مرض باركنسون هو اضطراب يصيب الجهاز العصبي ويؤثر على الحركة. تبدأ الأعراض تدريجياً، وفي بعض الأحيان تبدأ برعشة قد لا تُلحظ في يد واحدة، ثم تتفاقم الأعراض بمرور الوقت. بالرغم من شيوع الرعاش، فإن الاضطراب قد يسبب تيبُّساً وبطء الحركة بكثرة أيضاً.

في المراحل المبكرة من مرض باركنسون، قد يظهر على الوجه بعض التعبيرات القليلة، أو لا تظهر على الإطلاق. وقد لا تتأرجح الذراعان أثناء المشي. قد يصبح النطق ضعيفاً أو غير واضح. وتزداد أعراض مرض باركنسون سوءاً بتفاقم الحالة بمرور الوقت.

على الرغم من أنه لا يمكن علاج مرض باركنسون، فإن الأعراض قد تتحسن بشكل ملحوظ باستخدام بعض الأدوية. في بعض الأحيان، قد يقترح الطبيب إجراء جراحة لتنظيم مناطق محددة في الدماغ بهدف تحسين الأعراض.

قد تشمل مؤشرات مرض باركنسون وأعراضه ما يلي:

الرُّعاش. عادةً ما يبدأ الرعاش أو الارتجاف في أحد الأطراف، وغالباً ما تكون اليد أو الأصابع. وقد يقوم المريض بفرْك الإبهام والسبابة ذهاباً وإياباً فيما يُعرف باسم "رُعاش لف الأقراص". وقد ترتجف اليد حتى عندما يكون المريض في حالة ارتخاء.

تباطؤ الحركة: قد يؤدي مرض باركنسون بعد بعض الوقت إلى إبطاء الحركة، ما يجعل المهام البسيطة صعبة وتستغرق وقتاً طويلاً. وقد تصبح الخطوات أقصر عند المشي. وقد يكون النهوض من على المقعد صعباً.

تيبّس العضلات: قد يحدث تيبّس العضلات في أي جزء من الجسم. يمكن أن تسبب العضلات المتيبسة شعوراً بالألم وتحد من نطاق الحركة.

العجز عن اتخاذ وضعيات للجسم وموازنته: قد يواجه المريض مشكلات في التوازن نتيجة لمرض باركنسون.

فقدان الحركات التلقائية: قد تتقلص القدرة على أداء الحركات اللاإرادية، بما في ذلك رَمش العين أو الابتسام أو أرجحة الذراعين عند المشي.

تغيرات الكلام: قد يتحدث المريض بهدوء أو بسرعة أو يتمتم أو يتلعثم قبل التحدث. ويمكن أن يتخذ الكلام نمطاً رتيباً بدلاً من اكتسابه النبرات المعتادة.

تغيرات في الكتابة: قد تصبح الكتابة صعبة، وربما تبدو بحجم صغير.

يرى العلماء أنه من المهم جداً تشخيص المرض في مراحل مبكرة وذلك للسيطرة على أعراضه أو تأخير ظهورها قدر المستطاع، ولتحقيق التشخيص المبكر أجرى العلماء في جامعة برمنغهام تجربة فريدة تربط بين الكوابيس ومرض باركنسون.

حيث قال باحثون في جامعة برمنغهام إن البالغين الأكبر سناً الذين بدؤوا في تجربة أحلام مزعجة أو كوابيس، يمكن أن تظهر عليهم أولى علامات مرض باركنسون.

أظهرت هذه الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة كلينيكال ميديسين الإلكترونية، أنه عند مجموعة من الرجال الأكبر سناً، كان الأفراد الذين يعانون من أحلام سيئة متكررة من المرجح أن يتم تشخيصهم لاحقاً بمرض باركنسون مقارنة بأولئك الذين لم تراودهم مثل تلك الأحلام.

أظهرت الدراسات السابقة أن الأشخاص المصابين بمرض باركنسون يعانون من الكوابيس والأحلام السيئة بشكل متكرر أكثر من البالغين من عموم السكان، ولكن استخدام الكوابيس كمؤشر لخطر الإصابة بمرض باركنسون لم يتم التفكير فيه مسبقاً.

قال المؤلف الرئيسي الدكتور أبيديمي أوتايكو من مركز الجامعة لصحة الدماغ البشري: على الرغم من أنه يمكن أن يكون مفيداً حقاً لتشخيص مرض باركنسون مبكراً، إلا أن هناك القليل جداً من مؤشرات الخطر والعديد منها يتطلب اختبارات مستشفى باهظة الثمن أو شائعة جداً و غير محددة، مثل مرض السكري تماماً.

وأضاف: بينما نحتاج إلى إجراء مزيد من البحث في هذا المجال، فإن تحديد أهمية الأحلام السيئة والكوابيس، يمكن أن يشير إلى أن الأفراد الذين يعانون من تغيرات في أحلامهم في سن أكبر - دون أي سبب واضح - يجب عليهم طلب المشورة الطبية.

استخدم الفريق بيانات من دراسة جماعية كبيرة من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تحتوي على بيانات على مدى 12 عاماً من 3818 رجلاً أكبر سناً يعيشون بشكل مستقل. في بداية الدراسة، أكمل الرجال مجموعة من الاستبيانات، تضمن أحدها سؤالاً عن نوعية النوم.

تمت متابعة المشاركين الذين أبلغوا عن أحلام سيئة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع في نهاية الدراسة لمعرفة ما إذا كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون.

خلال فترة المتابعة، تم تشخيص 91 حالة من مرض باركنسون. وجد الباحثون أن المشاركين الذين عانوا من أحلام سيئة متكررة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

حدثت معظم التشخيصات في السنوات الخمس الأولى من الدراسة. المشاركون الذين يعانون من أحلام سيئة متكررة خلال هذه الفترة كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بأكثر من ثلاثة أضعاف.

تشير النتائج إلى أن كبار السن الذين سيتم تشخيصهم يوماً ما بمرض باركنسون من المرجح أن يبدؤوا في تجربة الدراما والكوابيس السيئة قبل بضع سنوات من تطوير السمات المميزة لمرض باركنسون، بما في ذلك الرعشات والصلابة وبطء الحركة.

تظهر الدراسة أيضاً أن أحلامنا يمكن أن تكشف عن معلومات مهمة حول بنية الدماغ ووظيفته وقد تثبت أنها هدف مهم لأبحاث علم الأعصاب.

يخطط الباحثون لاستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG) للنظر في الأسباب البيولوجية لتغييرات الحلم. وسينظرون أيضاً في تكرار النتائج في مجموعات أكبر وأكثر تنوعاً واستكشاف الروابط المحتملة بين الأحلام والأمراض التنكسية العصبية الأخرى مثل مرض الزهايمر.

دراسة جماعية سكانية

يرتبط مرض باركنسون (PD) بالتغيرات في ظواهر الأحلام - بما في ذلك زيادة تواتر الأحلام المؤلمة. ومن غير المعروف ما إذا كانت الأحلام المؤلمة قد تسبق تطور شلل الرعاش. حققت هذه الدراسة في العلاقة بين الأحلام المؤلمة المتكررة وخطر الإصابة بحادث شلل الرعاش.

منهج الدراسة

أخذت بيانات 3818 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 67 عاماً أو أكثر من دراسة كسور هشاشة العظام عند الرجال وهي مجموعة سكانية عشوائية من الولايات المتحدة الأمريكية، والذين كانوا خالين بشكل مؤكد من مرض باركنسون في الأساس وأكملوا سؤالاً ضمن استبيان عن وضعهم الصحي حيث يستقصي هذا السؤال عن وتيرة الأحلام المؤلمة التي انتابتهم في الشهر الماضي، في هذا التحليل. استند تقرير إصابة الشخص بالمرض إلى تشخيص الطبيب. كما تم استخدام الانحدار اللوجستي متعدد المتغيرات لتقدير نسب الأرجحية لمعدل الإصابة بالمرض وفقاً لتكرار الحلم المزعج مع تعديل للإرباكات المحتملة.

النتائج

خلال فترة المتابعة التي استمرت 7 سنوات، تم تحديد 91 حالة (2 • 45%) من حالات الإصابة بمرض باركنسون. المشاركون الذين لديهم أحلام مزعجة متكررة عند خط الأساس لديهم خطر مضاعف للإصابة، عند التقسيم الطبقي حسب وقت المتابعة، ارتبطت الأحلام المؤلمة المتكررة بخطر أكبر بـ 3 أضعاف من خطر الإصابة باضطراب الشخصية الحادة خلال السنوات الخمس الأولى بعد خط الأساس ومع ذلك لم يتم العثور على أي تأثير خلال السنوات السبع اللاحقة.

في هذه المجموعة المراقبة ارتبطت الأحلام المؤلمة المتكررة بزيادة خطر الإصابة باضطراب الشخصية الحادة. كان الارتباط مهماً فقط في غضون السنوات الخمس السابقة للتشخيص، مما يشير إلى أن الأحلام المؤلمة المتكررة قد تكون عرضاً أولياً لمرض شلل الرعاش... الباركنسون.

----

بقلم بيك لوكوود - جامعة برمنغهام

ترجمة عن موقع: Neuro Science News