الواقع الافتراضي هو عالمٌ أنشأه الحاسوب، يتيح التجربة والتفاعل مع واقع ثلاثي الأبعاد غير حقيقي عن طريق وضع شاشة محمولة على الرأس، وسرعان ما أخذت شركات التكنولوجيا بطرح إدخالات تقنية باستخدام هذا الواقع وأشهرها الألعاب الافتراضية التي أضحت خطراً يهدد مستخدميها وإدماناً يهرول له الغالبية.

آلية اتصال العين بالدماغ في الواقع الافتراضي تختلف عن الشكل الطبيعي للرؤية، وهذه من أكبر مخاطر ألعاب الواقع الافتراضي، فيقول العالم "والتر غرينليف" - وهو عالم الأعصاب السلوكي الذي درس الواقع الافتراضي في الإعدادات الطبية لأكثر من ثلاثين سنة- أنه في البيئة الافتراضية تتغير الطريقة التي ننظر ونتفاعل بها، لأننا نعرض على أعيننا شيئاً قد يبدو بعيداً لكنه في الواقع لا يبعد سوى سنتميترات، ويطلق العلم على هذه الحالة "نزاع تكيف تقارب العين"، ولا تزال خطورتها غير مؤكدة بعد، وإن كان لها تأثير على المدى البعيد. ويضيف العالم أننا هكذا نخدع الدماغ.

تتزامن الألعاب مع تأثيرات صوتية مزعجة، وقد تسبب مشاكل جدية في السمع، إذ إن الاستماع إلى أصوات صاخبة لفترات متواصلة، تتلف حاسة السمع تدريجياً[1].

ألعاب الواقع

تهدد الأطفال

هناك لعبة مغلفة بتسلية ومشاهد ساحرة ومبطنة بأمراض وخطورة وضياع كبير للوقت، خاصةً عند الأطفال، وتدعى بالانتحار، وهي تحث مستخدميها على خوض مجموعة من التحديات كالتجول في أزقة خطرة مدة من الزمن، الهروب من منزل العائلة أو حتى قيادة دراجة نارية بسرعة هائلة. وهذه المغامرات تجعل الطفل يشعر بنفسه أنه يملك قوة هائلة، ولربما ينقل هذه التجارب إلى واقعه الحقيقي، لذا لا بد على الآباء مراقبة أبنائهم وإيلاء اهتمام كبير لتصرفاتهم[2].

أشهر الألعاب وأغربها

سبب استقطاب الألعاب الكبير للناس هو تصميمها المتقن، حيث تنقل الشخص لعالم بتفاصيل حقيقية وتدعه يتشارك مع آخرين لحل لغز صعب أو إيجاد شيء مخبأ والتعاون مع بعضهم البعض. ومن أغرب الألعاب من حيث الوقت والمكان هي لعبة (werewolves within) التي تقبل لعب من خمسة إلى سبعة لاعبين، يتجمعون حول إشعال نار افتراضية في مدينة "جالوستون" التي تعود إلى القرون الوسطى، واللعب بأدوار يتم توزيعها لتبدأ رحلة البحث عن المستذئب. إن تفاصيل المكان وشخصياته المنتقاة، تجعلك تشعر فعلاً أنك بتلك الحقبة لزمنية لكثرة الخداع والمحادثات والإيماءات من خلال أدوات التحكم اليدوية.

عادةً ما يتم تقسم الشاشة بين عيني الشخص، ما يخلق تأثيراً ثلاثي الأبعاد، مدعوماً بصوت ستيريو، والكثير من التكنولوجيا الأخرى والمدخلات سوف تجعلك هذه التجربة تشعر وكأنك مندمج عقلياً وجسدياً، فيمكنك قلب رأسك، والعالم يقلب معك؛ حيث لا يضيع أبداً الوهم الذي أوجده العالم الذي أنت فيه[3].

فائدة الواقع الافتراضي

السجائر الإلكترونية التي تم اختراعها عام ألفين وسبعة لاقت رواجاً كبيراً ولا سيما بين المراهقين من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية. وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية يؤكد خطورة السجائر وموادها السامة التي تحويها ممكن أن تسبب السرطان خاصةً مع الاستمرارية في الاستخدام. فمادة النيكوتين الموجودة ضمنها تسبب الإدمان، ولمحاربة هذه السجائر طور باحثون من كلية الطب في جامعة بيل الأميركية لعبة فيديو مصممة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي لمساعدة المراهقين على التعرف على مخاطر السجائر الإلكترونية وتعليمهم استراتيجيات تدريب خاصة تضمن عدم تجريبها أو إدمانها.

أحضر العلماء المشاركون في البحث خمسة حقائب كبيرة ممتلئة بسماعات رأس تستخدم تقنية الواقع الافتراضي إلى ثلاث مدارس إعدادية والبالغ عددهم نحو مئتين وخمسة وثمانين طالباً إلى اختبار أولي مصمم لفهم مدى معرفة الطلاب بمخاطر السجائر وأفكارهم بشأن طرق الوقاية منها، إضافةً إلى التصورات الاجتماعية في بيئتهم المدرسية عن تدخينها ومدى علمهم بتسببها للإدمان[4].