تعد البحوث الجامعية التي تنجزها جامعة دمشق أحد أهم مؤشرات الجودة والتمييز في سلم تصنيف الجامعات محلياً وإقليمياً ودولياً، وتشكل مجلاتها العلمية أحد أهم المنابر الراقية في إيصال هذه الأبحاث ونشرها على كافة الأصعدة.

لا يغيب عن فكر أحد الدور الهام الذي تلعبه الجامعات في تحريك التنمية بما تقدمه من أبحاث علمية تنفذها في منظومة التطوير على كافة المستويات، ولا يغيب عن فكر أحد أن المجلات العلمية الجامعية هي من الوسائل المثالية للطلاب والباحثين العلميين للحصول على المعلومات العلمية الصحيحة بمختلف التخصصات، والتي يمكن البناء عليها في الكثير من الأمور، وأن النشر في هذه المجلات يساعد الباحث العلمي في الترقي بالوظائف وخصوصاً بالمعاهد والجامعات من دون أن نتجاهل القيمة المعنوية الناجمة عن ذلك.

من أربعة إلى عشرة

وتعد البحوث الجامعية التي تنجزها جامعة دمشق أحد أهم مؤشرات الجودة والتمييز في سلم تصنيف الجامعات محلياً وإقليمياً ودولياً، وتشكل مجلاتها العلمية أحد أهم المنابر الراقية في إيصال هذه الأبحاث ونشرها على كافة الأصعدة، فقد أكدت الأستاذة الدكتورة عهد أبو يونس مديرة مديرية المجلات في جامعة دمشق على دور مجلات الجامعة في القيام بهذه المهمة العلمية منذ تاريخ تأسيسها عام 1995 بقرار مجلس الجامعة الذي سمح بصدور خمس مجلات علمية حينها، ليتم رفدها بمجلة أخرى عام 2016 وهي مجلة دراسات تاريخية التي انضمت إلى عائلة مجلات جامعة دمشق، ليستمر بعدها مشوار التطوير والوصول إلى عشر مجلات في عام 2021 واحدة منهم تنشر أبحاثها ومقالاتها باللغة الإنكليزية كاملة لكي تساعد بالانتشار الخارجي.

مجلة العلوم الأساسية

وأشارت إلى هذه المجلات كانت تقدم وفقاً للنظام الورقي وتصدر عدداً واحداً لكل منها في العام، إلا أنها في الوقت الحالي أصبحت تصدر إلكترونياً بمعدل 4 مرات في العام أي بشكل ربعي، كل ثلاثة أشهر، وتتضمن ما بين 12 حتى 15 مقالة أو بحثاً علمياً، وقد تصل إلى 20 مقالاً في المجلات الطبية وجميعها أبحاث محكمة وموثوقة، لأن الأبحاث الموجودة فيها مثبت صحتها بشكل مطلق، كما أن هذه الأبحاث تكون أبحاث جديدة وحديثة وغير مسبوقة.

التحكيم

وبينت أبو يونس أن المجلات تستقبل أبحاثاً من كافة الباحثين، شرط أن تكون هذه الأبحاث مطابقة وموافقة لقواعد المجلة العلمية المحكمة، وقانون تنظيم الجامعات، فكل مقالة تقدم لثلاث باحثين أحدهم خارجي عن الجامعة أو خارج القطر حيث يتم الاستعانة بالدول المجاورة لعملية التحكيم لأن ذلك له دور في رفع تصنيفات الجامعة، وهناك تحكيم سري حيث ينظر للباحثين والدراسات العليا وأعضاء الهيئة التدريسية كلهم على أنهم باحثون وتنشر مقالاتهم على موقع المجلات التابع للموقع العام لجامعة دمشق. وأشارت إلى المكانة التي وصلت إليها جامعة دمشق في مجلاتها إذ أصبح لها انتشار عالمي، ومواءمة مع مواقع عالمية نتيجة العملية الإلكترونية، وقد ارتفعت تصنيفات الجامعة بزيادة 3000 نقطة.

مجلة العلوم التربوية

نظام مفتوح

مجلة العلوم القانونية

تعتمد مجلات جامعة دمشق على نظام المجلات المفتوح، الذي يساعد في عملية الانتشار وفي رفع تصنيف جامعة دمشق بشكل أكبر، خاصة بعد التعديلات التي حدثت خلال العام الماضي، حيث ارتفع التصنيف العالمي لجامعة دمشق وأصبحت بالمرتبة الثالثة وفقاً للتصنيف العالمي للمجلات, كان لذلك دور كبير في رفع تصنيف الجامعة. وبينت أبو يونس أن مجلات جامعة دمشق بعضها يصدر باللغة العربية ويرافقها ملخص باللغة الإنكليزية، وبالعكس المجلات التي تصدر باللغة الإنكليزية يرافقها ملخص باللغة العربية، وهناك مقالات تصدر باللغة الفرنسية لبعض الباحثين وبعض الكليات التي لها خصوصيتها مثل الحقوق والشريعة وقسم اللغة الفرنسية. ولفتت إلى وجود مشاركات عربية سواء بعملية إيداع الأبحاث وفي التحكيم، إذ تتم الاستعانة بباحثين من الدول العربية للمشاركة مثل لبنان والأردن والعراق والجزائر وكذلك محكمين وأعضاء هيئة تدريسية من إيران أو من السوريين الموجودين في بلاد الاغتراب إذا كانوا موجودين في مراكز بحثية، إضافة إلى الأساتذة المعارين من قبل الجامعات الخاصة.

مجلات الكترونية

لم يعد هناك طباعة ورقية لمجلات جامعة دمشق منذ أكثر من عام ونصف، أي منذ البدء بالإجراءات الاحترازية لجائحة كورونا. ولكن التحول الإلكتروني كان له دور في سهولة الوصول والانتشار الكبير والسريع والتحكيم المباشر، فقد تحولت مديرية المجلات إلى المديرية النظيفة بحسب ما عبرت عنه الدكتورة أبو يونس، مشيرة إلى الدعم الذي تقدمه رئاسة الجامعة للعودة بمجلاتها إلى المكانة العالية التي كانت عليها هذه المكانة التي تستحقها وتليق باسمها. وخاصة أن المجلات الحالية تستوعب الكثير من الأبحاث الهامة التي تصدر عن باحثين وكتاب سواء كانوا من أستاذة الجامعة أو من المركز البحثية الموجودة في الكليات، والمراكز البحثية غير التابعة لوزارة التعليم العالي مثل الطاقة الذرية وبحوث الزراعة واأساد، حيث يسمح للجميع بالمشاركة والنشر طالما يوجد منهجية علمية للمقال.

مجلة العلوم الهندسية

وتحدثت الدكتورة إلى ما وصلت إليه مجلات جامعة دمشق من معامل التأثير العربي والوصول إلى نقاط عالية بالتصنيف النشر العالمي والبالغ 2.9 بينما أعلى تصنيف عربي هو 3.1 وهذا يدل على أن مجلات الجامعة تجاوزت التصنيف العربي فعلياً إلى التصنيف العالمي وهو التصنيف الثالث للمجلات.

شروط النشر

لا يكون النشر بشكل عشوائي فهناك شروط، أهمها أن يكون علمياً وفيه مشكلة بحثية وحلول يضعها الباحث، ويخضع لطرائق عمل وتحليل إحصائي، وأن يكون مكتوباً بلغة عربية سليمة متوفرة بالمجلات عبر طريق التعاقد والتفرغ العلمي لأساتذة مشهود لهم بعملهم المتقن باللغة العربية، ونفس الأمر ينطبق على اللغة الإنكليزية والفرنسية حيث يتم الاستعانة بخبراء لعملية التصحيح والتدقيق اللغوي للغات المعتمدة، وفقاً لما أكدته مديرة المجلات في جامعة دمشق، فهناك عملية متابعة ودراسة إحصائية، وبعدها يخضع البحث لدراسة من قبل ثلاث محكمين خبراء مشهودين بالتخصص الذي تقدم به صاحب المقال أو الباحث وبعدها يتم النشر.

أهمية نشر الأبحاث

وتحت عنوان: لماذا نشر الأبحاث في المجلات العلمية مهم إلى هذه الدرجة؟ نجد أن الإجابات تبدأ من لمعان اسم الباحث في مجال تخصصه، وفي وصول بحثه إلى أكبر عدد ممكن من القراء والمطلعين، وتعطي الباحث ثقة كبيرة، وذلك لأن المجلات لا تنشر إلا الأبحاث الصحيحة وخاصة المجلات المحكمة، لأن نشر البحث فيها لا يعد أمراً سهلاً، ويخضع إلى التحكيم من قبل لجنة التحكيم المخصصة لهذه المجلات، وعليه كلما ازداد عدد الأبحاث التي ينشرها الباحث في المجلات العلمية المحكمة، ازدادت الفرصة أمامه في الحصول على ترقية في وظيفته، وتعززت مصداقيته بين الباحثين والأكاديميين.