يمكن أن تصبح أغطية الأذن أو السماعات قريباً جزءاً من الجسم لاستكشاف كنه العديد من الغازات والروائح التي يطلقها. وعلى الرغم من أن بعض الروائح قد تشير إلى الحاجة إلى الاستحمام، إلا أن الغازات الأخرى قد تشير إلى مرض خطير.

توصل الباحثون الآن إلى نظام يستخدم غطاء للأذنين لالتقاط روائح الغازات التي يطلقها الجسم. يمكن للأطباء الحصول على المعلومات، لأن المرضى يرتدون مجموعة من سماعات الرأس. يقول العلماء إن النتائج يمكن أن تكون جاهزة في غضون دقائق. وما يزيد أفضليتها للجميع عدم الحاجة إلى إبر!

يوافق عالم الميكروبيولوجي مؤمن المصري من جامعة برينستون في نيو جيرسي على أن "الأذن مكان جيد للمراقبة"، علماً أنه لم يشارك في البحث، ولكنه يلاحظ أن جلد الأذن رقيق إلى حد ما. لذلك لا تحتاج الغازات لقطع مسافات بعيدة لتخرج من الدم وتنفذ عبر مسام الجلد.

في الاختبارات الجديدة، وجد فريق في اليابان أنه يمكنهم قياس التغيرات في كمية الكحول المنبعثة من جلد أذن المتطوع؛ حيث يمكن لآلية العمل هذه ان تكون مثل مستشعر الأبخرة الذي تستخدمه الشرطة لاختبار السائقين عند الشك بحالة سكر. لكن المطورين يأملون أن يجد استخدام نظامهم الجديد طريقه في أماكن أخرى. ويقولون إنه باستخدام المستشعر الصحيح، يمكن لنظامهم اكتشاف الأمراض. ونشروا تفاصيل الجهاز في عدد العاشر من تموز في مجلة "التقارير العلمية".

يقول كوجي توما وهو مهندس طب حيوي في جامعة طوكيو للطب وطب الأسنان في اليابان: إن كميات صغيرة من الغازات المذابة في الدم تغادر الجسم في كل مرة تقوم فيها بعملية الزفير.. على سبيل المثال، يمكن أن تشير المستويات العالية من الأسيتون (ASS-eh-tohn) في التنفس إلى مرض السكري أو أمراض الكبد.

ويضيف توما: إن غازات الدم هذه يمكن أيضاً أن تتسرب عبر مسام بشرتك. في الاختبارات السابقة، قام فريقه بتغطية أيدي الناس بأكياس بلاستيكية لتجميع هذه الغازات. لكن الغازات المنبعثة من الغدد العرقية في الجلد تربك المستشعرات أحياناً؛ حيث يبلغ عدد الغدد العرقية في راحة اليد 620 غدة لكل سنتيمتر مربع (0.15 بوصة مربعة).. لكن الأذن ما زالت تحتوي فقط على 140 غدة عرقية لكل سنتيمتر مربع. Top of Form

Bottom of Form

لذلك تحول فريقه إلى دراسة الأذن لجمع الغازات، واختاروا غطاء للأذنين يوضع بإحكام حول الرأس. وهو النوع الذي يرتديه الناس غالباً لحماية الأذنين من الضوضاء العالية. قامت مجموعته بحفر فتحتين في إحدى الجهتين من الغطاء. فأدخلوا أول أنبوب لضخ الهواء ببطء في حفرة واحدة. وقام أنبوب آخر بسحب الهواء من الفتحة الثانية وإرساله إلى جهاز استشعار. ومن خلال جمع الغازات التي تخرج من جلد الأذن، يمكن للباحثين اكتشاف ومراقبة المواد الكيميائية على الفور. يمكن أن يساعد في استنشاق الإيثانول لمعرفة ما إذا كان شخص ما يكثر من شرب الكحول. والأهم من ذلك، أنه يمكن أن يساعد في تشخيص الأمراض بشكل أسرع من اختبارات الدم - ودون الحاجة إلى الإبر.

في اختباراتهم الأولى، قام الباحثون بتجنيد ثلاثة رجال. كان على كل منهم تجنب شرب الكحول لمدة ثلاثة أيام على الأقل قبل المشاركة في التجربة. وبمجرد وصولهم إلى المختبر، ارتدى هؤلاء الرجال غطاء للأذنين وجلسوا لمدة 10 دقائق، حيث سجل النظام مستويات غاز طبيعية تخرج من آذانهم. بعد ذلك، استهلك الرجال جرعة كبيرة من الكحول. على مدار حوالي 5 دقائق، يتم إسقاط كل منها بقدر ما يوجد في ثلاث علب بيرة سعة 12 أونصة (350 مليلتر).

بعد حوالي 7 دقائق، كشف غطاء الأذن عن ارتفاع في نسبة الكحول التي ينفثها الجلد. (هذا هو الوقت الذي استغرقه هضم الكحول، وإدخاله إلى الدم، ثم شق طريقه عبر مسام الجلد). وبعد حوالي 50 دقيقة من ذلك، بلغت مستويات الكحول ذروتها عند حوالي 183 جزءاً في المليار في الهواء. استمرت المستويات في الانخفاض بعد ذلك، حتى انتهى الاختبار في 90 دقيقة. بينما استغرق اختبار هذا الأنموذج الأولي ساعة ونصف الساعة، يعتقد توما في أن الأنموذج الذي يستخدمه مكتب الطبيب سيستغرق وقتاً أقل بكثير.

يقول توما إنه لقياس الغازات الأخرى، يحتاج فريقه فقط إلى تغيير المستشعر. سيختار الأطباء جهازاً شمسياً مصمماً لاكتشاف بخار معين. وقد يستبدل الفريق أيضاً غطاء الأذنين بنسخة ذات أذن واحدة لجعلها أكثر راحة.

يتخيل العالم المصري فائدة أخرى محتملة. فيمكن للنظام الجديد أن يساعد الأطباء في معرفة ما إذا كانت التهابات الأذن لدى الطفل ناجمة عن بكتيريا أو فيروس. وذلك لأن كل نوع من أنواع العدوى تنتج عنه غازات مختلفة. وهذا بدوره يمكن أن يوجه الطريقة التي يعالج بها الأطباء المرض؛ حيث تستجيب معظم الالتهابات البكتيرية للمضادات الحيوية، بينما لا تستجيب العدوى الفيروسية أبداً.

----

ترجمة عن موقع Science News