال فإن تصنيف جامعة دمشق، والتي هي الأفضل، هو 3000 ولكن نحن في هذه الظروف ليس من السهل الحصول على تصنيفات عالية، لأن هذا يتطلب صرف أموال طائلة على البحث العلمي، ونحن في وضع اقتصادي ليس بمقدور الدولة توفير هذا الدعم المالي الكبير.

وأكد العجمي أننا نسعى قدر المستطاع لتوفير الظروف الملائمة لرفع التصنيف الجامعي رغم وجود العديد من الإشكاليات المؤثرة على موضوع التصنيف، مثل سياسة الاستيعاب في سورية، وهي سياسة لها طابع اجتماعي حيث يجب استيعاب أكبر عدد من الطلاب في التعليم العام، لأن هذا الأمر له ضروراته، ولكن بالمقابل في رفع التصنيف الجامعي لجامعة في دولة أخرى يقتضي تحقيق نسبة الأستاذ إلى الطالب بالبحث العلمي والدراسات العليا، وهذا يشكل تناقضات يصعب حلها حالياً.

بيضة القبان

لفت رئيس الجامعة الافتراضية إلى وجود خطوات تم اتخاذها حول رفع التصنيف الجامعي من خلال التواصل مع الطلاب عبر المواقع الإلكترونية، والاتفاقيات التعاونية بين الجامعات، ولكنه يرى أن بيضة القبان في مسألة رفع التصنيف الجامعي تعود إلى موضوع الأبحاث العلمية التي تستطيع الجامعة تحقيقها وتكون مترجمة بشكل تطبيقي وفعلي وعملي، ومن خلال عدد المقالات التي يتم نشرها، والحصول على براءات الاختراع، وهي نقاط فيها صعوبة حتى الآن في سورية، كونها تحتاج إلى دعم مالي كبير على الرغم من العمل المستمر لدعم هذه الجوانب البحثية ضمن الإمكانيات المتاحة.

بالأرقام

بالنسبة إلى أعداد الطلاب في الجامعة الافتراضية، فهي تتراوح ما بين 150 إلى 200 طالب في الماجستيرات والدراسات العليا، وهناك حوالي 3000 طالب وطالبة في ماجستيرات التخصص والتأهيل، بينما في الإجازات الجامعية يوجد لدى الجامعة حوالي 25 ألف طالب وطالبة على قيود الجامعة. يبين الدكتور خليل عجمي أن النظام في الجامعة الافتراضية ليس نظاماً فصلياً ولا يتوجب على الطالب التسجيل في كل فصل، وعليه يمكن القول إن المسجلين في الإجازات الجامعية في الفصل الحالي لعام 2021 حوالي 17 ألف طالب وطالبة، وهناك 3000 طالب في ماجستيرات التأهيل والتخصص وبضعة مئات بالماجستيرات الأكاديمية، ولكن على القيود فإن هذه الأرقام تكون مضاعفة؛ فهناك حوالي 40 ألف طالب في الافتراضية. وأشار إلى وجود عدة عوامل ساهمت في الوصول إلى هذا الرقم ، منها الوضع العالمي الذي رفع من الثقة بهذا التعليم، والحرب التي شنت على سورية وأدت إلى انقطاع الكثير من الطلاب عن دراستهم المباشرة وانتقالهم إلى الجامعة الافتراضية، وبعدها جاءت ظروف الكورورنا التي ساهمت في توجه الناس إلى هذا النوع من التعلم، فكان هناك إقبال على الجامعة. ففي العام الماضي تقدم إلى المفاضلة حوالي 14 ألف طالب على مختلف البرامج، لم نستطع قبول سوى 5 آلاف طالب، بهدف المحافظة على الطاقة الاستيعابية والأداء التعليمي الأفضل.

الرسوم مضبوطة

بالسؤال حول رسوم الجامعة الافتراضية، بيّن العجمي أن الرسوم مضبوطة والجامعة تسير وفق سياسة عامة؛ حيث تبقى الرسوم ضمن إمكانيات الكثيرين، فعلى سبيل المثال تكلفة الطالب في دراسة هندسة المعلوماتية في الجامعة الافتراضية خلال خمسة أعوام لا يساوي سوى تكلفة عام واحد في الجامعات الخاصة، وهي سياسة قائمة على فكرة أنها جامعة حكومية، حتى لو كانت تعتمد على مواردها الذاتية.

تجدر الإشارة على أن الجامعة الافتراضية السورية افتتحت عام 2002 وفقاً للمرسوم رقم 25 وكان مشروعاً غريباً ورائداً بالنسبة إلى الكثير من دول العالم، وسورية كانت رائدة في إحداث هذه الجامعة.