تحدث متلازمة القلب المكسور، عندما يعاني شخص ما من إجهاد جسدي أو عاطفي حاد، والذي يمكن أن يتسبب في حالة اعتلال عضلة القلب. وغالباً ما ترتبط متلازمة القلب المكسور بالتوتر أو الألم الذي يشعر به المرء بعد تعرضه لحدث صادم، كالانفصال عن الشريك أو فقد أحد أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى ضعف البطين الأيسر للقلب بسرعة. ومع ذلك، لا يعرف بعض الناس أنه يمكن أن تكون متلازمة القلب المكسور خطيرة للغاية وقد تكون قاتلة بالفعل.

ماذا تعرف عن متلازمة القلب المكسور؟ إنها حالة صحية خطيرة قد تكون قاتلة! متلازمة القلب المكسور هي حالة قلبية مؤقتة تنتج غالباً عن التوتر أو الانفعالات الشديدة، وتُعرف أيضا باسم متلازمة "تاكوتسوبو".

رغم أن السبب الدقيق لا يزال لغزا طبياً، تنص بعض الأبحاث على أن زيادة هرمونات التوتر مثل الأدرينالين "قد تدمر قلوب بعض الناس بشكل مؤقت". وفي النهاية، تؤدي متلازمة القلب المكسور إلى تعطيل وظيفة الضخ المعتادة للقلب بشكل مؤقت. وتتميز الحالة بضعف مؤقت مفاجئ لعضلات القلب، ما يتسبب في انتفاخ البطين الأيسر للقلب من أسفل بينما تظل الرقبة ضيقة. ويؤدي هذا إلى تكوين شكل يشبه مصيدة الأخطبوط اليابانية، "تاكوتسوبو"، والتي اشتق اسم المتلازمة منها.

ما هي أعراض متلازمة القلب المكسور؟

هناك نوعان من العلامات الرئيسية التي يجب على الناس البحث عنها عندما يتعلق الأمر بمتلازمة القلب المكسور. وتشمل هذه العلامات ألماً في الصدر أو ضيقاً في التنفس، ولكن من دون انسداد حاد في الشرايين التاجية. ويمكن أن يكون ألم الصدر طويل الأمد أو المستمر أيضاً علامة على نوبة قلبية، لذلك يوصي الأطباء بطلب المساعدة على الفور في مثل هذه الحالات. وفي بعض الحالات، قد تؤدي هذه الحالة إلى صدمة قلبية، وهي حالة غالباً ما تكون قاتلة؛ حيث لا يتمكن القلب من ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم.

هل مات أي شخص من قبل من متلازمة القلب المكسور؟

بالنسبة لكثير من الناس، غالباً ما يبدو الموت من قلب مكسور أمراً غير واقعي وبعيد الحدوث، لكن الخبراء يقولون إنه أمر يمكن أن يحدث. نلاحظ أن الثقافة الشعبية تزخر بعبارات تدل على أثر هذه المتلازمة، إذ كثيراً ما نسمع تعبيرات مثل: "انفطر قلبه حزناً". والآن يحاول العلم البحث عن العلاقة بين الدماغ والقلب والذي تتسبب في هذه الظاهرة - المتلازمة.

في أحدث دراسة قام بها فريق بحث في جامعة أبردين، توصل العلماء إلى ما يبدو أنه حل للغز هذه المتلازمة؛ حيث تم تحديد التغيرات في مناطق الدماغ المرتبطة بالعاطفة لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة تاكوتسوبو، التي تُعرف أحياناً بمتلازمة القلب المكسور. واكتشفت الدراسة التي قدمت في المؤتمر المئوي لجمعية القلب والأوعية الدموية البريطانية في مانشستر، تغيرات في مستوى نشاط الدماغ في المناطق المعروفة بأنها تتحكم في ضربات القلب.

متلازمة تاكوتسوبو هي شكل مفاجئ من قصور القلب الحاد الذي يُقدر أنه يصيب ما يصل إلى 5000 شخص في المملكة المتحدة كل عام ويُلاحظ بشكل رئيسي في النساء بعد انقطاع الطمث. يمكن أن تسبب هذه المتلازمة نفس أعراض النوبة القلبية، وعلى الرغم من عدم انسداد الشرايين المؤدية إلى القلب، فإن مخاطر حدوث مضاعفات مماثلة لتلك الأعراض الخاصة بنوبة قلبية فعلية.

لم يتم فهم أسباب متلازمة تاكوتسوبو بشكل كامل حتى الآن، ولكن عادة ما تحدث بسبب الإجهاد العاطفي أو الجسدي مثل فقدان أحد الأحباء - ومن ثم تُعرف أيضاً باسم متلازمة القلب المكسور.

قال الدكتور هلال خان زميل الأبحاث السريرية في جامعة أبردين: منذ سنوات عرفنا أن هناك صلة بين الدماغ والقلب؛ لكن الدور الذي تلعبه هذه الصلة في متلازمة تاكوتسوبو كان لغزاً. لقد كشفنا للمرة الأولى عن تغييرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في القلب والعواطف. ستكون هناك حاجة إلى المزيد من العمل لتحديد ما إذا كانت هذه التغييرات هي التي تسبب متلازمة تاكوتسوبو.

يضيف الدكتور هان: نأمل أن نتمكن من خلال المزيد من البحث من تحديد العلاجات الأكثر فعالية. نأمل بالفعل في استكشاف تأثير إعادة تأهيل القلب والعلاج النفسي على بنية ووظيفة الدماغ بعد متلازمة تاكوتسوبو لتحسين رعاية هؤلاء المرضى في نهاية المطاف.

في الدراسة الأكثر تفصيلاً من نوعها، نظر العلماء إلى أدمغة 25 مريضاً عانوا من نوبة تاكوتسوبو في الأيام الخمسة التي سبقت تعرضهم لنوبة المرض. استخدم فريق البحث فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لقياس حجم الدماغ ومساحة السطح وإشارات الاتصال بين مناطق مختلفة من الدماغ. ثم قارنوا هذه النتائج مع مرضى التحكم الذين تمت مطابقتهم من حيث العمر والجنس والحالات الطبية الأخرى. ووجدوا أن هناك انخفاضاً في الاتصالات في المهاد واللوزة والجزرة والعقد القاعدية لمرضى تاكوتسوبو مقارنة بالأشخاص الأصحاء. هذه مناطق من الدماغ تشارك في تنظيم الوظائف عالية المستوى مثل العواطف والتفكير واللغة واستجابات التوتر والتحكم في القلب.

ووجد الباحثون أيضاً أن مناطق المهاد والجزرة في الدماغ كانت متضخمة، في حين أن الحجم الكلي للدماغ بما في ذلك اللوزة وجذع الدماغ، كان أصغر مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

يخطط الفريق الآن لإجراء فحوصات متابعة بالرنين المغناطيسي على نفس المرضى لتتبع المسار الطبيعي لمتلازمة تاكوتسوبو في الدماغ. كما أنهم بصدد فحص أدمغة مرضى النوبات القلبية على أمل تحديد ما إذا كانت متلازمة تاكوتسوبو تسبب تغيرات في الدماغ، أو ما إذا كانت التغييرات هي التي تسبب متلازمة تاكوتسوبو.

وقال البروفيسور جيمس لايبر المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: متلازمة تاكوتسوبو هي حالة قلبية مفاجئة وربما كارثية ولم يتم التعرف عليها إلا في السنوات الأخيرة. لا يزال فهمنا للحالة في مراحله الأولى، ولذا فمن الضروري أن نتعلم المزيد عن هذا المجال المهمل من أمراض القلب.

ويضيف البروفيسور لايبر: هذا البحث هو خطوة مهمة إلى الأمام في فهمنا لكيفية ارتباط الدماغ والقلب بشكل معقد في هذه الحالة الغامضة، وكيف يمكن أن يؤدي حدث عاطفي إلى قصور القلب.

كارول دنكان ، 73 عاماً، من أبردين، هي جزء من الدراسة؛ حيث عانت من حلقة من متلازمة تاكوتسوبو بعد مرض شقيقها وإدخاله في وحدة العناية المركزة. قالت: نظراً لأن متلازمة تاكوتسوبو يمكن أن تنجم عن حدث عاطفي، هناك اعتقاد خاطئ بأنه موجود في رأسك فقط. إن معرفة أن الباحثين رأوا تغييرات قابلة للقياس في عمليات المسح الخاصة بي تجعلني أشعر أننا نقترب من اعتبار متلازمة تاكوتسوبو حالة جسدية.

أضافت دنكان: يسعدني جداً أن أشارك في هذا البحث. إنه يعطيني الأمل حقاً في أن العلماء يتجهون نحو الفهم الكامل، ومعالجة هذه الحالة التي أسيء فهمها بشكل أفضل.

----

بواسطة: جامعة أبردين

ترجمة عن موقع: Neuro Science News