"دوّار"، هو تطبيقٌ إلكتروني يُعدّه خمسة طلابٍ من الجامعة العربية الدولية، ليكون مشروع تخرجهم في قسم الهندسة المعلوماتية، يستند على الذكاء الصنعي، للتخفيف من أزمة المواصلات العامة، بتسهيل تواصل الأشخاص الذين يقصدون نفس الوجهة يومياً، ومن ثم تَشارك وسيلة النقل، يُفترض أن يكون جاهزاً للاستخدام في مطلع شهر حزيران القادم.

بدأت الفكرة، كما يحكي كلٌ من "نزار سلوم، الياس طعمة، أغيد صمادي، هديل فاعور، يامن كيال"، من وحي المعاناة اليومية للناس، للوصول إلى أماكن عملهم وجامعاتهم وغيرها، مع الازدحام والتدافع الكبير على وسائل النقل العام، وما يعنيه هذا من مصاعب، أهمها ضياع الوقت والجهد، إلى جانب معاناة مستخدمي وسائل النقل الخاصة أيضاً، من ارتفاع أسعار الوقود وصعوبة تأمينها، من هنا كانت الفكرة بإيجاد حلٍّ يرضي الجميع ويخدمهم، من دون أن يبذلوا جُهداً يُذكر.

يُضيف الطلاب لـ "البوّابة المعرفيّة": لاحظنا أنّ أفراد المجتمع يمتلكون غالباً، أنماطاً محددة في تنقلاتهم اليومية؛ مثل الذهاب إلى العمل أو الجامعة، وهنا أصبح بإمكاننا استخدام الذكاء الصنعي، للتعرف على التنقلات الخاصة بكل شخص، عن طريق التطبيق الذي يقوم بتتبع موقعه باستمرار، بعد ذلك يقترح الأشخاص الذين يسلكون نفس الطرق بوتيرة عالية، ليُمكن لهم تشارك وسيلة النقل، وفي حالة التنقلات خارج الروتين المُعتاد، سيقوم التطبيق بالتواصل مع آخرين، يعرف توجهاتهم مسبقاً.

واجهة التطبيق

يتميز التطبيق بسهولة الاستخدام، فهو لا يحتاج من المستخدِم سوى توثيق معلوماته وصورته الشخصية، لضمان أمن الجميع، ومن ثم يُتم عمله في الخلفية، حتى يجد وسيلة نقل مناسبة من دون أي تدخل من المستخدِم. يقول الطلاب أيضاً: "دوّار" لا يحده ارتباطٌ جغرافي؛ يمكن استخدامه في كل المحافظات والدول، ما يعني إمكانية تحوّله إلى حلٍّ عالمي لأزمة الوقود، فعندما يتعاون مستخدمو وسائل النقل العامة وأصحاب السيارات الخاصة، يعود ذلك بفائدة كبيرة من حيث الوقت والجهد والمال على الطرفين، ويتحقق الاستخدام الأمثل للوقود.

يُؤكد مبتكرو "دوّار" للبوّابة المعرفيّة، عدم وجود تجارب سابقة مماثلة لتطبيقهم، حققت استمرارية، لذلك أجروا استطلاعاً، شرحوا فيه مشروعهم، وسألوا الناس عبر "فيسبوك"، فيما إذا كانت فكرة التشارك في وسائل النقل الخاصة، مقبولة بالنسبة إليهم، وكانت النتائج إيجابية ومُبشّرة. وعلى ما يوضحه الطلاب، فإن أغلبية المُشاركين في الاستطلاع، أبدوا رغبتهم في استخدام التطبيق، للمساهمة في حل الأزمة المتفاقمة منذ أعوام، بمساعدة الآخرين في الوصول إلى حيث يُريدون، وفي الوقت نفسه، حل مشكلة غلاء الوقود، التي أجبرت البعض على الاستغناء عن سياراتهم، بإيقافها أو بيعها.

في السياق ذاته، بيّن الطلاب، أن تطبيقات المواصلات المحلية، تندرج تحت مسمى "تكسي"، العاملون فيها موظفون، بمن فيهم السائق، يجب أن يعمل ساعاتٍ محددة، ويحصل على أرباح، أيّاً كانت، إضافة إلى راتبه، في حين أن "دوّار" بعيد عن هذه الآلية، ويأتي ضمن ما يُعرف بـ car pooling، أي لا يوجد موظفون، السائق ليس موظفاً، ولا يحقق ربحاً، وفي حال لم يعثر التطبيق على شخصٍ لديه سيارة، ويقصد مكاناً، يبحث عنه آخرون لا يمتلكون سيارات، سيجمع أفراد الشريحة الثانية مع بعضهم، ليستقلوا "تكسي جماعية"، تُوفّر عليهم بعض المال.

نُشير إلى أن "دوّار" مشروع تخرّج الطلاب "نزار سلوم، الياس طعمة، أغيد صمادي، هديل فاعور، يامن كيال"، يجري العمل عليه بإشراف الدكتور أنس دهبية، والمهندس عبد العزيز نحاس.