عمر كحالة هو واحد من المؤرخين المرموقين في سورية والعالم العربي. وقد أثرى المكتبة العربية بمجموعة كبيرة من المعاجم والموسوعات، في التاريخ والأعلام والدراسات الاجتماعية وعلوم الدين والتربية والتعليم.

"الحب أعظم قوة في العالم يلعب في قلب الإنسان، ويخضع لقوة غير منظورة، تقوده إلى حيث لم يكن راغباً"[1]. هكذا يبدأ عمر رضا كحالة تعريفه للحب في كتابه المعنون بالعنوان نفسه "الحب".

ولد عمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة في دمشق عام 1906. وحصّل تعليمه في المدرسة السلطانية -مكتب عنبر وسط دمشق، ثم في الجامعة العربية بعاليه في لبنان، وعاد بعدها إلى دمشق؛ ليكمل تعليمه في المدرسة العازارية والمدرسة البطريركية، ثم تتلمذ على عدد من علماء دمشق.

معجم قبائل العرب2

سافر إلى بريطانيا سنة 1927، وإلى نيجيريا، وسيراليون. عاد إلى دمشق سنة 1929، وانكب على القراءة والكتابة، ونشر بعض المقالات في جريدة "ألف باء"، فحظي بإعجاب محمد كرد علي، فوظّفه في دار الكتب الظاهرية، واستمر في عمله هذا نحو ربع قرن، وانتهى به المطاف مديراً للمكتبة الظاهرية. وقد أحسن الإفادة من عمله؛ إذ واظب على المطالعة والقراءة، مما أسهم في زيادة ثقافته وتنوع معارفه.

ولقي في عمله في الظاهرية عدداً من العلماء العرب والمستشرقين الذين كانوا يؤمون المكتبة؛ فأفاد من مجالستهم كثيراً؛ واكتسب بذلك شهرة بين أهل العلم[2].

بدأ من خلال اطلاعه الواسع على المخطوطات القيمة بتأليف الكتب في وقت مبكر من حياته. أصدر كتابه الأول "أفريقيا الغربية البريطانية"، ثم "معجم المؤلفين" في أربعة عشر جزءاً، وهو معجم لمصنفي الكتب العربية من عرب وأجانب. وفي النهاية ناهزت كتبه السبعين مجلداً تناولت: التاريخ العربي، الحضارة العربية الإسلامية، علوم اللغة العربية، الدين، التربية، الفنون الجميلة، وغيرها من الدراسات الاجتماعية والفلسفية.

نشر عمر كحالة عام 1940 كتاب "أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام" وجاء في ثلاثة أجزاء، ويقول في تقديمه لهذا الكتاب: "حاولت جهد استطاعتي في البحث والتفتيش عن أكبر عدد يمكنني جمعه من شهيرات النساء، اللاتي خلدن في مجتمعي العرب والإسلام أثراً بارزاً في العلم والحضارة والأدب والفن والسياسة والدهاء والنفوذ والسلطان والبر والإحسان، والدين والصلاح، والزهد والورع.."[3].

ونشر عام 1945 كتاب "جغرافية شبه جزيرة العرب". وفي عام 1971 أصدر كتابه "اللغة العربية وعلومها"، وأتبعه في العام التالي مجموعة من الكتب كان قد جهزها في فترات سابقة وأعدها بحرفية عالية، وهي: الأدب العربي في الجاهلية والإسلام، الألفاظ العربية والموضوعة، التاريخ والجغرافيا في العصور الإسلامية، العلوم البحتة في العصور الإسلامية، الفلسفة الإسلامية وملحقاتها، الفنون الجميلة في العصور الإسلامية.

بعد ذلك نشر أربعة عشر كتاباً في الدراسات الاجتماعية وعلوم الدين والتربية والتعليم، وكان أهمها معجم "قبائل العرب القديمة والحديثة".

اختير عمر رضا كحّالة عضواً في المجمع العلمي العراقي، وعضواً في مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، وفي معهد التراث العلمي بحلب، والجمعية المصرية للدراسات التاريخية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر.

منحه المجلس الأعلى للعلوم بدمشق وسام الاتصالات العلمية سنة 1968، كما مُنح وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى سنة 1982 تقديراً لعلمه وعمله في البحث والتأليف والتحقيق. ورحل عام 1987 وهو في الحادية والثمانين من عمره، بعد أن ترك وراءه مكتبة تعد مرجعاً للباحثين العرب.

وأبرز كتبه التي قاربت السبعين كتاباً، وهي جميعاً مطبوعة:

- "معجم المؤلفين": في خمسة عشر جزءاً، وهو معجم متفرد في جمعه وشموله، ضم تراجم مختصرة لكل من ألّف بالعربية؛ مع ذكرٍ لأهم مؤلفاته، وذلك بحسب ما تيسر للمؤلف من معلومات.

- "معجم قبائل العرب القديمة والحديثة": في خمسة أجزاء جمع فيها القبائل العربية القديمة والحديثة؛ مرتبة ترتيباً معجمياً على حروف الهجاء، مع حديث موجز عن كل قبيلة، يشير في نهاية كلامه إلى أهم المصادر. وهو متفرد في بابه.

- "أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام": في خمسة أجزاء، وهو معجم لتراجم النساء من الجاهلية إلى العصر الحديث، مرتب على حروف الهجاء، تراجمه مختصرة مفيدة، يدل في نهاية كل ترجمة على أهم مصادرها، ويكاد يكون وحيداً في بابه أيضاً.

- "الأدب العربي في الجاهلية والإسلام": وهو كتاب مختصر أراد منه أن يقدم تعريفاً سريعاً بأبرز قضايا الأدب العربي، ويدل على أهم مصادر هذه القضايا.

- ومن كتبه أيضاً: "التاريخ والجغرافية في العصور الإسلامية"، و"جغرافية شبه الجزيرة العربية"، و"الحب والزواج"، و"دراسات اجتماعية في العصور الإسلامية"، و"سيف الله خالد بن الوليد"، و"العرب من هم وما قيل فيهم"، و"الفلسفة الإسلامية وملحقاتها"، و"الفنون الجميلة في العصور الإسلامية".

- "فهرس المجمع العلمي العربي بدمشق، الجزء الأول": ويتضمن فهرس ما صدر من المجلة في السنوات العشر الأولى 1921 ـ 1930م بـ (800) صفحة[4].

ومن الكتب التي حققها: "تاريخ معرة النعمان" لسليم الجندي، كما صنع فهارس لمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق. وله أبحاث ومقالات كثيرة في المجلات والدوريات[5].