عندما تفشل الكلى في أداء وظائفها على أكمل وجه هناك أنواع من العلاجات التي يستخدمها الأطباء لغسل الكلى، وهي العملية الاصطناعية التي يتم من خلالها تنقية الدم من الفضلات والمواد السامة والأملاح الزائدة باستخدام جهاز خارجي يشابه الكلية البشرية في مبدأ عمله.

يستخدم الأطباء عادة ديلزة الدم، حيث يتم خلال غسيل الكلى ضخ كميات صغيرة من الدم إلى خارج الجسم من خلال جهاز غسيل الكلى الذي يحتوي على مرشح يسمى الكلية الاصطناعية. يقوم الجهاز بترشيح السوائل والفضلات الزائدة من الدم، وبعد ذلك يتم إرجاع الدم إلى الجسم. بينما تعتبر الطريقة الجديدة في غسيل الكلى البريتوني وضع القثطرة في البطن بالجراحة وتعمل بطانة البطن مرشح طبيعي للعلاج ويوضع سائل خاص يسمح الديالة في البطن عبر القثطرة حيث تنتقل السوائل والفضلات الزائدة بالجسم من الدم الموجود في بطانة البطن إلى السائل الذي يتم تصريفه أيضاً عبر القثطرة في كيس تصريف.

وبحسب الدكتورة جمانة دياب أستاذة في جامعة البعث وجامعة الأندلس للعلوم الطبية، فهناك محور بحثي كامل يتم العمل عليه بجامعة الأندلس، وهو الكلية البديلة. ويقوم البحث الذي تعمل عليه بالتشاركية مع الدكتورة سحر العلي على تطوير جهاز جديد يتحكم بتنقية سائل الديلزة أو ما يسمى عملية تحضير سائل الديلزة بشكل مباشرة أثناء جلسة المريض لغسيل الكلية. وهذا المتحكم هو عبارة عن دمج مع تقنيات الذكاء الصنعي واستخدامنا المتحكم التربيعي الخطي من LGR مع نظام المناعة الصناعي لكي نصل إلى هذه النتائج.

جهاز تنقية الكلية

تبين الباحثة الفرق بين الكلية البديلة والكلية الصناعية التي هي عبارة عن الكلية التي تزرع داخل الجسم مثل القلب الصناعي. أما جهاز غسيل الكلية الجديد الذي نتحدث عنه، فهو مكمل للجهاز المعروف في المشافي والذي يستخدم في حال الفشل الكلوي. بينما الكلية البديلة هي عبارة عن جهاز يعوض عن عمل الكلية الأصلية، وهو أشبه بغسيل الكلية والذي أصبح عدة أنواع منها أجهزة محمولة ومنها يوضع في البيت ويمكن أن تستخدمه الأسرة.

حلول بحثية

الجديد الذي قدمه البحث هي حلول تتعلق بتأمين السائل الديلزة للمريض بشكل مباشر دون الحاجة لتحضيره بشكل مسبق كما هي العادة في جهاز غسيل الكلية التقليدي؛ حيث يتم تحضير السائل الديلزة بشكل مسبق ويضعونه في عبوات ويحضرونه إلى جانب الجهاز، إذ إنه من خلال هذا البحث يحضر السائل أثناء تواجد المريض في عملية الغسل، وهذا يعني بأن الطبيب لم يعد بحاجة لوضع السائل الديلزة على جنب وتخزينه وبالتالي تعرضه للبكتريا.

د. جمانة دياب ود. سحر العلي

الدكتورة سحر العلي من جامعة طرطوس كلية الهندسة التقنية ومُدرسة في جامعة الأندلس الخاصة قسم الهندسة الطبية، تبين أن أبحاث المتعلقة بالكلية والكلية البديلة من أهم المحاور المطروحة في جامعة الأندلس، وقد تم التركيز على فكرة البحث لكونه يقدم طريقة جديدة للتحكم بسائل الديلزة لعمليات غسيل الكلى للمرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي، وهو في غاية الأهمية، وخاصة أن الأبحاث التي تناولت هذا الموضوع قليلة جداً. فقد كانت تستخدم طريقة تأمين هذا المحلول على التتابع أو بشكل مسبق. إلا أنه من خلال البحث الذي يعتبر الأول في سورية، تم تقديم مقترح لمتحكم جديد يقوم بضبط عملية الناقلية لسائل الديلزة من حيث مكوناته، ويصبح أكثر آماناً وفاعلية باعتبار هناك إضافة حمض وكربونات أثناء عملية الغسيل مباشرة. وأكدت العلي أن النتائج التي أعطتها هذه الطريقة بالمقارنة مع الأبحاث التي أُجُريت سابقاً وطرق التحكم التي تستخدم عادة، كانت رائعة كون النتائج دلت أن المتحكم الجديد أعطى استجابة سريعة جداً. وهذا أمر في غاية الأهمية أثناء غسيل الكلى؛ إذ إن الطبيب يستطيع مباشرة ضبط المكونات وبشكل مستقر دون وجود تذبذب أو حالة اضطرار لفصل عملية جهاز الغسيل ريثما يتم ضبط عملية الغسيل وثم العودة. وبالتالي فإن العملية تتم بشكل آمن وسلسل وتعطي نتائج رائعة.

بديل جيد ومتاح

وحول إمكانية التطبيق، أوضحت الباحثة أنه بمجرد توفر متحكمات الهارد وير سيكون التطبيق مثالياً، إذ يجب أن يتوفر متحكم عالي الدقة لتتم عملية النمذجة التي تم تطبيقها أثناء التجربة، ولكي تتم البرمجة على الهارد وير. مؤكدة أن البحث قابل للتطبيق مباشرة في المشافي، ويعتبر غير مكلف كثيراً، إذ إن الفكرة الأساسية من البحث هي محاولة مجاراة الأبحاث العالمية في هذا المجال. إلا أنه في عمليات التطبيق التقني كان العمل البحثي ضمن الإمكانيات المتاحة، وفي البداية استخدم محكم السوفت وير ولم يكن كافياً وبعده تم التطبيق على الهارد وير. ولكن وبكل شفافية، فإن البحث اليوم قابل للتطبيق بكل سهولة.

أكدت كل من الباحثة سمر وجمانة أن هذا البحث استغرق أكثر من عام للوصول إلى هذه النتائج، وهو بحث جديد وقد تم نشره في مجلة معروفة عالمياً تعود لجامعة تايلندية. كما تم نشره حديثاً في شهر شباط عام 2022 في مجلة جامعة دمشق.