هل يمكن أن يلغي الطب المكمل أو البديل دور الطبيب؟ خصوصاً أنه من الملاحظ لجوء الكثير من البلدان كدول الشرق الأوسط والهند للتداوي بالأعشاب أو لاستخدام ترياق النحل وأسرار التغذية وغيرها. وبالرغم من استمرار هذا النوع من الطب، لكنه بالطبع لن يكون الحل البديل عن الطب المتداول في العيادات التخصصية، وإنما مكمل له. ولا بد أن التعريفات بمفهوم الطب البديل أو المكمل لا تعطي وصفاً دقيقاً عن مفهوم التداوي بغير العقاقير الكيميائية.

نجد أن طب الأعشاب مناسب للكثير من المرضى في حال توفر العشبة المطلوبة، خصوصاً في هذا الزمن الصعب الذي قلّت فيه وسائل العلاج وندر فيه الدواء أو صعب شراؤه لغلاء ثمنه، بالإضافة إلى تراجع عدد الأطباء المتخصصين بفعل عدة عوامل منها الحرب التي اجتاحت مدن ودول كثيرة فلم يسلم القطاع الطبي منها. ومن فوائد طب الأعشاب أنه من أقدم العلوم الطبية التي توارثتها الأجيال في علاج الكثير من الأمراض المزمنة، ولن يكون لها آثار جانبية سلبية مقارنة بالطب الكيميائي. كما انتشرت العديد من عيادات الطب البديل في عدة دول مؤخراً، ولاقت إقبالاً واسعاً من قبل المرضى للاستفادة من العلاج بواسطة الأعشاب "كالصبار والثوم والزنجبيل وحبة البركة وزيت جوز الهند" وغيرها، وذلك لعلاج الكولون وتحسين امتصاص الغذاء والهضم ورفع مناعة الجسم والضغط المرتفع وعلاج الشريان التاجي وتخفيض الكوليسترول في الدم وغيرها من الأمراض. فلكل عشبة فوائدها وميزاتها العلاجية التي لا تعد ولا تحصى. كما يمكن تصنيف الأعشاب لعلاج كل مرض على حدة "كأمراض الرأس، والصدر، وأمراض الجهاز الهضمي، وأمراض الحوض، والأمراض الجلدية، وأمراض العظام". وعلى سبيل المثال يمكن معالجة التهاب الكبد من خلال الاطلاع على مفهوم هذا المرض وكيفية الوقاية منه وعلى إمكانية العلاج الصيدلي للشفاء منه، إلى جانب الاستفادة من العلاج بالطب الأخضر.[1].

العسل شفاء

اقتحم النحل حياة الإنسان في فترة ما قبل التاريخ، ووجدت العديد من اللوحات التشكيلية في كهوف أوروبا مؤرخة منذ 10 آلاف عام قبل الميلاد تمثل الإنسان الباحث عن العسل. والشعوب القديمة كانت تبدي نوعاً من الاحترام للنحلة وتميزها عن باقي الحشرات والحيوانات. يستخدم العسل منذ آلاف السنين كمادة علاجية لعلاج الحروق والجروح. وفي الحضارات القديمة اهتم الإغريق والهنود والمصريون بموضوع النحل والعلاج بالعسل، فمثلاً المصريون كانوا يستخدمونه في عملية التحنيط؛ إذ كان الفراعنة يعتبرون النحلة العون والمخلص لهم في عالم الأرواح[2].

أعشاب

وللعسل فوائد علاجية مهمة كونه يعالج الحساسية الموسمية ويحسن الذاكرة ويعالج نزلات البرد ويخفض من مستوى الدهون، وهو دواء هام للأمراض الجلدية كالأكزيما والصدفية. فهو من ألذ الأشربة وأنفعها. وأجود أنواع العسل هو عسل نحل الغابات الطبيعية ويليه عسل نحل الجبال، وعسل فصل الربيع أجود تغذية من عسل الصيف، كما يعد خياراً جيداً للرياضيين لإمداد الجسم بالطاقة ورفع نسبة الغلوكوز في الدم. ونظراً لأهميته البالغة يدخل العسل في تركيب العديد من الأدوية الكيماوية كشراب طبيعي مكمل للعلاج الصيدلي الكيميائي.

التغذية الصحية

تعد من أهم سبل الحفاظ على الصحة وتعزيزها من خلال تناول كل ما هو مفيد باتزان واعتدال من حيث الكيف والمحتوى، والابتعاد عن كل ما هو فاسد وضار، للوقاية من أمراض كثيرة. وتحدث الكثير من الأطباء العرب في كتبهم عند دور الحمية في الوقاية من المرض. ويمكن من خلال الحماية والوقاية التغلب أمراض وهي أمور مهمة مترابطة مع بعضها، وذلك غبر التخطيط المنظم للوجبات، من خلال اتباع الفرد عدة خطوات للحصول على الصحة المثالية أو بهدف تخفيف الوزن، أو ربما باتباع حميات لمن يعانون من مشاكل معينة كمرضى السكر[3].

وتهدف التغذية الصحية المنظمة المحافظة على الصحة أولاً في وضع خطة يومية أو أسبوعية أو شهرية تساعد في توفير الوقت والجهد والمال، بالإضافة للاهتمام بجميع العناصر الغذائية وتناولها عبر سد كل الفجوات والنواقص في كل مجموعة غذائية كاللحوم والخضراوات والفواكه، عدا عن أهمية استخدام مخزون جيد من العناصر الأساسية لإعداد الطعام المضاف إليه مجموعة من التوابل المتنوعة المحملة بالمركبات النباتية التي توفر الكثير من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، والتي تساهم في تقليل التلف الخلوي والالتهابات، فضلاً عن الخواص المضادة للجراثيم الموجودة في التوابل مثل القرنفل والقرفة.

----

المراجع:

[1] الطب الأخضر، عبد الباسط محمد السيد، غراس للنشر، الجيزة، 2006، ص 193.

[2] مستشفى عسل النحل، عبد اللطيف عاشور، مكتبة القرآن، القاهرة، 1985، ص60.

[3] الكتاب الطبي الجامعي (الغذاء والتغذية)، إعداد نخبة من أساتذة الجامعات بالعالم العربي، أكاديميا للنشر، 2005، ص 80.