يتعدى مفهوم الإنترنيت أنه ساحة للتواصل عبر العالم، بل تم استثماره بثوراتٍ تكنولوجية متطورة، "إنترنيت الأشياء" واحد من هذه الثورات والذي يتيح مخاطبة الإنسان لجميع الأشياء ومخاطبة الأشياء لبعضها البعض.

رغم التطور الكبير الذي نشهده وإحاطة الإنترنيت بتفاصيلنا اليومية، إلا أن هناك العديد من الأجهزة في حياتنا لا تزال غير مرتبطة بالإنترنيت مثل (الثلاجات، الشوارع، البيوت، الحقول الزراعية، الإشارات المرورية...) هذا ما أدى إلى نشأة علم إنترنيت الأشياء.

مفهومه ونشأته:

تعود نشأة المصطلح إلى باحث التقنية البريطاني "كيفين آشتون"[1].

القدرة على التواصل

ويشير المفهوم إلى التواصل الداخلي أو الترابط بين الأشياء المادية وأجهزة الحوسبة[2].

الأعمدة الستة في إنترنيت الأشياء

-توصيلية الشبكات: توفير إمكانية الاتصال بين أجزاء الشبكة حتى في أصعب الظروف والبيئات.

شبكة التواصل

-الحوسبة الضبابية: هي امتداد للحوسبة السحابية وأقرب منها إلى طرف الشبكة.

-أمن المعلومات: هو خليط من الحلول الأمنية الإلكترونية والفيزيائية للاستخدام قبل وأثناء وبعد حصول الهجوم، وتتضمن الحماية من التهديدات في بيئة السحب الإلكترونية وحماية الأجهزة ومحيط الشبكة وأمن البيانات وغيرها.

-تحليل البيانات: تعني استخدام برمجيات خاصة لتحليل بيانات المستخدمين وبيانات الشركة في كل مكانٍ في الشبكة.

-الإدارة والأتمتة: يمكن تخصيصها لصناعاتٍ معينة لزيادة الأمن والتحكم ولدعم الوظائف المختلفة.

-منصات تمكين التطبيقات: تتضمن واجهات برمجة التطبيقات المفتوحة المصدر والتي تسمح بتصميم وتطوير وتنفيذ الحلول الرقمية للصناعات المختلفة[3].

نوعين من الأجهزة في الشبكة

-الأجهزة الطرفية: هي الأجهزة التي تكون المصدر أو الهدف للبيانات والتي يتفاعل معها المستخدم بشكلٍ مباشرٍ، بحيث إنها تمثل الواجهة بين المستخدمين والشبكة ومن أمثلتها: الحواسيب بأنواعها والطابعات والهواتف، وأجهزة الواقع الافتراضي وكاميرات المراقبة والأجهزة الذكية اللوحية من هواتف نقالة وأجهزة قارئات الكروت المصرفية والماسحات الضوئية وغيرها الكثير.

-الأجهزة الوسطية: تربط الأجهزة الطرفية وتوفر الاتصال والعمل خلف الكواليس لضمان وصول البيانات من مصدرها إلى هدفها المقصود من دون ضياعٍ أو مشاكلٍ، وقد تربط جهازين طرفيين أو أكثر بحسب موقعها في الشبكة، ومن أمثلتها: أجهزة التشويش و(الراوترات) السلكية واللاسلكية والجدران النارية، وتكون هذه الأجهزة هي المتحكمة في انسياب البيانات عبر الشبكة[4].

تطبيقات إنترنيت الأشياء

المنازل الذكية:تحقق الرفاهية للبشر، فيكفي برمجة الأنظمة الذكية على تفضيلات نمط حياتنا، وتدخل كل تفصيلات المنزل. فعلى سبيل المثال (يتم فتح المنزل بمجرد اقتراب مالكه ويبدأ المكيف بالعمل بالحد المفضل لديه، والأنظمة الصوتية تعمل على تشغيل المقاطع الموسيقية المفضلة للمالك، وغيرها الكثير من الأمور القابلة للبرمجة والدخول ضمن عمل البيت الذكي)[5].

الأجهزة القابلة للارتداء: هي تقنية جديدة تعرف باسم موضة الإلكترونيات، وهي عبارة عن أجهزة إلكترونية يمكن للإنسان ارتداءها كملحقات، وكأمثلة عن ذلك (الساعات الذكية، أجهزة تتبع اللياقة، جهاز مراقبة نظام القلب، ملابس ذكية...)[6].

المدن الذكية: تغطي المدينة الذكية مجموعة كبيرة من حالات الاستخدام.. من إدارة المرور إلى توزيع المياه، إلى إدارة النفايات، والأمن الحضاري، ومراقبة البيئة، تعمل حلول إنترنيت الأشياء في مجال المدن الذكية على حل مشاكل الازدحام المروري والحد من الضوضاء والتلوث والمساعدة في جعل المدن أكثر أماناً.

الشبكات الذكية: تتعهد الشبكة الذكية المستقبلية باستخدام معلومات حول سلوكيات مزودي الكهرباء والمستهلكين بطريقة آلية لتحسين كفاءة وموثوقية واقتصاد الكهرباء.

الإنترنيت الصناعي: الإنترنيت الصناعي واحدة من تطبيقات إنترنيت الأشياء الخاصة، في حين أن العديد من أبحاث السوق ترى الإنترنيت الصناعي كمفهوم إنترنيت الأشياء مع أعلى الإمكانات الشاملة، فإن شعبيتها لا تصل حالياً إلى الجماهيرية مثل المنزل الذكي أو الأجهزة القابلة للارتداء.

السيارة المتصلة: السيارة المتصلة آخذة في الارتفاع ببطء نظراً لأن دورات التطوير في صناعة السيارات تستغرق عادةً من عامين إلى أربعة أعوام، فإننا لم نشهد الكثير من الاهتمام حول السيارة المتصلة حتى الآن. تعمل معظم شركات تصنيع السيارات الكبرى بالإضافة إلى بعض الشركات الناشئة الشجاعة على حلول السيارات المتصلة.

الصحة الرقمية: تظل الصحة الرقمية هي العملاق النائم لتطبيقات إنترنيت الأشياء، يحمل مفهوم نظام الرعاية الصحية الرقمية والأجهزة الطبية الذكية إمكانات هائلة، ليس فقط للشركات بل من أجل رفاه الناس بشكل عام.

التجزئة الذكية: إن التجزئة الذكية هو مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من التقنيات الذكية المصممة لمنح المستهلك تجربة أكبر وأسرع وأكثر أماناً وذكاءً عند التسوق.

سلاسل التوريد الذكية: لقد أصبحت سلاسل الإمداد أكثر ذكاءً منذ عدة سنوات. كانت الحلول من أجل تتبع البضائع أثناء وجودها على الطريق الصحيح، والحصول على موردين لتبادل معلومات المخزون، موجودة في السوق لسنوات. وعلى الرغم من أنه من المنطق تماما أن يحصل هذا الموضوع على دفعة جديدة مع إنترنيت الأشياء، يبدو أن شعبيته لا تزال محدودة حتى الآن.

الزراعة الذكية: هي قضية تجارية غالباً ما يتم تجاهلها لأنها لا تتناسب حقاً مع الفئات المعروفة مثل الصحة أو التنقل أو الصناعة. ومع ذلك، وبعد عمليات الزراعة والعدد الكبير من الماشية التي يمكن رصدها، يمكن أن يؤدي إنترنيت الأشياء إلى إحداث ثورة في طريقة عمل المزارعين. لكن هذه الفكرة لم تصل بعد إلى اهتمام واسع النطاق. ومع ذلك، فإنها أحد تطبيقات إنترنيت الأشياء التي لا ينبغي الاستهانة بها. سوف تصبح الزراعة الذكية مجال التطبيق المهم في البلدان المصدرة للمنتجات الزراعية في الغالب[7].

الحوسبة السحابية

يسمح الإنترنيت بتخزين المعلومات واسترجاعها، كملفات عملك وصور أفراد عائلتك وأصدقائك أو حتى الأغاني والأفلام المفضلة لديك، بالإضافة إلى توثيق إنجازاتك ومهامك التي قمت بها على حاسوبك.

-----

المراجع

[1] إنترنيت الأشياء، رغد محمد العسيري، ص2.

[2] ما هو إنترنيت الأشياء، سطور، 27 شباط عام 2021.

[3] كتاب مدخل إلى إنترنيت الأشياء، الجزء الثاني، مصطفى صادق لطيف، ص 69، 7 شباط عام 2017.

[4] كتاب مدخل إلى إنترنيت الأشياء، الجزء الأول، مصطفى صادق لطيف، ص13، 7 شباط عام 2017.

[5] أنظمة المنازل الذكية ترسم مستقبل صناعة العقارات، محمد علي، العين الإخبارية، 24 أيار عام 2021.

[6] ما هي الأجهزة القابلة للارتداء، مروة عمران، أراجيك، 17 تشرين الثاني عام 2019.

[7] من أهم تطبيقات إنترنيت الأشياء تعرف عليهم بالكامل، فابيولس، 31 كانون ثاني عام 2019.