الشبكة العصبية الاصطناعية عبارة عن مجموعة من الوحدات أو العقد المتصلة التي تشكل أنموذجـاً للخلايا العصبية الموجودة داخل الدماغ البيولوجي، والتي يمكن تدريبها على أداء المهام والأنشطة من دون تدخل بشري - من خلال التعلم، ومع ذلك، يقول معظم الخبراء إن هذه الأنظمة ليست قريبة حتى للذكاء البشري، ناهيك عن الوعي.

أنا آسف ديف. أخشى أنني لا أستطيع فعل ذلك... يحذر خبير الذكاء الاصطناعي من أنه قد يكون هناك بالفعل ذكاء اصطناعي "واعٍ قليلاً" في العالم.

يساعد الذكاء الاصطناعي، المبني على شبكات عصبية كبيرة، في حل المشكلات في التمويل والبحث والطب - لكن هل يمكن أن يصل هذا الذكاء إلى مستوى الوعي؟ يعتقد أحد الخبراء أنه من الممكن أن يكون هذا قد حدث بالفعل.

الشبكات العصبية

ادعى إيليا سوتسكيفر الأسبوع الماضي، أحد مؤسسي OpenAI، على تويتر أنه "قد تكون أكبر الشبكات العصبية اليوم واعية قليلاً"، وفقـاً لما أوردته فيوتشرزم لأول مرة. وتحاول هذه المقالة أن تتبع صحة هذا الادعاء الهام والخطير...

لم يذكر سوتسكيفر أي تطورات محددة، لكنه يشير على الأرجح إلى الشبكات العصبية الضخمة، مثل GPT-3، وهو نظام معالجة لغة بـ 175 مليار متغير تم بناؤه بواسطة OpenAI للترجمة والإجابة على الأسئلة وملء الكلمات المفقودة.

كما أنه من غير الواضح ما تعنيه عبارة "واعية قليلاً" في الواقع، لأن مفهوم الوعي في الذكاء الاصطناعي هو فكرة مثيرة للجدل.

الشبكة العصبية الاصطناعية عبارة عن مجموعة من الوحدات أو العقد المتصلة التي تشكل أنموذجـاً للخلايا العصبية الموجودة داخل الدماغ البيولوجي، والتي يمكن تدريبها على أداء المهام والأنشطة من دون تدخل بشري - من خلال التعلم، ومع ذلك، يقول معظم الخبراء إن هذه الأنظمة ليست قريبة حتى للذكاء البشري، ناهيك عن الوعي.

لعقود من الزمان، روج الخيال العلمي لفكرة الذكاء الاصطناعي على نطاق بشري، من Mr Data في Star Trek، إلى HAL 9000، شخصية الذكاء الاصطناعي في Arthur C. Clarke's Space Odyssey التي تختار قتل رواد الفضاء لإنقاذ نفسها. إذ عندما طُلب من HAL فتح أبواب حجرة الانتظار للسماح لرواد الفضاء بالعودة إلى المركبة الفضائية، قال HAL "أنا آسف ديف، أخشى أنني لا أستطيع فعل ذلك".

بينما يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه يؤدي مهامّ رائعة، بما في ذلك الطيران وقيادة السيارات وإنشاء صوت أو وجه اصطناعي، فإن ادعاءات الوعي مازالت حتى الآن مجرد "ضجيج".

واجه سوتسكيفير رد فعل عنيف بعد فترة وجيزة من نشر تغريدة له، حيث كان معظم الباحثين قلقين من أنه كان مبالغـاً في توضيح مدى تقدم الذكاء الاصطناعي، حسبما ذكرت فيوتشرزم.

يقول توبي والش باحث الذكاء الاصطناعي في جامعة نيو ساوث ويلز: في كل مرة يتم فيها بث مثل هذه التعليقات التخمينية، يستغرق الأمر شهوراً من الجهد لإعادة المحادثة إلى الفرص الأكثر واقعية والتهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي.

تساءل البروفيسور ماريك كوالكيويتز، من مركز الاقتصاد الرقمي في جامعة قطر للتكنولوجيا، عما إذا كنا نعرف حتى كيف يمكن أن يبدو هذا الوعي.

قال توماس جي ديتريتش، الخبير في الذكاء الاصطناعي بجامعة ولاية أوريغون، على تويتر إنه لم ير أي دليل على الوعي عند الذكاء الاصطناعي، وأشار إلى أن سوتسكيفير كان "يتصيد".

وأضاف: إذا كان الوعي هو القدرة على التفكير في أنفسهم ونمذجة أنفسهم، فأنا لم أر مثل هذه القدرة في شبكات اليوم. لكن ربما لو كنت أكثر وعيـاً بنفسي، لكنت أدركت أنك تتصيد فقط.

خضعت الطبيعة الدقيقة للوعي، حتى عند البشر، للتكهنات والنقاش والتفكير الفلسفي لعدة قرون.

ومع ذلك، يُنظر إليه عمومـاً على أنه "كل ما تختبره" في حياتك، وفقـاً لعالم الأعصاب كريستوف كوخ.

قال في مقال نشر بمجلة الطبيعة: إنه (أي الوعي) النغمة العالقة في رأسك، حلاوة لوح الشوكولاتة، الألم النابض في الأسنان، الحب الشديد لطفلك والمعرفة المريرة بأن كل المشاعر ستنتهي في النهاية.

يصف كتاب إكلينيكي، نشر عام 1990، مستويات مختلفة من الوعي، حيث تعرض الحالة الطبيعية للخطر إما في اليقظة أو الوعي.

لذلك قد يكون سوتسكيفير، الذي لم يستجب لطلبات التعليق من DailyMail.com، يشير إلى وصول الشبكات العصبية إلى إحدى هذه المراحل.

ومع ذلك، يشعر خبراء آخرون في هذا المجال أن مناقشة مفهوم الوعي الاصطناعي هو مجرد إلهاء.

وصف فالنتينو زوكا، الخبير في تكنولوجيا التعلم العميق، هذه الادعاءات بأنها مجرد ضجيج، أكثر من أي شيء آخر، واقترح يورغن جيوتر، عالم التكنولوجيا الاجتماعية، أن سوتسكيفير كان يقدم عرضـاً بسيطـاً لترويج المبيعات، وليس فكرة حقيقية.

قال مقال رأي بقلم إليزابيث هيلدت، من معهد إلينوي للتكنولوجيا في عام 2019، إن هناك اتفاقـاً عامـاً على أن الآلات والروبوتات الحالية ليست واعية، على الرغم مما قد يوحي به الخيال العلمي.

ولا يبدو أن هذا الواقع قد تغير بعد سنوات، ففي مقال نُشر في موقع: Frontiers in Artificial Intelligence في عام 2021 من قبل جي كورتلينغ , زملاؤه، أعلن أن الذكاء الاصطناعي على مستوى الإنسان مازال بعيد المنال.

وكتبوا: بغض النظر عن مدى ذكاء واستقلالية وكلاء الذكاء الاصطناعي في بعض النواحي، على الأقل في المستقبل المنظور، فمن المحتمل أن تظل أكثر الروبوتات تطوراً مجرد آلات غير واعية أو أجهزة ذات أغراض خاصة تدعم البشر في مهام محددة ومعقدة.

كان سوتسكيفير، وهو كبير العلماء في OpenAI، مشغولاً على المدى الطويل بشيء يُعرف بالذكاء العام الاصطناعي، وهو الذكاء الاصطناعي الذي يعمل بقدرة بشرية أو فوق طاقة البشر، لذا فإن هذا الادعاء ليس مفاجئـاً.

ظهر في فيلم وثائقي بعنوان iHuman، حيث أعلن أن هذه الأشكال من الذكاء الاصطناعي ستحل جميع المشاكل في العالم، لكنها تقدم أيضـاً إمكانية إنشاء ديكتاتوريات مستقرة.

شارك سوتسكيفير في تأسيس OpenAi مع إيلون ماسك والرئيس التنفيذي الحالي سام ألتمان في عام 2016، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يدعي فيها أن وعي الآلة موجود بالفعل هنا.

غادر ماسك المجموعة في عام 2019 بسبب مخاوف من أنها كانت تتجه إلى نفس الموظفين مثل تسلا، ومخاوف من قيام المجموعة ببناء "منشئ أخبار مزيفة".

OpenAI ليست غريبة على الجدل، بما في ذلك حول نظام GPT-3 الخاص بها، والذي تم استخدامه عند إصداره لأول مرة لإنشاء روبوت محادثة يحاكي امرأة ميتة، وتم استخدامه من قبل اللاعبين لحمله على نشر محتوى محبب للأطفال.

وتقول الشركة إنها أعادت تشكيل الذكاء الاصطناعي منذ ذلك الحين لتحسين سلوكها وتقليل مخاطر حدوث هذا الأمر مرة أخرى.

كيف يتعلم الذكاء الاصطناعي؟

تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على الشبكات العصبية الاصطناعية (ANN) وهي اختصار لـ Adversarial Neural Networks، والتي تحاول محاكاة طريقة عمل الدماغ.

يمكن تدريب الشبكات العصبية الاصطناعية على التعرف على الأنماط في المعلومات - بما في ذلك الكلام أو البيانات النصية أو الصور المرئية.

إنها الأساس لعدد كبير من التطورات في الذكاء الاصطناعي على مدار السنوات الأخيرة.

يستخدم الذكاء الاصطناعي التقليدي مدخلات "لتعليم" خوارزمية حول موضوع معين عن طريق تزويدها بكميات هائلة من المعلومات.

تشمل التطبيقات العملية خدمات الترجمة اللغوية من غوغل وبرنامج التعرف على الوجه من فيسبوك وصورة سناب شات التي تغير المرشحات الحية.

يمكن أن تستغرق عملية إدخال هذه البيانات وقتـاً طويلاً للغاية، وتقتصر على نوع واحد من المعرفة.

سلالة جديدة من شبكات ANN تسمى Adversarial Neural Networks تضع ذكاء اثنين من روبوتات الذكاء الاصطناعي في مواجهة بعضهما البعض، مما يسمح لهما بالتعلم من بعضهما البعض.

تم تصميم هذا النهج لتسريع عملية التعلم، وكذلك تحسين المخرجات التي تم إنشاؤها بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي.

----

بقلم: رايان موريسون

ترجمة عن موقع: DAILYMAIL.COM