يقول العلماء أنه وبينما يلوح 2100 في الأفق، تبدو تأثيرات المناخ على المستقبل أكبر. ومن خلال الجمع بين محاكاة المناخ والفن، يتصور الباحثون مستقبلاً أكثر سخونة بحلول عام 2500 قد يغير المناظر الطبيعية عبر الأرض، مثل شبه القارة الهندية.

من الصعب تخيل الشكل الذي قد تبدو عليه الأرض عام 2500. ولكن التعاون بين العلم والفن يقدم صورة مشوشة حول كيفية تأثير تغير المناخ الحالي في التضاريس المألوفة الآن وتحويلها إلى مناظر طبيعية غريبة على مدى القرون القليلة القادمة.

تؤكد هذه التصورات - لمزارع الغرب الأوسط الأمريكية التي غطتها النباتات شبه الاستوائية، وغابات الأمازون المطيرة الجافة، والحرارة الشديدة التي تخبز شبه القارة الهندية - على سبب حاجة الباحثين لدفع التوقعات المناخية إلى ما هو أبعد من المعيار المعتاد لعام 2100، وهذا ما يؤكده عالم الاجتماع البيئي كريستوفر ليون وزملاؤه في عدد 24 أيلول من مجلة Global Change Biology.

تدهور بيئي

لقد مضت خمسون عاماً منذ مرت على التأثيرات المناخية الأولى، التي أدت لتحديد ذلك الهدف البعيد في العام 2100، كما يقول ليون، من جامعة ماكجيل في مونتريال. لكن هذا الموعد لم يعد بعيداً بعد الآن، وستظل آثار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المنبعثة من البيوت البلاستيكية في الماضي والحاضر باقية لقرون.

لتصور ما قد يبدو عليه هذا العالم المستقبلي، نظر الباحثون في ثلاثة مسارات مناخية محتملة - انبعاثات منخفضة ومتوسطة وعالية كما هو وارد في التقارير السابقة من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة - والتغيرات المتوقعة حتى العام 2500. ركز الفريق بشكل خاص على التأثيرات على الاحتباس الحراري، وتراجع المحاصيل والتغيرات في استخدام الأراضي والغطاء النباتي.

Bottom of Form

في سيناريو الانبعاثات المنخفضة وفقاً لما أقرته اتفاقية باريس لعام 2015، يستمر متوسط درجة الحرارة العالمية في الارتفاع حتى 2500. وبالنسبة إلى سيناريو الانبعاثات الأعلى، تزداد درجات الحرارة بنحو 2.2 درجة مئوية بحلول عام 2100 وبحوالي 4.6 درجة مئوية بحلول 2500. ويقول الباحثون إن هذا سيؤدي إلى "إعادة هيكلة كبرى للمناطق الحيوية في العالم، حيث سينتج فقدان معظم غابات الأمازون المطيرة، وتغييرات في المحاصيل في المناطق القطبية ودرجات الحرارة غير الصالحة للعيش في المناطق المدارية".

تعاون الفريق بعد ذلك مع جيمس مكاي، وهو فنان ومحاور علمي في جامعة ليدز في إنجلترا، لإضفاء الحيوية على البيانات. بناء على توقعات الدراسة، وضح مكاي عبر سلسلة من اللوحات التفصيلية التي تمثل مناظر طبيعية عالمية تتناول الاختلاف المتوقع بين الآن والعام 2500.

يقول ليون إن الفريق توقف عن محاولة التكهن بشأن تكنولوجيا المستقبل أو المدن لإبقاء اللوحات قائمة على الواقعية أكثر من الخيال العلمي. لكننا أردنا أن نعرض أشياء يمكن للناس التعرف عليها: "طائرات بدون طيار، وروبوتات، ونباتات هجينة". في إحدى لوحات الهند لعام 2500، كان الشخص يرتدي بدلة وخوذة مختومة، وهو نوع من الملابس التي قد يرتديها الناس في بعض البيئات شديدة الحرارة اليوم، كما يقول.

الهدف من هذه الصور هو مساعدة الناس على تصور المستقبل بطريقة تجعله أكثر واقعية وقريب منا - وربما، تقديم القليل من الأمل في أن البشر لا يزالون قادرين على التكيف. يقول ليون: "إذا كان التغيير على نطاق كوكبي، فنحن بحاجة إلى التفكير في هذه المشكلة باعتبارها حضارة كوكبية. أردنا أن نظهر أنه على الرغم من التغيرات المناخية المستقبلية، إلا أنه سيظل بوسع البشر اكتشاف طرق للعيش".

2000 مقابل 2500

يمكن أن تؤدي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتفعة إلى زيادة متوسط درجات الحرارة العالمية بنحو 4.6 درجة مئوية مقارنة بأوقات ما قبل الصناعة. نتيجة لذلك، يمكن للحرارة الشديدة في الهند أن تغير بشكل كبير طريقة عيش البشر في البيئة. وقد يحتاج المزارعون والرعاة، كما هو موضح في إحدى اللوحات في عام 2000، إلى ملابس واقية مثل بدلة تبريد وخوذة للعمل في الهواء الطلق بحلول 2500.

يقول الباحثون إنه إذا ظلت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مرتفعة، فإن مزارع "سلة الخبز" في الغرب الأوسط الأمريكي، كما هو موضح في عام 2000 في إحدى اللوحات، يمكن أن تتحول إلى مناطق زراعة الغابات شبه الاستوائية بحلول 2500. و قد تنتشر في المنطقة بعض الأنواع المعدلة من النخيل والنباتات العصارية، كما هو متصور في اللوحات، حيث سيتم الاعتماد على أجهزة لتخزين المياه والري لتعويض حرارة الصيف الشديدة.

-----

ترجمة عن موقع: Science News