نظراً لأننا نواجه فصول صيف حارة بشكل متزايد، فقد أصبح فهم كيفية تجنب المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة أكثر أهمية من أي وقت مضى. هناك بعض النصائح لمساعدة الناس في الحفاظ على برودة معقولة في الطقس الحار.

ابقِ جسدك رطباً

الماء ضروري للحفاظ على صحتك وبرودك. عندما تكون مصاباً بالجفاف، تقل كمية الدم المتدفقة عبر نظام القلب والأوعية الدموية، مما يجعل قلبك يعمل بجهد أكبر، ويؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجسم الأساسية. في اليوم العادي، يحتاج معظم البالغين الأصحاء ما بين 2- 3 لتر من الماء. أما في الطقس الحار فسوف تحتاج إلى شرب أكثر من المعتاد. يجب أن تبدأ بالماء العادي وتنتقل إلى المشروبات التي تحتوي على إلكتروليتات مثل ماء جوز الهند لتعويض فاقد المياه الناتج عن التعرق.

يمكن للمشروبات الساخنة أيضاً تبريدك إذا كنت تشعر بالحرارة بالفعل. قد يبدو هذا غير منطقي، وفي الواقع، ستجعلك تشعر بالحرارة في البداية لكن هذا سيجعلك تتعرق، مما يقلل من درجة حرارة جسمك. هناك تحذير واحد فقط: يجب أن يكون العرق قادراً على التبخر بسرعة، لذلك لن تنجح هذه الحيلة إذا اقترنت درجات الحرارة المرتفعة بالرطوبة العالية، أو إذا كنت ترتدي الكثير من الملابس. تجنب الكافيين، الذي يسبب تضيق الأوعية، إن انقباض الأوعية الدموية يعمل على تدفئة الجسم. عندما تحاول الحفاظ على شعور البرودة مع القهوة المثلجة أو مشروب الطاقة الذي قد يبردك مؤقتاً، سيبدأ بعد قليل تأثير الكافيين المسبب للشعور بالدفء. أخيراً، تخلص من الكحول فهو مدر للبول وقد يسبب الجفاف خلال موجات الحر الشديد.

تناول الطعام بحكمة

يمكن أن يؤدي تناول الطعام إلى زيادة درجة حرارة الجسم الأساسية؛ حيث يعمل جسمك على هضم وجبتك. كلما زادت السعرات الحرارية التي تتناولها، زادت سخونة جسمك. لذلك حاول أن تأكل أشياء خفيفة. ستبقيك السلطات أكثر برودة وستكون لها أيضاً ميزة عدم مطالبتك بالاستعباد فوق موقد ساخن لصنعها. غالباً ما تحتوي السلطات أيضاً على أطعمة تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الخيار والخس والبندورة. تعمل هذه الأطعمة على تجديد إلكتروليتاتك وتساعدك على البقاء رطباً.

إذا كنت تعتقد أنك تفضل طعامك البارد على شكل آيس كريم، فكر مرة أخرى. للأسف، قد يجعلك تناول هذا العلاج المجمد أكثر سخونة، لأن جسمك سوف يعمل على هضم السعرات الحرارية. قد تكون العصائر بديلاً أفضل. في الطرف الآخر من مقياس النكهة، الأطعمة الغنية بالتوابل تلعب دوراً مثل المشروبات الساخنة فهي تعمل أيضاً على تبريدنا. وذلك لأن الأطعمة الغنية بالتوابل تثير المستقبلات الحرارية في الجلد التي تستجيب عادةً للحرارة، مما يؤدي إلى الاستجابات المعتادة: توسع الأوعية والاحمرار والتعرق، والتي سوف تساعدك في النهاية على الشعور بالبرودة. يمكن للتوابل أيضاً أن تحد من شهيتك وتساعدك على تناول وجبات خفيفة.

استخدم مروحة في بعض الأحيان

تبردنا المراوح من خلال تسريع تبخر العرق من أجسادنا، لكنها لا تعمل بشكل جيد في جميع المواقف. يمكن للمراوح أن تجعلك تشعر بالسوء في الحرارة الجافة. يتبخر العرق دون أي مساعدة إضافية عندما يكون الجو حاراً وجافاً جداً، لذلك، في ظل هذه الظروف، تقوم المراوح فقط بنفخ الهواء الخانق في جميع أنحاء الغرفة، مما يخلق بيئة مشابهة للفرن الحراري ويسبب الجفاف. ويمكن لمحرك المروحة أن يجعل الغرفة أكثر سخونة. تنصح منظمة الصحة العالمية بعدم استخدام المراوح في درجات حرارة أعلى من 35 درجة مئوية.

ومع ذلك، وجدت دراسة عام 2019 أن المراوح توفر الراحة عندما تكون الظروف رطبة. يمكنك تعزيز الشعور بالبرودة عن طريق رش جسمك بالماء أو بوضع وعاء معدني أو زجاجي من مكعبات الثلج أمام المروحة.

كن ذكياً مع الماء

الماء ليس فقط للشرب. يمكن أن يوفر الراحة من الحرارة بطرق أخرى. هناك أربع مناطق رئيسية في جسمك حيث توجد أوعية دموية كبيرة بالقرب من سطح الجلد: الرقبة، وكل من الإبطين، ومنطقة الفخذ. سيؤدي وضع قطعة قماش مبللة أو كيس ثلج في تلك المناطق إلى تبريدك سريعاً.. هذا ما يفعله أطباء غرفة الطوارئ لمساعدة ضحايا ضربة الشمس. حتى الماء في درجة حرارة الغرفة على مؤخرة رقبتك أفضل من لا شيء.

وجدت دراسة عام 2015 أن وضع الكمادات الباردة على الخدين وباطن القدمين - التي تحتوي على أوعية دموية لا تنقبض عند وضع الكمادات الباردة - فعّال أيضاً. هناك طريقة أخرى جيدة للتبريد وهي وضع يديك، التي تحتوي على نسبة عالية من مساحة سطح الجلد، مما يعرضهما لفقدان الحرارة، ووضع القدمين في الماء البارد الذي يمكن أن يقلل أيضاً من التورم. أخيراً تبين أن الحمام الفاتر بالماء عند درجة 27 درجة مئوية هو أحد أكثر طرق التبريد فعالية.

مهما فعلت، لا تقفز إلى مسطح مائي بارد مثل بحيرة عميقة، بغض النظر عن مدى جاذبيتها، لأن الغمر المفاجئ في الماء البارد يمكن أن يسبب استجابة "الصدمة الباردة" والتي تتضمن منعكساً لاإرادياً للهاث متبوعاً بفرط التنفس الذي لا يمكن السيطرة عليه، وكلاهما قد يتسبب في دخول الماء إلى رئتيك والغرق.

ارتدِ ملابس مناسبة للحرارة

في الطقس الحار اختر الملابس خفيفة الوزن ذات الألوان الفاتحة - لأنها تمتص مقداراً من إشعاع الشمس أقل من الملابس الداكنة -. المواد التي "تتنفس" وتسمح للهواء بالتدفق عبر القماش تبقيك بارداً من خلال السماح للهواء بالدوران مما يسمح له بالتدفق عبر جلدك وحمل الحرارة بعيداً عن جسمك بينما يتدفق الهواء البارد خلفه. تعتبر الأقمشة مثل القطن والكتان من بين الملابس الرياضية الأكثر قدرة على التهوية وذات التقنية العالية المصنوعة من أقمشة "ماصة للرطوبة" ستنقل العرق بعيداً عن بشرتك إلى الطبقات الخارجية للملابس، حيث يمكن أن تتبخر.

ضع الكريم الواقي من الشمس

تحد حروق الشمس من قدرة الجسم على التخلص من الحرارة عن طريق الإضرار بدورة الجلد والتعرق. يمكن للأشعة فوق البنفسجية التي يمتصها الجلد أن تلحق الضرر أيضاً بالمواد الوراثية وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان. يوصي الخبراء باستخدام مستحضر واقٍ من الشمس واسع الطيف يحتوي على عامل حماية من الشمس. يجب وضعه لمدة 20 دقيقة تقريباً قبل الخروج في الشمس. وذلك لأن واقيات الشمس عادة ما تكون تركيبات مستحلب تحتاج إلى التجفيف والالتصاق الجسدي بالجلد لتشكيل فيلم.

وفقاً لمراجعة عام 2012، يعتبر الواقي من الشمس مهماً بشكل خاص بين الساعة 10 صباحاً و 2 ظهراً. ومع ذلك، إذا استطعت، فمن الأفضل تجنب الخروج عندما تكون الشمس في أقوى حالاتها، عادةً ما بين الساعة 10 صباحاً و 4 مساءً. في نصف الكرة الشمالي. عند الخروج ضع في اعتبارك ارتداء قبعة ونظارات شمسية وملابس ملائمة.

تفعيل نقاط الضغط الخاصة بك

العلاج بالضغط هو علاج طبي صيني تقليدي يتضمن تحسين تدفق الطاقة - كي أو تشي - عن طريق الضغط على النقاط الرئيسية في الجسم. إنه مثل الوخز بالإبر، إلا أنه يستخدم الضغط اليدوي - من الإبهام أو الإصبع أو المفصل - بدلاً من الإبر. يتم تطبيق الضغط برفق وثبات لمدة تصل إلى ثلاث دقائق لكل نقطة ضغط. قد تساعد نقاط الضغط الموجودة على يدك وبالقرب من مرفقك في تبريدك.

لف لسانك وتنفس

يقسم خبراء اليوغا بتقنية تسمى شيتالي براناياما، والتي من المفترض أن يكون لها تأثير تبريدي على جسمك وعقلك.

للقيام بعملية التنفس البارد (شيتالي):

-اجلس في وضع جلوس مريح. أغمض عينيك واسترخ.

-أخرج لسانك ولف الجوانب على شكل حرف U. (إذا لم تتمكن من القيام بذلك فقم بمسك شفتيك واصنع شكل "o" صغير بالفم).

-استنشق ببطء من خلال لسانك في وضع الأنبوب هذا.

-ثم أغلق فمك وازفر من خلال أنفك.

-كرر ذلك من 5 إلى 8 مرات، يجب أن تستغرق هذه العملية حوالي 5 دقائق فقط.

يجب أن تشعر بالبرودة على لسانك وسقف فمك. مع تكرار الممارسة، يجب أن تكون قادراً على زيادة مدة الاستنشاق وزيادة تأثير التبريد.

ابتعد عن ممارسة التمارين الرياضية القوية

ممارسة الرياضة في درجات الحرارة الشديدة تضع ضغطاً إضافياً على جسمك. من أجل تبريد نفسه، يرسل جسمك المزيد من الدم إلى السطح للدوران عبر بشرتك. يؤدي ذلك إلى انخفاض كمية الدم في عضلاتك، مما يؤدي بدوره إلى زيادة معدل ضربات القلب. تؤدي الرطوبة المرتفعة إلى تفاقم الوضع من خلال عدم السماح للعرق بالتبخر بسهولة مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم. هذا يمكن أن يسبب تقلصات، أو إغماء، أو في أسوأ الحالات، إنهاك حراري ثم ضربة شمس. من الأفضل أن تمنح نفسك إجازة فقط.

ابحث عن المساحات الخضراء

تمتص الأشجار والنباتات الماء من خلال جذورها وتخرجه من أوراقها. هذا يجعل محيطها المباشر أكثر برودة، حيث يتم استخدام الحرارة من الهواء المحيط للمساعدة في تبخر الماء. توفر الأشجار أيضاً ظلاً بارداً. خلال فصل الصيف، لا يصل سوى 10 إلى 30% من طاقة الشمس إلى الأرض تحت الشجرة. أما الباقي فيتم امتصاصه واستخدامه في عملية التمثيل الضوئي بواسطة الأوراق الموجودة في المظلة الشجرية، أو ينعكس مرة أخرى في الغلاف الجوي. وجد البحث أن مناطق الضواحي ذات الأشجار الناضجة يمكن أن تكون أكثر برودة من الضواحي الخالية من الأشجار بــ 2 إلى 3 درجات مئوية.

----

ترجمة عن موقع: Sci Tech Daily