تشمل الرعاية التي يحتضنها مركز الباسل للإبداع والاختراع جميع الشرائح المبدعة من مختلف الأعمار. ويقدم خدمات أكثر تخصصاً للمخترع والباحث والطالب، ويسانده في المستلزمات والأدوات والتدريب، ليحول فكرته إلى اختراع.

بخطى علمية حثيثة تتواكب مع الإبداعات وتطورات المرحلة، يقدم مركز الباسل للإبداع والاختراع وسائل البحث العلمي اللازم من المعلومات التكنولوجية والأسس العلمية. ولأن العلم والإبداع لا يخص مرحلة عمرية معينة، كانت الرعاية التي يحتضنها المركز تشمل جميع الشرائح المبدعة من مختلف الأعمار. من هنا نجد أن المركز يقدم خدمات أكثر تخصصاً للمخترع والباحث والطالب، ويسانده في المستلزمات والأدوات والتدريب، ليحول فكرته إلى اختراع. وهي خدمات مجانية تنطلق من أن كل اختراع يشكل تقدماً لحالة تقنية موجودة أو نقطة البدء لإيجاد حالة تقنية جديدة.

بسام النجار رئيس اللجنة الفنية في المعهد التقاني بالسويداء، تحدث عن عدد من الحلول الإبداعية لمشكلات تواجه الناس في ظل الظروف الحالية أكثر من أي وقت مضى، وأبطال المشاريع البحثية القائمين عليها هم طلاب في المرحلة الثانوية في مدارس المتفوقين وطلاب من المعهد التقاني الصناعي بالسويداء، منها: سرير مُخدم مخصص للمصابين بالشلل الرباعي مجهز بكافة المستلزمات التي تساعدهم على تحريك أطرافهم الأربعة نتيجة للتقنيات المزود بها، إذ يمكن الاستفادة منه في الجمعيات الخيرية، وخاصة بعد أن كثرت الإصابات بعد الحرب على سورية. وأكد النجار أن تكلفة السرير حوالي مليون و200 ألف ليرة سورية، ولكن عندما يصنع بكميات كبيرة تخفّ قيمة التكلفة، وهو يوفر الكثير من الجهد والألم على المريض وذويه.

بسام النجار

وهناك مشروع مدينة مُنارة ذاتياً تشير إلى عدة طرق لتوليد الكهرباء، منها أمواج البحر ومنها توليد كهرباء عن طريق مطبات السيارات، ومنها طاقة الرياح. وجميعها أفكار إبداعية تركز على أن تكون الإنارة صديقة للبيئة، ويمكن استخدامها في جميع الأماكن.

عامر عرابي أحد الباحثين في المجال الطبي والذي تقدم ببحثه من جهة المشاريع الصغيرة، تحدث عن مشروعه الذي هو عبارة عن مجموعة من الزيوت الطبيعية المأخوذة من بذور وأعشاب محلية ليخصصها لمشكلة صحية تتعلق بتكرر تشكل حصى الكلى، وخاصة أنه بعد التفتيت تعود هذه الحصى لتتشكل من جديد. والسبب المباشر من وجهة نظر المخترع هو خطأ بالتمثيل الغذائي لأحد الحموض الأمينية التي تشكل المادة اللاصقة الجاذبة للرواسب. وعليه فإن خلاصة الزيوت التي ابتكرها تمنع المادة اللاصقة من التشكل، وبعد ملعقة صغيرة من هذا المنتج يلاحظ المريض الفرق الكبير خلال مدة قصيرة، وهو منتج مجرب على 86 حالة قبل عرضه لينال براءة اختراع. وتمنى عرابي تبني اختراعه من قبل الجهات المعنية لأن سعره مناسب ويمكن لأي شخص الحصول عليه بتكلفة لا تعادل أجور جلسة تفتيت واحدة حتى لو استخدمه على مدار العام.

عامر عرابي

ماري غانم طالبة بالمرحلة الثانوية الفرع العلمي، تحدثت عن أنموذج أولي لحصّالة تقوم بفرز عملات نقدية، ينطلق مبدأ عملها من وجود قطعة داخلية تُقسم العملات إلى الفتحات الموجودة بحسب الفئات المبرمجة عليها، وعندما تسقط العملة في الحصّالة، تقوم بفرزها وجمعها مع النقود الموجود سابقاً، ويظهر ذلك على شاشة العرض. وقالت أن هنالك عدة نماذج لحصالات وهي مطورة للعملات الورقية ويمكن استخدامها في البنوك والمصارف.

قدم الدكتور خالد العوف، اختصاص في جراحة الوجه والفكين ورئيس قسم البحث العلمي في مشفى الشرطة، جهازاً جراحياً جديداً لبناء عظم الفك الأسفل من الوجه، وهو مخصص للأشخاص الذين يتعرضون لطلق ناري في هذه المنطقة أو لحادث سير أو مرض خسر فيه المريض فكه السفلي، مشيراً إلى أن الجديد الذي يحمله الاختراع، هو أن الجهاز يبني العظم ذاتياً مع النسج الرخوة بشكل كامل ويبني الذقن والفك السفلي بشكل طبيعي، مع مراعاة النواحي الجمالية والتشريحية من دون الحاجة إلى طعوم عظمية أو مواد خارجية؛ حيث يتم دفع الجسم لترميم نفسه ذاتياً من الجانبين، ويحقق نتائج مبهرة لدى جميع الأعمار مهما كان حجم الضياع، كما أنه يعوض المصابين بمرض السرطان الذين فقدوا جزءاً من المنطقة خلال عملية تجريف الوجه.

ماري غانم

وبيّن العوف أنه صنع الجهاز محلياً بعد عمل استغرق منه مدة سبع سنوات، وقد تمت تجربته على عدد من المرضى، وهو أكثر تطوراً مما صنع عالمياً من حيث التكلفة والعمل، فلم تصل تكلفته إلى المليون ليرة سورية، ويعمل بحركة واحدة. بينما لو أردنا استخدام الأجهزة العالمية والتي نحتاج منها لأربعة أجهزة لتعطي النتيجة التي وصلنا إليها، فإن تكلفتها لا تقل عن 50 مليون ليرة سورية.

وتمنى العوف أن يتم تسجيل هذا الاختراع وطنياً والعمل على إنتاجه لأنه مهم جداً وذو جدوى إنسانية اقتصادية كبير، لافتاً إلى ضرورة وجود مؤسسة بحثية خاصة بالاختراعات الطبية لتوظفها لخدمة الإنسان السوري بالدرجة الأولى، ويجب أن يكون التركيز عليها مستمراً وليس فقط من خلال المعارض.

يتعلق اختراع المهندس ماهر حسن بتصميم خلطات إسمنتية باستخدام ألياف بازلتية ذات منشأ محلي، معتمداً على نفسه بالتصميم وعلى المادة الأولية المحلية التي تغني عن الكثير من المواد المستوردة مثل ألياف البروبولين والألياف الزجاجية والكربونية. وقد أوضح أن الخواص الفريدة لهذه المواد تعطي خصائص كبيرة للخلاطات الإسمنتية التي يمكن استخدامها في صناعة الألواح الإسمنتية والأنابيب والمنتجات الإسمنتية التقليدية مثل البلوك، إضافة إلى استخدامها في خلطات البيتون العادي للتخلص من التشققات ورفع مقاومة الضغط البسيط والشد، الأمر الذي يوفر الكثير من الوقت ويعطي ديمومة عالية للبيتون، ويوفر الكثير من التكلفة. وهذا ينعكس على عمر المنشأة والتكلفة والصيانة الدورية التي تقام لها.

وبيّن ماهر أهمية الاختراع بالنسبة إلى الشركات العاملة في المنتجات الإسمنتية وشركات المجبول الإسمنتي الجاهز والشركات الإنشائية والشركات التي تعمل في الإكساء إذا أرادت أن تعتمد أسس علمية في تشكيل الخلطات الإسمنتية التي تستخدمها.

الاختراع الذي قدمه الدكتور نوري العموري أخصائي تقويم أسنان، هو اختراع متطور لأسلاك التقويم. وهو يشرح ذلك قائلاً: "إن أي جهاز تقويم يحتاج إلى نظام ربط، وأحدث أنظمة الربط الحالية تشكل حاصرات سلبية، بمعنى أنها تقلل من مدة العمل بحدود 30% إضافة إلى مشكلتها الجمالية وتكلفتها المالية العالية. وعليه فإن هذا الاختراع جاء لحل هذه الإشكالية من خلال السلك الحر واستخدامه داخل النظام نفسه؛ حيث يسلط عليه الضوء ويطبق السلك بدون احتكاك. وبهذا يكون المريض قد تخلص من لون السلك المعدني بعد تغطيته بشكل كامل بلون يقارب لون أسنانه، فحصل على الناحية الجمالية مع مجموعة من الإكسسوارات وبتكلفة لا تتجاوز الـ 700 ليرة سورية، في حين أن أجهزة الربط المستخدمة حالياً تصل تكلفتها إلى 6 مليون ليرة سورية".

أما محمد عماد سليم هندسة شبكات، فقد قال إن اختراعه عبارة عن مطور ألعاب وتطبيقات على محرك الآين تي، من خلال محاكاة برمجية لعمل رجال الإطفاء بتقنية الواقع الافتراضي، وهي تقنية نستطيع من خلالها الدخول إلى عالم افتراضي نستغني فيه عن التدريبات على إطفاء الحرائق بالطرق التقليدية. ويقدم المشروع لرجل الإطفاء أو الإنقاذ جولة تدريبية قبل الدخول إلى الواقع. وتكون التجربة عبارة عن بناء يحترق أو بيئة معينة، وهناك سلسلة من العوائق يتجاوزها عن طريق النظارات والوسائل التحكمية. وأضاف سليم أن تطبيق المشروع سهل، لأن الأدوات متوفرة لدى الكل.

الدكتور شفيق العزب مدير حماية الملكية التجاري والصناعية في وزارة التجارة الداخلية، تحدث حول حرص الوزارة على حماية الملكية الفكرية للمخترعين وتقديم كافة المعلومات والبيانات التي تساعدهم على القيام بأبحاثهم وكذلك على كيفية الحصول على شهادة تسجيل العلامة التجارية، إضافة إلى نشر ثقافة الحصول على براءة الاختراع لحماية حقوق المخترعين، مبيناً أن المعرض مفتوح أمام الجميع من طلاب الطلائع والشبيبة والجامعات والأعمال الحرة والدكاترة والباحثين وكل من لديه فكرة علمية مهما كانت صغيرة، إذ يمكن أن تتحول إلى اختراع يعود بالفائدة على شريحة واسعة من الناس.

ولفت العزب إلى أنهم يتابعون مشوار العمل مع المخترعين من خلال إرسال (سيدي-قرص مضغوط) يحمل كل براءات الاختراع والمشاريع التي تصلهم، ويرسلونها إلى هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة وإلى هيئة الاستثمار وغرف التجارة والصناعة، للاستفادة منها في أعمالهم في حال وجدوا أي مشروع يناسبهم.

أشار المهندس أسامة مخيبر، ممثل وزارة التجارة الداخلية في اللجنة العلمية، إلى دور المركز في توجيه الباحثين للبحث في المواقع العالمية لتطوير أفكارهم، إضافة إلى ما تقوم به الوزارة من ورش علمية في الكليات لتدريب الطلبة حول كيفية البحث في مواقع عالمية عن بيانات الاختراعات الموجودة فيها للاستفادة منها في تطوير أفكارهم واختراعاتهم والوصول إلى منتج نهائي. ولفت إلى ما يتضمنه المعرض عشرين من اختراعات كثيرة تفيد المجتمع، خاصة اختراعات الطاقات المتجددة واختراعات المجال الطبي واختراعات الأطراف الصناعية المتطورة، والتي قد توفر مبالغ كبيرة من خلال تصنيعها محلياً بدلاً من استيرادها.

تجدر الإشارة أن المعرض في دورته العشرين لعام 2021 تضمن 276 عملاً مبتكراً، وهو ليس وليد السنوات الأخيرة، بل إنه متواجد منذ عام 1992 لتشجيع المواهب والمخترعين وتوجيههم نحو الإبداع.