غالباً ما يوصف الطنين على أنه ظاهرة طبيعية من الصعب قياسه باستخدام اختبارات موضوعية، مثل المقارنة مع ضوضاء معروفة التردد والشدة، كما هو الحال في تجربة قياس قوة السمع. وغالباً ما تُصنف الحالة عملياً على نطاق بسيط من "طفيف" إلى "كارثي" وفقاً للصعوبات العملية التي يفرضها على الشخص المصاب وتأثيره على النوم والأنشطة الساكنة، والأنشطة اليومية العادية.

الكثير من الأطباء والمختصين، لا يعتبرون الطنين مرضاً، وينظر إليه على أنه عرض ناتج عن مجموعة من الأسباب الكامنة التي يمكن أن تشمل التهاب الأذن أو أجسام غريبة أو حساسية الأنف التي تمنع تفريغ السوائل وتسبب تراكم الشمع. أو أنه نتاج طبيعي لضعف السمع في سن الشيخوخة. لكن غالبية الأبحاث العلمية تحدثت عن الآثار الجانبية للطنين ومسبباته، فهناك أدوية تسبب طنين الأذن وتؤدي إلى فقدان السمع الجيني (الوراثي). وهناك فقدان السمع الناتج من الضوضاء وهو الأكثر شيوعاً للطنين.

مؤشرات الخطورة

في استبيانات خاصة لمنظمة الصحة العالمية حول الطنين، يرى الأطباء على أنه حالة شائعة حيث يصاب به حوالي واحد من كل خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 55 و 65 عاماً. وفي استبيان آخر يعتبر أكثر تفصيلاً عن الطنين، فإن المؤشرات تبين وجوده بنسبة 11.8% بين شريحة المسنين، وهو ما يسمى بالصمم الشيخوخي. أما بالنسبة إلى الأطباء المختصين بالأنف والأذن والحنجرة، فإن ما يشعر به الشخص من صفير بالأذن له خطورته المرتبطة بحدوث الصمم، وهو عرضاً يشير إلى مشكلة صحية، وقد يشاركه بعض الأعراض الأخرى والتي تتمثل في الصداع والدوخة والأرق، إضافة إلى ما يتسبب به التهاب الأذن الضغطي من تمزق لطبلة الأذن.

الذبذبات الصوتية

مشكلة شائعة

ضعف السمع

الدكتور حسام حديد أخصائي أنف وأذن وحنجرة والمشرف في مستشفى المواساة الجامعي اعتبر الطنين أو الوشيش أو سماع صوت غريب بالأذن هي من المشاكل الشائعة التي تراجع الأطباء في العيادات الخاصة والعامة بشكل دائم ومتكرر وبكل الأعمار رغم اعتباره الأكثر شيوعاً عند الأعمار الكبيرة. وبيّن أن الطنين هو عبارة عن نقص سمع على تواترات معينة يتظاهر نتيجة حالة مرضية معينة يمكن أن تكون عبارة عن ضعف في الأذن أدى لحدوث نقص في السمع، أو بعض الحالات نتيجة استخدام أدوية مزمنة يكون لها تأثير، أو التعرض لضجيج مهني وأصوات معامل وأجهزة وأدوات تسبب تخرب بالأذن وتسبب حدوث هذا النقص الذي يتظاهر على شكل طنين؛ حيث يشعر به المريض بشكل تواتري ثم يزداد هذا الشعور خاصة أثناء الهدوء بحيث يسمع أصوات تعيق النوم لديه وتسبب له التوتر والقلق والتعصيب وارتفاع بالضغط أحياناً نتيجة عدم القدرة على السيطرة عليه.

علاجات متطورة

يؤكد الدكتور حديد على ضرورة التشخيص وإجراء تخطيط السمع لمعرفة سبب الحالة وشدتها، إذ إنه في بعض الحالات يكون هذا الطنين وحيد الجانب، وهذه من القضايا المرضية المهمة التي تقتضي المراجعة بإجراء اختبارات ثانية واستقصاءات شعاعيه لتحري العصب السمعي. ويمكن أن يكون هذا الطنين ثنائي الجانب ويحتاج للعلاجات الدوائية التي تساعد على تنشيط العصب السمعي وتنشيط عمل الأذن، وكذلك يمكن اللجوء إلى بعض الأدوية من نمط المهدئات التي تساعد المريض على التأقلم مع هذا الصوت وتجاوز موضوع التوتر. وهناك بعض العلاجات الأخرى التي تتعلق بالأجهزة ومنها الأجهزة المقنعة للطنين التي تستخدم تواترات صوتية مشابهة لصوت الطنين وتغطي على هذا الصوت، وهي أجهزة مركبة ضمن السماعات. وأحياناً هناك برامج تعطي أصوات من جوال أو جهاز صوتي تغطي على صوت الطنين وتسبب الاعتياد عليه. وأيضاً هناك علاج تأهيلي وظيفي يعتمد على إعطاء الأصوات وتأهيل المريض وتعويده على هذا الصوت، بحيث لا يعد يسبب له القلق والإزعاج، وبالتالي يوجد علاج دوائي وعلاج يكمن في التأهيل والعمل الوظيفي.

حقائق مهمة

حقائق عديدة تتعلق بالطنين، أهمها أن هناك نوعين للطنين، طنين ذاتي يحدث نتيجة لنشاط غير طبيعي في القشرة السمعية للمخ المسؤولة عن معالجة الصوت، والطنين الموضوعي الناتج عن ضوضاء مبعثها الأوعية الدموية بالقرب من الأذن. وعليه فإن الطنين المتساوي في كلا الأذنين الذي يزول خلال ثوانٍ لا يدعو إلى القلق، ولكن إذا استمر وكانت هناك أعراض مثل فقدان السمع والدوار والصداع، فيجب القيام بمخطط سمعي. يبين الدكتور حسام حديد: أن فقدان السمع في أذن واحدة هو من العلامات التحذيرية وخاصة إذا كان مصحوباً بدوخة ودوار، وهنا يلزم على المريض القيام بتقييم إضافي باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد ما إذا كان هناك ورم في العصب السمعي. لافتاً إلى أنه يمكن أن يتحسن الطنين أو يزول، ولكن من المستحيل التنبؤ بوقت حدوثه وإن كان سيحدث.

البعد عن الضوضاء

العالم صاخب بطبيعته والعيش في أماكن صاخبة مثل المراكز الحضرية من عوامل الخطورة الخاصة بالطنين، ولكن هناك احتياطات يمكننا أن نتخذها لحماية السمع وتقليل الخطر. يقول الطبيب المشرف في مستشفى المواساة الجامعي هناك طرق للحد من خطر الطنين، مقدماً جملة من التوصيات المهمة للحفاظ على صحة الأذن، أهمها تجنب الأصوات العالية والضجيج المزعج لفترة طويلة والذي يمكن أن يؤثر على صحة الأذن والوقاية من الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والعلاج بشكل سريع وعدم التأخر باستخدام الأدوية وضبط السكري بشكل جيد والانتباه إلى موضوع ارتفاع شحوم الدم والتدخين وارتفاع خضاب الدم، كلها من المشاكل التي تسبب إصابات ومشاكل مرضية مهمة، وبالتالي إذا تحاشينا هذه الأمور، يكون لدينا مجال لوقاية الأذن وحمايتها من مشكلات نقص السمع والطنين كعرض مزعج ومُقلق.