هل يمكن أن يصل الإنسان إلى اختراع آلات وروبوتات تمتلك القدرة البشرية أو تقترب منها؟ هل يمكن أن يتمتع الروبوت بذكاء يشبه ذكاء البشر؟ وهل يمكنه التفكير؟

يلعب البشر كرة القدم ويبتكرون ويتعمقون في العلوم والرياضيات وغير ذلك الكثير. لكن ما هو المشترك بينهم جميعاً؟ جميعهم بحاجة إلى الإبداع، أي إلى ما يسمى الذكاء البشري.

لقد كان الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من النمو البشري طوال فترة العصر الرقمي، وقد يستمر طالما استمر الوجود البشري نفسه. قد يكون الأمر رائعاً ولا يمكن تخيله لشخص لم يسبق له أن واجه التكنولوجيا التي يمكن أن تتركه في جو من الرهبة. تتراوح تطبيقات الذكاء الاصطناعي من الروبوتات إلى الأتمتة لتمكين ازدهار عالم الأعمال.

روبوت لاعب

علاوة على ذلك، أصبح الذكاء الاصطناعي شيئاً فشيئاً جزءاً من حياتنا اليومية. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزودنا بكل التسهيلات الممكنة، لكن هذا يتركنا مع السؤال عما إذا كان "يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاة عملية التفكير البشري؟". يقول الباحثون إنه لا شك في أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أكثر ذكاء وقدرة من البشر. لكن لا يمكننا ضمان ما إذا كان بإمكانه "التفكير" كإنسان أو التوصل إلى حلول واقعية. بمعنى آخر، إلى أي مدى يمكن أن تتطور الاستدلالات إلى محاكاة الدماغ البشري الإبداعي؟

التعلم العميق

الذكاء الاصطناعي هو التطور المستمر للآلات التي لديها القدرة على التعلم لمطابقة الذكاء الطبيعي للبشر. والغرض من حلول الذكاء الاصطناعي هو الجهاز الذي يمكنه التفكير والأداء والعمل كإنسان، ولكن بكفاءة أعلى. يزعم علماء البيانات أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق فوائد هائلة للبشرية ويبسط التحديات الإحصائية المعقدة. إذ لا يمكنه فقط رفع مستوى المعيشة ولكن أيضاً يمكنه حل مشاكل العالم الحقيقي خلال فترة أقصر. تأتي هذه الميزة مع خوف مماثل من الهلاك العالمي الوشيك، حيث إن ظروف العيش مع الذكاء الاصطناعي غير مستقرة.

روبوت يعزف

تجاوز قوة الحوسبة الأولية

قد يكون تطبيق الذكاء الاصطناعي بقوة مائة شخص مدرب يؤدون مهام مختلفة. ولكن، يمكن أن تنقصه القدرة الطبيعية لدى طفل بالغ من العمر خمس سنوات على تمييز الأشخاص بناء على سلوكهم. ولجعل الجهاز يتعرف على الارتباطات الأعمق لتحقيق نتائج أفضل وتمييز نفسه عن الأشخاص أو الحيوانات، فإنه يحتاج إلى خوارزميات مبتكرة يمكنها الاستفادة من مجموعة التدريب وإنتاج فهم أعمق للمهمة المنجزة. بعبارة أخرى، تحتاج الآلات إلى إظهار العفوية والمرونة في تنفيذ المهام عند التعامل مع الأشخاص.

قوة الحدس

يمكن للطفل التعرف على أي شيء أو أي شخص من مسافة بعيدة من خلال الحدس الذي تطور على مدى آلاف السنين. ومع ذلك، في كلتا الحالتين، يتم اكتساب المعرفة.

عندما تتعلم الآلة من البيانات الموجودة، ويتعلم الطفل من تجاربه، فهما نتاج بيئتهما. لكن الطفل سيفعل ذلك بسرعة وبشكل غريزي. وهذا يجعلنا نتساءل عما إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي التفكير مثل البشر ومحاكاة الشبكات العصبية للطفل.

من الحكمة أن نلاحظ أن أشباه البشر اقتربت بشكل مخيف من محاكاة العديد من السمات الجسدية للبشر. على سبيل المثال، إذا نظرنا إلى الروبوت أسيمو، فليس هناك من ينكر أن التنقل آخذ في التحسن. دعونا نرَ إلى أي مدى يمكننا أن نصل إلى تكرار السمات السلوكية للإنسان العاقل.

ولكن من المهم التذكير بالمفاهيم الخاطئة التي تعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أكثر ذكاء من البشر، متناسين أن الذكاء الاصطناعي يؤدي الوظيفة التي يختارها المطور فقط. أي أن الإنسان كان وسيبقى الأذكى والأفضل.

-----

ترجمة عن مجلة Becoming human