تتحكم الطاقة في قدرات الإنسان، فكلما زادت طاقته الإيجابية زادت قدرته على العمل والإنتاج، وبالعكس كلما نقصت هذه الطاقة يصبح معرضاً للأمراض النفسية والعصبية.

جاء علم الطاقة بالكثير من الحلول البسيطة؛ لجلب الطاقة الإيجابية والاستمتاع بحياة صحية. وإن اختلفت الآراء حول هذا العلم وعن وجود علاقة بينه وبين الخرافات وبينه وبين علم النفس أو أنه يندرج تحت مظلة التنمية البشرية؟ إلا أنه وفي كافة الأحوال نجد أن الطاقة موجودة عند الإنسان، فكثيراً ما نسمع من يقول (ليس لديّ طاقة لفعل أي شيء، وآخر يقول أمتلك طاقة إيجابية وقادر على فعل أي شيء). فصاحب الطاقة الإيجابية هو صاحب التفكير الإيجابي القادر على اتخاذ القرارات وحل المشكلات والأقرب إلى النجاح والتميز، أما صاحب الطاقة السلبية فمتشائم وعاجز وغير قادر على تحقيق متطلبات الحياة اليومية ربما دون سبب واضح. وهناك أيضاً من يعيشون صراعاً داخلياً بين الطاقة الإيجابية والسلبية لديهم.

قوة الطاقة

يقدم لنا الدكتور عمر الحلبي أستاذ بعلوم التنمية والطاقة ومدرس في نادي الطلبة للغات والمعلوماتية لمحة تاريخية عن علم الطاقة الحيوية، مبيناً أنه عُلم قديم حديث، طبق منذ آلاف السنين عند الفراعنة واليونانيين القدماء والصينيين. وقد كتبوا عنه في كتبهم القديمة. ولكن منذ أكثر من مائة عام تم إعادة تطويره، وظهرت أبحاث عديدة عن هذا العلم من خلال جامعات ومؤسسات بحثية عالمية، معظمها متوفرة على المواقع الإلكترونية. ولكن للأسف هذا العلم الجميل ما زال لم يأخذ حقه في وطننا العربي، على الرغم من أهميته في حياتنا اليومية. وتحدث الحلبي عن التأثير السحري للطاقة الحيوية على قوة المناعة والصحة النفسية والجسدية، وكذلك المساهمة بتحديد مسار حياتنا العملية والمالية والعاطفية وغيرها. وهي شيء لا نراه بالعين المجردة فقط رؤيته بالأجهزة الحديثة مثل جهاز كيرليان وجهاز aura video station والعديد من الأجهزة الأخرى الحديثة.

طاقة الإنسان

يقول الحلبي إنه على الرغم من أن الكثيرين ينتابهم الشك أو التساؤل حول حقيقة وجود الطاقة الحيوية، إلا أنها موجودة في الكون وهي شكل من أشكال الطاقة، تجعل كل شخص منا مرتبطاً مع كل مخلوق آخر في هذا الكون الواسع. فنحن نرى ضوء الشمس ونستمد حرارتها وكذلك توفر لنا فيتامين (د) ولكننا لا نرى آثارها الإيجابية تدخل أجسامنا، الأمر ذاته ينطبق على الطاقة الحيوية، فهي تمدنا بكل ما نحتاجه لدعم مناعتنا وتغيير حياتنا نحو الأفضل.

اهتمام عالمي

يشير أستاذ علوم التنمية والطاقة إلى آلية انتشار هذا العلم واهتمام الشعوب المتقدمة به ووجوده في الجامعات والمختبرات والمراكز؛ إذ يمكن لكل الفئات العمرية الاهتمام بعلم الطاقة، وكل من يرى أنه بحاجة لتطوير نفسه وتحسين حياته للأفضل، ويرى أن له انتشاراً واسعاً بين الشباب بعد أن قام بتدريب أكثر من 5000 شخص كان أغلبيتهم من الشباب، داخل سورية وخارجها. وقد كان له أنشطة تدريبية في العديد من المحافظات السورية بعد أن حقق علم الطاقة انتشاراً واسعاً في دمشق. وجاءت أهميته لكون أكثر المستفيدين من هذا العلم هم الأشخاص الذين لديهم مشاكل نفسية أو مشاكل عاطفية أو مشاكل صحية أو حتى مشاكل عملية في طريقة عيشهم حياتهم.

طاقة الدماغ

فنغ شوي

يقوم الفنغ شوي على مبدأ انبعاث الطاقة وامتصاصها معتمداً على فلسفة العناصر الخمسة وهي النار والتراب والمعدن والماء والشجر، وما بين هذه العناصر من علاقة دعم وتغذية أو علاقة هدم وتدمير. كما يهتم الفنغ شوي بالاتجاهات؛ حيث إن معرفة الاتجاهات شيء أساسي في طاقة المكان ومرتبط بطاقة الأرض المغناطيسية، ويهتم أيضاً بطاقة البيت كثيراً بداية بمدخل البيت والذي يعتبره من أهم الأجزاء التي يجب الاهتمام به، فالباب يمثل الفم الذي تدخل منه الطاقة الحيوية إلى المكان. كما يهتم بتوزيع الغرف والأثاث والألوان وموقع المطبخ وغيرها من الأمور التي يعتبرها علماء الطاقة صاحبة الأثر الكبير في طاقة القاطنين بالمنزل. وعليه يبين أستاذ علوم التنمية والطاقة: أن فنغ شوي هو أحد فروع علم الطاقة وهو فن التناغم مع الفضاء المحيط وتدفقات الطاقة من خلال البيئة والتصالح مع النفس ومع الطبيعة المحيطة بالإنسان، وبذلك يستطيع التعايش بشكل إيجابي من دون توتر.

مقاربات علم الطاقة

تقول بعض الدراسات أن علم التنمية البشرية في الأساس يعتمد على كيفية إدارة النفس ووضع محددات معينة وقدرات إلى جانب خبرات الآخرين. ومن هذا العلم يخرج علم الطاقة وهو علم الغموض، وموجود بالفعل لكنه لم يصل إلى درجة العلم، فجسم الإنسان عبارة عن كيمياء يعتمد في الأساس على ما تفرزه أعضاؤه في الخوف والفرح. في حين يرى الدكتور عمر الحلبي: أن علم الطاقة أوسع من التنمية البشرية من حيث التعامل مع جذر المشاكل لدى الإنسان وحلها، أما علم التنمية فهو يتعلق أكثر بتطوير مهارات الشخص، فهو يعمل على إخراج الطاقة السلبية من داخل الإنسان وشحنه بطاقات إيجابية تضاعف مناعته وتُحسن من علاقاته الاجتماعية المختلفة. أما عن علاقة علم الطاقة بعلم النفس وبحسب الدكتور عمر، فهناك تكامل بين العلمين، وحالياً توجد مدارس جمعت بين علم الطاقة وعلم النفس مثل سيدونا وعلم داينتكس، وخاصة بعد أن أثبتت الدراسات التأثير الكبير للطاقة على مختلف جوانب حياة الإنسان الروحانية والصحية والنفسية والعاطفية، وهي طاقة كامنة داخل الإنسان، وهي القوة المؤثرة والمحركة له.