رغم المعوقات التي تواجه سورية، إلا أننا نلاحظ مواكبة بعض العيادات لطب الأسنان الرقمي؛ حيث زود بعضها بأجهزة رقمية مثل الكاميرا الفموية التي تتيح تصوير كامل الأسنان وإظهار صورة السن بوضوح أمام المريض والطبيب معاً.

ما هو طب الأسنان الرقمي؟ وما هي مجالات استخدامه؟

د. سامر زكريا، طبيب أسنان أخصائي طب وتجميل الأسنان، يعرّف لنا طب الأسنان الرقمي بقوله: "هو إجراء حديث يستخدم التقنيات التي يتم التحكم بها عن طريق الحاسوب، بهدف تنفيذ وإجراء العلاجات السنية بدلاً من استخدام الأدوات الميكانيكية، ما يرفع كفاءة تنفيذ هذه الإجراءات، أي أن الأعمال المنفذة به هي أكثر كفاءة ودقة من الأعمال المنفذة بطريقة ميكانيكية العادية، ويستخدم لتسهيل علاج الأسنان، ويقدم طرق حديثة لتلبية متطلبات المرضى، وله أهداف تعويضية وتشخيصية، اخترعه البروفيسور الفرنسي فرانسوا دوريت عام 1973".

د. قصي الخطيب

تطبيقات عديدة

معالجة رقمية

بحسب د. زكريا، يتألف طب الأسنان الرقمي من تطبيقات عديدة منها الكاميرا داخل الفم، وهي عبارة عن كاميرا فيديو صغيرة تصور الأسنان وتنقل الصورة إلى شاشة التلفاز. هذا أبسط تقنياته مما يظهر حجم النخور بشكل واضح جداً لمريض والطبيب بهدف التشخيص، ويتألف من "الكاد كام" أي التصميم والتنفيذ عن طريق الكمبيوتر، وكذلك يفيد في تصميم ما يسمى دليل جراحي أي صناعة دليل نضعه داخل الفم قبل إجراء مثلاً زرع الأسنان، ما يدلنا بسهولة على أماكن الزرعات أين نضعها وكم طولها وقطرها، وتصنيع التيجان الخزفية والزركونيوم أو التلبيسات باستخدام الحاسوب. وبدلاً من أن نأخذ طبعة على الطريقة القديمة ويصنعها المخبري يدوياً أو الفني، نأخذها عبر ماسح داخل فموي أو سكانر، نمسح الأداة ضمن الفم وتنقل المعلومات إلى الحاسوب ويعالجها ويعطي أمراً إلى ما يسمى المخرطة أو المصنعة التي تقطع الأنموذج أو قطعة الزركونيوم بحسب التصميم الذي أعطانا إياه الحاسوب "السكانر داخل الفم". بكبسة زر واحدة يجري قطع التاج المطلوب بشكل أدق بكثير كانطباق ودقة من التاج المصنع بالطريقة اليدوية. ويتم بهذا الأنموذج ليس صناعة التيجان الدائمة فقط بل التيجان المؤقتة والأدلة الجراحية الخاصة بالعمليات الجراحية عمليات اللثة أو زرع الأسنان.

دقة عالية

ويبين د. سامر زكريا أن التصوير الشعاعي الرقمي هو أحد تطبيقات طب الأسنان الرقمي، وهو عبارة عن تصوير حديث يجري صورة مقطعية يمكن قراءتها بوضع السي دي الخاص بها بجهاز اللابتوب وقراءتها على شكل مقاطع. كما تؤخذ هذه المقاطع العظمية بالتدريج وتعرض على الشاشة ويقرأها الطبيب بنفس الطريقة التي أخذت بها بحيث يعلم مقدار العظم وكثافته وأبعاده في كل مقطع عرضي، ما يجعله يختار بدقة أعلى مكان وضع الزرعة. على سبيل المثال بالنسبة إلى النسج التشريحية المحيطة، وطولها وقطرها ما يرفع كفاءة الزرع بشكل كبير جداً.

ويؤكد أن تقنيات طب الأسنان الرقمي تفيدنا في برامج إدارة سجلات المرضى أي ملفات رقمية للمرضى بما فيها تعليم المرضى كيفية العناية بتعويضاتهم وتركيباتهم وأسنانهم، وكذلك يفيدنا بمطابقة درجات لون الأسنان حيث تكون المطابقة اللونية أدق بكثير من المطابقة بالعين المجردة.

تطبيقات فرعية

هناك تطبيقات فرعية أخرى لطب الأسنان الرقمي منها بحسب د. "كريا، أجهزة الليزر السني حيث يستخدم الليزر في جميع المعالجات النسج الرخوة كاللثة وقطع العظم وعلاج الجذور. وهذا يعتبر من أنواع طب الأسنان الرقمي، وتطبيقاته تزداد يوماً بعد يوم بحيث توفر سهولة وسرعة في إنجاز العمل المطلوب.

الأشعة الرقمية والتي تختلف عن الأشعة العادية والمكبرات أو المجاهر أصبح قسم منها رقمياً حيث تعطي صور ثلاثية الأبعاد من التكبير بالمجهر العادي، كما تنشأ لنا تقنيات طب الأسنان الرقمي واقع افتراضي يشبه تماماً الواقع الحقيق للأسنان، بحيث يمكن تنفيذ وتمثيل المعالجات على هذا الواقع الافتراضي ما يريح المريض ويراها الطبيب قبل تنفيذ العمل في الفم.

بالنسبة إلى اختصاص التعويضات هناك فائدتان لطب الأسنان الرقمي، الأولى: توفير الوقت والجهد على المريض والطبيب، والثانية: إعطاء تعويض أكثر دقة وكفاءة في فم المريض.

سلبيات استخدامه

بعد أن تعرفنا إلى محاسن طب الأسنان الرقمي يحدثنا د. زكريا عن بعض مساوئه بقوله: "أهم ما يعيق استخدامه هو التكلفة المرتفعة لأجهزة الماسح الفموي وأجهزة "الكاد كام" أي الخراطة الرقمية، ما يجعل العديد من الأطباء يحجمون عن استعمال هذه التقنية، لأنها عالية التكلفة جداً لكننا نعتبر المستقبل لطب الأسنان الرقمي الذي تزداد شعبيته تدريجياً".

ويقترح د. زكريا، في لقائه مع البوابة المعرفية، ضرورة دمج هذا المجال بالتعليم لطلاب طب الأسنان في الجامعات وتدريبهم على تقنيات طب الأسنان الرقمي إلى جانب تدريبهم على التقنيات اليدوية أثناء الدراسة الجامعية، ما يجعله مألوفاً بالنسبة إليهم ويفضلون استخدامه. وهكذا يتعرض الممارس في المستقبل لهذه الإجراءات الرقمية الجديدة في جميع المناهج الدراسية ويتشجع على استخدامها في حياته العملية.

نتائج أفضل

د. قصي الخطيب، وهو طالب في كلية طب الأسنان جامعة دمشق في سنة التخرج، يؤكد أن مصطلح طب الأسنان الرقمي يشير إلى استخدام التقنيات أو الأجهزة السنية المدمجة مع مكونات رقمية أو التي يُتحكم بها حاسوبياً بهدف تنفيذ الإجراءات السنية، عوضاً عن استخدام الأدوات الميكانيكية أو الإلكترونية بحيث يرفع كفاءة تنفيذ الإجراءات السنية بشكل أعلى من تلك التي تُنفذ عبر الأدوات الميكانيكية، في مختلف الأهداف التعويضية منها والتشخيصية، كما يُستخدم كطريقة لتسهيل العلاجات السنية ويقدم طرقاً حديثةً لتلبية متطلبات المريض المتزايدة ويوضح أن تطبيقاته عديدة.

ويبين د. الخطيب أنه توجد بعض المخابر القليلة المزودة بتقنية "الكاد كام" والطباعة ثلاثية الأبعاد التي تقدم تسهيلات كبيرة للعمل لدى جراحي الوجه والفكين وخاصة عند الزرع لما تحمله من دقة كبيرة في توجيه محاور الزرعات داخل العظم وتقلل من الاختلاطات المحتملة أثناء هذه العملية.

ويرى أن إدخال طب الأسنان الرقمي في سورية يساعد أطباء الأسنان وخاصة أطباء التجميل في مطابقة درجة اللون وإمكانية إظهار الحالة المتوقعة ورسمها على جهاز الحاسب وإطلاع المريض عليها قبل المباشرة بالمعالجة.

جرت اللقاءات بتاريخ 6 نيسان 2022.

----

المصادر:

محاضرات طب الأسنان.

محاضرات تعريفية في حضور المؤتمر الدولي لطب الأسنان في "دمشق".

High-tech teeth: Dentstry is going digital نسخة محفوظة 6 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.

Digital Dentistry:is this the future of dentistry?

نسخة محفوظة 18 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.

Digital Dentistry- Digital Technologist in the

dental Office