هو عالم جديد ذاك الذي ينتظرنا. إنه عالم أعلن عنه مارك زوكيربيرغ بجرأة. وعبر هذا العالم يمكن العمل واللعب والاجتماع في المكاتب، وحتى الذهاب إلى الحفلات الموسيقية، من خلال إرسال صورة ثلاثية الأبعاد إلى داخل حفلة موسيقية مع صديق يحضر في الواقع، أو الجلوس على طاولة اجتماعات افتراضية مع الزملاء.

لا شك أن مسألة الانتقال والتحول، التي تقودها شركة فيسبوك، كبيرة وعظيمة، ولكنها في ذات الوقت تمثل عملية تحول خطيرة جداً. فمع إعلان مارك زوكربيرغ، مؤسس ومدير هذه الشركة، تغيير اسمها إلى "ميتا"، بات العالم على أبواب فصل جديد من فصول الاستخدامات الجديدة للإنترنت. وطبعاً ستنتج عن هذا الفصل عادات وسلوكيات استهلاكية واجتماعية جديدة، ستؤثر على مختلف أنماط الحياة، ولكن سيكون أكبر المتأثرين بتطبيقات عالم ميتافيرس هم العاملون في مجال الصناعات التكنولوجية وتطبيقاتها. فالترجمة الواقعية لما ستقوم به شركة ميتا في المستقبل، تتمثل في إلغاء الحاجة إلى كافة الأشياء المادية التي تنتجها الشركات التكنولوجية، والتي ننفق لاقتنائها في الوقت الحالي الكثير من الأموال، كأجهزة الهاتف أو شاشات التلفاز، وغيرها من التجهيزات التي تتواجد في معظم منازلنا.

فكرة التخلي عن تلك التجهيزات واستبدالها بتطبيقات زهيدة الثمن، ليست بجديدة، فقد ظهرت بشكل جلي خلال التصريحات والتلميحات التي كان يطلقها زوكربيرغ خلال مؤتمراته بين الفينة والأخرى. تلك التصريحات لم تكن تأخذ حيزاً كبيراً من تفكير المواطنين العاديين، لكنها لم تكن لتمر مرور الكرام على المدراء التنفيذيين وأصحاب الشركات العملاقة العاملين في تلك المجالات والذين يمكن أن تتضرر صناعتهم وتجارتهم، في حال نجح مارك في تحقق ما يصبو إليه. ولكن أعتقد الآن وبعد التحول إلى ميتا وإطلاق العملاق ميتافيرس، بأن أنظارهم باتت متجهة بجدية نحو مارك وأقواله؛ حيث انتقلت الأقوال إلى مرحلة الأفعال، ومارد شبكات التواصل الاجتماعي خرج من قمقمه، وأعلن عن ولادة عالم الميتافيرس، الذي سيغير عالمنا، ويغير الكثير من القوانين التي تحكم مجتمعاتنا، وبطبيعة الحال سيغيرنا ويغير احتياجاتنا وأولوياتنا.

عالم الميتافيرس

سينظر البعض إلى مخططات مارك على أنها تستهدف بشكل رئيس الهيمنة على الأسواق وتحقيق مزيد من الأرباح، والبعض سينظر إليها على أنها إنجاز للبشرية، والبعض سيعتبرها خطراً على الأفراد والمجتمعات البشرية، وستكثر النظريات والتقييمات لتلك الخطوة خلال الفترة القادمة. ولكن وجهة النظر الأخطر تأتي من المنافسين والمتضررين من تطبيقها، كونهم وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها في مواجهة مصيرية مع قطاع كانوا يعتبرون أنفسهم خارج حدود خطره وطموحاته، وباتوا يدركون بأن أيام أمجاد إمبراطورياتهم التكنولوجية باتت معدودة، فهي ستزول وتنهار، ولن يكون مصيرها أفضل حالاً من مصير عملاق الهواتف المحمولة نوكيا في 2014 وكذلك شركة كوداك التي أعلنت إفلاسها في عام 2012.

ومن المحتمل بأن تلك الشركات ستعتبر أن طموحات مارك زوكربيرغ هي التي ستقودها إلى مصير مشابه لسابقاتها من كبريات الشركات التي أعلنت إفلاسها. لذلك فهي لن تقف مكتوفة الأيدي، وربما قد تفكر في طرق وأدوات غير شرعية لإيقاف عجلة الميتافيرس ولجم جماح مارك، وربما تكون إحدى هذه الأدوات هي القيام باغتياله، وخاصة بعد كلامه الأخير عن الكم الهائل من الأشياء المادية التي سنتمكن من الاستغناء عنها مستقبلاً؛ حيث قال في هذا الخصوص: "فكر في عدد الأشياء المادية التي لديك اليوم، والتي يمكن أن تكون مجرد صور ثلاثية الأبعاد في المستقبل. تلفزيونك، وإعداد عملك المثالي مع شاشات متعددة، وألعاب لوحتك والمزيد- بدلاً من الأشياء المادية التي يتم تجميعها في المصانع، ستكون عبارة عن صور ثلاثية الأبعاد مصممة من قبل المبدعين في جميع أنحاء العالم، ستنتقل عبر هذه التجارب على أجهزة مختلفة- نظارات الواقع المعزز للبقاء حاضراً في العالم المادي، والواقع الافتراضي ليكون مغموراً بالكامل، والهواتف وأجهزة الكمبيوتر للانتقال من الأنظمة الأساسية الحالية. لا يتعلق الأمر بقضاء المزيد من الوقت على الشاشات؛ يتعلق الأمر بجعل الوقت الذي نقضيه أفضل بالفعل. دورنا ومسؤوليتنا". ويعتبر مارك أنه في عالم الميتافيرس Metaverse لا حاجة لشراء شاشة تلفزيون بقياس كبير، طالما أننا نستطيع التمتع بكل مزاياها عبر تطبيق صغير محمّل في نظاراتنا؟ وكذلك الحال بالنسبة إلى شراء أجهزة الهاتف الذكية، وإلى تكبد أعباء السفر، وستكون قادراً على فعل أي شيء تقريباً يمكنك تخيله.

ميتا

وينفي مارك بأن تحقيق الأرباح هو الهدف الرئيس لإطلاقه ودعمه مشروع ميتافيرس، ويقول: "هذا الاستثمار لن يكون مربحاً لنا في المستقبل القريب"، ولكنه في ذات الوقت يذكر بأنه يعتقد بأن Metaverse سيكون بشكل أساسي خليفة الإنترنت عبر الهاتف المحمول، وهذا يؤكد بأن الأرباح ستتدفق لاحقاً وبشكل يفوق التوقعات. وهذا ما يفسر إلقاء الفيسبوك بثقله الكبير لدعم هذه الفكرة.

ما هو "ميتافيرس"؟

منذ يوم الخميس الماضي والشبكة العنكبوتية منشغلة بكافة لغاتها بالبحث عن المعنى الدقيق لكلمة "ميتا" Meta ومصطلح ميتافيرس Metavers، وكثرت الأقاويل والتفسيرات حول هذا الموضوع، رغم أن الأسابيع الماضية شهدت ترويجاً قوياً وواسع النطاق لمصطلح Metavers، ورغم أنه لا أحد لديه تعريف محدد للمصطلح حتى الآن، كونه ما زال في حالة جنينية، وربما يحتاج إلى فترة حتى تتبلور خصائصه ويتضح مفهومه، من المؤكد بأن Metaverse ليس اسماً اعتباطياً؛ فالترجمة الحرفية لهذا المصطلح تبين بأنه جاء نتيجة الجمع بين الكلمة اللاتينية Meta وتعني "ما بعد" أو "ما وراء" والتي ربما استخدمت لكي توحي بأن هناك المزيد من الأمور التي لم تكتشف بعد، أما الكلمة الإنكليزيةUniverse ، فتعني الكون. لذا يرى بعض الباحثين بأن القصد من استخدام هذا المصطلح، ربما يكون الإشارة إلى "ما وراء الكون" أو "الكون الفوقي".

تشير أولى المؤشرات القوية لهذا المصطلح، إلى أنه سيشكل بديلاً رقمياً جديداً لعالمنا المادي التقليدي، والذي يمكننا الوصول إليه عبر الإنترنت. وحسب التصريحات التي أعلنت عنها الشركة في مؤتمرها الأخير لإعلان الاسم الجديد، يدل مصطلح "ميتافيرس" على العوالم الرقمية التي يمكن أن يتفاعل فيها العديد من الأشخاص في بيئة ثلاثية الأبعاد بما في ذلك النطاق الكامل للواقع المعزز. فهو "مساحات افتراضية، يمكن للناس خلقها واستكشافها مع أشخاص آخرين لا يتواجدون جسدياً معهم في المكان نفسه". ويُشير إلى حلم بتوفر "إنترنت" في المستقبل يشبه أفلام الخيال العلمي.

وخلال وقت قصير من إعلان الاسم الجديد، بدأت روايات تحاك عن سر هذه التسمية. وذكرت بعض التقارير بأن صياغة المصطلح تعود في أصلها إلى روائي الخيال العلمي نيل ستيفنسون الذي استخدمه لوصف عالم افتراضي يهرب الناس إليه من عالم واقعي بائس. والآن يتم تبنيها من قبل واحدة من أكبر الشركات في العالم وأكثرها إثارة للجدل. وهو أمر أثار الجدل والقلق لدى البعض حول الأسباب التي تدعو شركة عملاقة كفيسبوك لتبني هذا المصطلح كاسم لها، هل هي رغبة في القول بأن الأمر لم يعد خيالاً، لقد أصبح حقيقة وأصبح متاحاً، وفيسبوك قادرة على تحقيق الأحلام وتغيير العالم.

دوافع التخلي عن الاسم القوي؟

في بداية عام 2004 قام زوكربيرغ بتأسيس موقع "الفيسبوك" مستخدماً النطاق Thefacebook.com، وقد أدلى زوكربيرغ وقتها بتصريح لجريدة هارفارد كريمسون وقال وقتها مظهراً روح التحدي بشكل كبير: "كان الجميع يتحدثون عن دليل الصور العالمي المأخوذة في جامعة هارفارد". "أعتقد أنه من السخف أن تستغرق الجامعة عامين للقيام بمثل هذا العمل. يمكنني أن أقوم بالأمر على نحو أفضل منهم بكثير، وفي غضون أسبوع واحد فقط".

أما أولى عمليات التغيير التي طالت اسم فيسبوك، فقد بدأت منذ العام الأول لانطلاق الفيسبوك؛ حيث قامت الشركة وقتها بإسقاط كلمة The من اسمها بعد شراء اسم النطاق Facebook.com عام 2005 نظير مبلغ 200000 دولار أمريكي.

إن عملية إطلاق اسم "ميتا" لم تكن أمراً مفاجئاً بالنسبة إلى المهتمين والمتابعين لأخبار العملاق الأزرق، وهو أمر كان مارك قد بدأ عملية الإعداد له منذ بضعة سنوات؛ حيث قام باستقدام أكثر من 10000 موظف لكي يبنوا أجهزة للمستهلكين مثل نظارات الواقع المعزز، التي يعتقد زوكربيرغ أنها ستكون موجودة في كل مكان مثل الهواتف الذكية، ويبدو أن عملية الانتقال إلى عالم Metaverse تحتاج أيضاً إلى المزيد من العاملين، وهو الأمر الذي دعت إليه إدارة الفيسبوك في خطتها لخلق عشرة آلاف وظيفة جديدة تتطلب مهاراتٍ عالية داخل الاتحاد الأوروبي، وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة؛ حيث يرون أنه وعلى مدار السنوات القادمة، "سننتقل بشكل فعال من الأشخاص الذين يرون أننا في الأساس مجرد شركة وسائط اجتماعية إلى شركة .Metavers".

فيما اعتبرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن هناك دوافع خفيه غير التي أعلنتها فيسبوك، هي التي دعت الشركة العملاقة للتخلي عن اسمها العريق والمؤثر التي عملت على ترسيخه بقوة في عالم البورصة والتكنولوجيا على امتداد السبع عشرة سنة الماضية. وبحسب شبكة الـ CNN فإن عملية تغيير الاسم، ما هي إلا محاولة يائسة من قبل الشركة للتشويش على ما وصفته بـ"جحيم واقعها الحقيقي". وقالت الشبكة إن خطوة زوكربيرغ ترسخ طموحاته بتحويل فيسبوك إلى شركة "ميتافيرس Metaverse"، والتي بطبيعة الحال ستحصل على مؤشر أسهم جديد أيضاً، إذ ستقوم الشركة بإسقاط سهم ($FB)، وستبدأ في التداول باسم ($MVRS) بداية من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

بالنسبة إلى المنشغلين بشكل كبير بالقيام بعملية التحليل المعمق للرمز وللاسم الجديد الذي تبنته فيسبوك والدوافع التي قادتها إلى هذا التغيير، من المفيد أن نذكر بأن فيسبوك ليست أول شركة تقنية معروفة تغير اسمها لكي يتماشى مع توسع طموحاتها، وجدير بالذكر بأن "غوغل" (Google) في عام 2015 قد أعادت تنظيم نفسها بالكامل في إطار شركة قابضة تدعى "ألفابت" (Alphabet). وأرادت غوغل وقتها أن ترسل رسالة إلى العالم، مفادها بأنها لم تعد مجرد محرك البحث الذي عرفتموه، بل أصبحت مجموعة مترامية الأطراف، تضم شركات تصنع سيارات ذاتية القيادة وتقنيات صحية، وأصبحت تضم العديد من الشركات التابعة لها ومن ضمنها: Wings وCalico وBoston Dynamics، ومختبرات غوغل (X Lab)،. وكذلك غيرت Snapchat علامتها التجارية إلى Snap Inc. في عام 2016، وهو العام نفسه الذي بدأت فيه تسمية نفسها بـ "شركة الكاميرات"، وطرحت أول زوج لها من نظارات الكاميرا Spectacles.

لا نعرف من سيكون القطب القادم من أقطاب التكنولوجيا الذي سيطور نفسه ومجال عمله وسيغير اسمه في المستقبل القريب. وفقاً لـ"سي إن إن"، يبدو توقيت إعلان اسم "ميتا" مهماً، إذ تحاول فيسبوك يائسة من خلاله أن تخرج من مستنقع الفضائح التي كشفت عن سنوات من الإخفاقات الممنهجة في مكافحة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، مشيرة إلى أن قائمة المشاكل تبدو طويلة جداً ومثيرة للغضب. وتابعت "لكن يجب ألا نسمح لهذه التسمية الجديدة أن تصرف انتباهنا عن الجحيم الحقيقي الذي أحدثه فيسبوك في واقعنا غير المُعزَز، فلا ينبغي لإعادة تسمية العلامات التجارية للشركات، السماح لمارك زوكربيرغ أو أي شخص آخر بالهروب من الأضرار الحقيقية والملموسة التي أحدثتها منتجاتهم، واستمروا في نشرها من دون عواقب".

بناء نسخة جديدة من الإنترنت

منذ التاريخ الذي أطلق فيه موقع الفيسبوك رسمياً للعامّة في الرابع من شهر شباط من العام 2004 وصولاً إلى العام 2015 وهو العام الذي انتقلت فيه شركة "فيس بوك" إلى مقرها الجديد في مدينة مينلو بارك بولاية كاليفورنيا الأميركية، يبدو أن ذلك العقد من الزمن كان كافياً لرسم مخطط متكامل لآفاق وطموحات عملاق التواصل الاجتماعي وتطوير رؤيته وجعلها مناسبة وقابلة للتطبيق في المستقبل القريب. لكن نقطة البداية نحو العالم الجديد الذي أرادت فيسبوك أن ترسم ملامحه منذ عدة سنوات، تمثلت في إعلان رئيس المجموعة مارك زوكربيرغ، تغيير اسم الشركة الأم من فيسبوك إلى "ميتا"، والتي أصبحت الشركة الحاضنة والأم الجديدة لأشهر التطبيقات العالمية مثل Instagram, WhatsApp,, Facebook, Oculus,.

للوهلة الأولى بدا للبعض تغيير مقر الشركة في عام 2015 انتقالاً إدارياً وغير مفيد، لكن على ما يبدو أنه كان جزءاً تكتيكياً من مخطط بعيد الأمد، يعمل بثبات على وضع الأساس اللازم لتوفير تركيز أكبر على الجيل التالي من التكنولوجيا. وكان مارك زوكربيرغ قد أكد وقتها بأنهم يستهدفون من هذا المقر الجديد "توفير مساحة العمل الهندسية المثلى لفريق فيس بوك للعمل معاً". وأضاف "أردنا أن نوفر لأنفسنا نفس الإحساس بالانتماء إلى المجتمع والاتصال عبر فريقنا، لأننا نحاول تمكين خدماتنا في جميع أنحاء العالم"، مارك حينها لم يفصح عما كان يبيته من وراء بناء أكبر صالة تخطيط في العالم على شكل غرفة فردية تناسب الآلاف من الناس، وكان قد شكل في وقت سابق فريقاً متخصصاً في الـ Metaverse، وقام كذلك بترقية أندرو بوسورث، رئيس قسم AR وVR، إلى منصب كبير مسؤولي التكنولوجيا.

في عرض تقديمي في المؤتمر السنوي للشركة، أعلن زوكربيرغ: "أن في "ميتافيرس" يجتمع العالمان المادي والرقمي، وتتفاعل فيه التمثيلات الرقمية للناس، وستكونون قادرين على فتح المزيد من الفرص، بغض النظر عن المكان الذي تعيشون فيه. وستكونون قادرين على قضاء المزيد من الوقت في ما يهمكم، وتقليل الوقت في حركة المرور، وتقليل البصمات الكربونية". وعبر هذا العالم يمكن العمل واللعب والاجتماع في المكاتب، وحتى الذهاب إلى الحفلات الموسيقية، من خلال إرسال صورة ثلاثية الأبعاد إلى داخل حفلة موسيقية مع صديق يحضر في الواقع، أو الجلوس على طاولة اجتماعات افتراضية مع الزملاء؛ حيث يتيح فيسبوك حالياً نسخة من "ميتافيرس" تدعى Horizon Workrooms، وهو تطبيق يتيح للموظفين دخول المكاتب الافتراضية وعقد الاجتماعات. كما يفعل نيك كليغ، نائب رئيس فيسبوك للشؤون العالمية، والذي يعقد اجتماعات فريقه كل اثنين في مكتب "ميتافيرس". وبحسب كليغ، سيكون "ميتافيرس" سلسلة من العوالم المترابطة، حيث يمكن للمستخدم الانتقال من عالم فيسبوك إلى عالم آبل أو غوغل.

ويتوقع أن يصل عدد المنخرطين في هذا العالم إلى مليار شخص في غضون العقود القادمة. ومن المفترض أن تتيح تقنية "ميتافيرس" زيادة التفاعلات البشرية عبر الإنترنت من خلال تحريرها من القيود المادية بفضل تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز. مما لا شك فيه بأن عالم الميتافيرس Metaverse سيقود إلى عالم جديد افتراضي متكامل، يتخلى الشخص فيه عن الشاشات، ويختبر تأثير التواجد في الواقع الافتراضي.

لا شك بأن تطور تقنيات المعلومات والاتصالات في الماضي قد سهلت ظهور شركات عملاقة مثل Google و Amazon و Facebook و Apple و Microsoft والتي يشار إليها باسم شركات GAFAM حيث تُستخدم كلمة GAFAM للإشارة إلى الشركات الخمس صاحبة الابتكارات اللامحدودة في مجال التكنولوجيا؛ حيث تتنافس هذه الشركات مع بعضها البعض في إظهار جينات الابتكار التي تمتلكها وترغب من خلال أنشطتها في الموسيقى والأفلام والبرامج التلفزيونية والكتب الإلكترونية والتطبيقات وغيرها، في تعميم أفكارها ورؤيتها على العالم المتعطش لكل جديد. وكانت المنافسة بين تلك الشركات تجري بشكل طبيعي وأدوات تقليدية، ولكن بعد ولادة الميتافيرس كيف سيكون وضع العمالقة الباقين؟ وكيف سيكون شكل المنافسة والصراع بينهم؟ لنترك الحكم للأيام القادمة.