تظهر البيانات أن المركبات الكهربائية في بعض البلدان تولد بالفعل المزيد من انبعاثات الكربون، لأن أنظمتها الكهربائية تعتمد كثيراً على الفحم. وهذا يعني أن السيارات الكهربائية إلى الآن لم تحل مشكلة الانبعاثات الكربونية.

السيارة الكهربائية هي السيارة التي تعمل باستخدام الطاقة الكهربائية. وتعتبر السيارات الكهربائية سلاحاً قوياً ضمن جهود العالم المجتمعة للوقوف في وجه ظاهرة الاحتباس الحراري. غير أن بحثاً جديداً أظهر أن تأثير المركبات الكهربائية يعتمد على البلد الذي أنت فيه. ففي بعض الدول، تؤدي السيارات الكهربائية إلى إطلاق غازات كربونية أكثر من السيارات التي تعمل بالبنزين.

قارنت مجموعة ريديانت إنيرجي (Radiant Energy Group ) انبعاثات الغاز التي تسببها سيارة تعمل بالبنزين مع سيارة تشحن كهربائياً. قارنت الدراسة الانبعاثات الناتجة عن شحن سيارة تسلا موديل 3 لقيادة 100 كيلومتر بالانبعاثات الصادرة عن سيارة متوسطة تعمل بالبنزين تقطع نفس المسافة.

مركبات كهربائية

وقد توصلت الدراسة إلى أن البلدان التي يكون فيها شحن سيارة كهربائية أنظف من قيادة سيارة تعمل بالبنزين، تستخدم الكثير من الطاقة الكهرومائية أو النووية أو الشمسية.

ترتفع مبيعات السيارات الكهربائية بشكل أسرع في أوروبا. ولكن البيانات تشير إلى أن المركبات الكهربائية في بولندا وكوسوفو تولد بالفعل المزيد من انبعاثات الكربون، لأن أنظمتها الكهربائية تعتمد كثيراً على الفحم.

ومع ذلك، تؤدي المركبات الكهربائية في بلدان أوروبية أخرى إلى تخفيص الانبعاثات. ويعتمد تخفيض غاز الكربون على أنظمة الكهرباء التي تزودها بالطاقة ووقت شحن المركبات خلال اليوم. فالبلدان التي لديها وفورات أكبر في غاز الكربون من السيارات الكهربائية، تستخدم الكثير من الطاقة النووية والكهرومائية. في البداية كانت سويسرا قد حققت وفورات في الكربون بنسبة 100 في المائة مقارنة بمركبات البنزين. تليها النرويج بنسبة 98 في المائة، وفرنسا بنسبة 96 في المائة، والسويد بنسبة 95 في المائة، والنمسا 93 في المائة. وقد اعتمد البحث على البيانات العامة حول استخدام الكهرباء في أوروبا من وكالة البيئة الأوروبية.

وكانت البلدان التي سجلت أقل مدخرات هي قبرص بنسبة 4%، وصربيا 15%، وإستونيا 35%، وهولندا 37%. يخفض سائق السيارة الكهربائية في ألمانيا من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55 % مقارنة بسيارة تعمل بالبنزين. وتستخدم ألمانيا مزيجاً من الطاقة المتجددة والفحم لإنتاج الكهرباء.

تنتج ألمانيا وإسبانيا الكثير من الكهرباء بالاعتماد على الطاقة الشمسية والرياح. لكن الشمس والرياح لا تضيفان إلى نظام الكهرباء في أي بلد بالتساوي مع الآخر على مدار اليوم.

لهذا السبب، تعتمد كمية انبعاثات الكربون التي يتم توفيرها من خلال قيادة سيارة كهربائية على الوقت من اليوم الذي يتم فيه شحن هذه السيارة. الشحن في فترة ما بعد الظهر، عندما يكون هناك الكثير من الشمس والرياح، يوفر 16 - 18 % من الكربون أكثر من الليل عندما يكون من المرجح أن تستخدم أنظمة الكهرباء كلاً من الغاز أو الفحم.

صدرت الدراسة قبل محادثات مباشرة حول النقل في اجتماع المناخ للأمم المتحدة في غلاسكو. ووعدت مجموعة دول وشركات ومدن خلال الاجتماع بالتوقف عن تصنيع السيارات التي تعمل بالغاز بحلول عام 2040.

لكن الدراسة أظهرت كيف أن قدرة صناعة السيارات على تقليل الانبعاثات تعتمد على ما تستخدمه أنظمة الطاقة الوطنية لإنتاج الكهرباء. حيث لم تصل الدول الأوروبية إلى كيفية تقليص انبعاثات الكربون وكيفية تخزين بعض أنواع الطاقة المتجددة في أنظمتها.

ضاقت الفجوة في الانبعاثات بين المركبات التي تعمل بالكهرباء وتلك التي تعمل بالبنزين في السنوات الأخيرة. في أوروبا، طلب من شركات صناعة السيارات تلبية معايير الاتحاد الأوروبي للحد من الكربون. فزادوا من كفاءة محركاتهم التي تعمل بالبنزين. ونتيجة لذلك، انخفضت انبعاثات الكربون من السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين في أوروبا بمعدل 25 % بين عامي 2006 و 2016، وفقاً لمعلومات المنطقة الاقتصادية الأوروبية.

في أوروبا، يتم دعم مبيعات السيارات الكهربائية من خلال الإنفاق الحكومي والقواعد المضادة لصناعة السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين بعد عام 2035. والجدير بالذكر أن خمس السيارات التي تم بيعها في أوروبا بين شهري تموز وأيلول من هذا العام تعمل بالكهرباء.

وقد وضعت شركات صناعة السيارات، بما في ذلك جنرال موتورز وستيلانتيس وفولكس فاغن، أهدافاً لبيع السيارات الكهربائية بشكل أساسي في أوروبا في السنوات القادمة. وقالت شركة جنرال موتورز الأمريكية لصناعة السيارات إنها ستصنع فقط سيارات كهربائية جديدة بحلول عام 2022.

----

ترجمة عن موقع Science & Technology