الشوكيات البرية هي مجموعة من النباتات البرية القادرة على النمو بشكل طبيعي في ظروف المناطق الجافة والبرية من دون تدخل بشري، حيث تعرف بقدرتها على تحمل الظروف الصعبة مثل قلة الري وتبدل درجات الحرارة المنخفضة والمرتفعة جداً. وتعتبر من النباتات المميزة ذات المظهر الغريب والتي تحتوي على العديد من الأشواك التي تعتلي سوقها وأوراقها وزهورها أيضاً.

إن أغلب هذه النباتات الشوكية البرية تنتمي إلى الفصيلة النجمية التي تحتوي على آلاف الأنواع، وتتميز بسيقان قوية وصلبة، فيما تتلون زهورها بألون متعددة منها الوردي والأصفر والأرجواني.

ولهذه النباتات أهمية اقتصادية وطبية وغذائية وتجميلية؛ حيث تؤكل ثمار بعضها، وتستخرج من أوراق بعضها الآخر ألياف متينة، وتستخرج من بعضها مواد تستخدم في صناعة المواد الطبية وأدوات التجميل، وقد تستخدم أزهارها في صناعة العطور أو الصبغات الثابتة.

نبات شوكي

وعن أهم النباتات الشوكية النافعة لصحة الإنسان، تذكر الدكتورة فاطمة عبد الرحمن، المستشارة في مركز البحوث العلمية الزراعية - دائرة الموارد الطبيعية لموقع البوابة المعرفية:

-لسان الثور: وهو من الأعشاب البرية المزهرة على شكل نجمة صغيرة اللون، بينما تبدو الأوراق مجعدة وتكتسيها الأشواك الشعرية. وتستخدم زرعة لسان الثور للأغراض الطبية في تحضير بعض الأطعمة، وتتكاثر بشكل طبيعي وتلقائي حول مناطق البحر الأبيض المتوسط.

-الكماليون: وتنمو في المناطق الجبلية في قارة أوروبا وعند البراري الجافة والمنحدرات الصخرية، وتسمى زهرة الشمس في بعض الدول، وتبدأ هذه النبتة بالازدهار في نهاية شهر أيلول وتشرين أول من كل عام. حيث تكتسب اللون الأصفر وتستدير على شكل قرص، أما الأوراق فتكون قصيرة جداً ومخملية الملمس وجافة وعليها الكثير من الأشواك. وتستخدم هذه النبتة لصناعة المواد في الطب التقليدي والشعبي، حيث تساعد على خفض الحرارة والتقليل من المشاكل الهضمية. ولها تسميات أخرى مثل أداد أو الحرباء. وتتميز بفروعها الشائكة وأزهارها الأرجوانية.

-العصفر: هو نبات شوكي له أفرع كثيرة ويحمل كل فرع زهرة صغيرة صفراء اللون ومستديرة الشكل، ويزرع منذ القدم وذلك للحصول على الصبغة الصفراء المستخرجة من زهوره والتي تستخدم في وصفات الطهي والدباغة، كما يستخرج من بذور نبات العصفر زيت يستخدم في الطب التقليدي، ويصل طول نبتة العصفر إلى مترين تقريباً، كما يتواجد هذا النبات بشكل طبيعي في المناطق الدافئة المدارية.

-السلم: نبتة تنتشر في دول أفريقيا وفي إيران ومحيط الجزيرة العربية، وهي نباتات معمرة قد يصل طولها إلى خمسة أمتار، وتحمل أغصانها أزهاراً صفراء بشكل كروي عليها رؤوس مدببة ومتفرعة في زوايا الزهرة. ويستخرج منها بعض المواد الكيميائية مثل الصمغ والقطران.

-الخرشوف: تعتبر دول تشيلي والإكوادور والولايات المتحدة الأمريكية موطناً طبيعياً لنبات الخرشوف، ويمكن إدخال الخرشوف إلى الوصفات الغذائية بحيث يؤكل كخضار بعد نزع المحيط الصلب والأشواك قبل بدء الطهي وذلك بتعريضه للبخار، ثم يتم استخدام الثمرة الداخلية للطبخ وأغراض الزينة، وذلك لتميز أزهاره الملونة باللون الأزرق والأرجواني، وهو لايحتاج إلى الرعاية والري بشكل دائم.

وهناك نوع آخر للخرشوف يتميز بلونه الأخضر والذي تنبت منه بعض الأزهار الملونة في بعض الأحيان. يتميز بمذاقه الجميل ويتناوله البعض بشكله المعتاد كنوع من أنواع الخضار بجانب الطعام حيث يفيد في تحسين عملية الهضم ومعالجة أمراض الكبد وإدرار البول.

-العكوب: وهو نبات بري شوكي أسطواني الشكل رفيع ذو أوراق خضراء لامعة يظهر عليها الوبر. وهذا النبات يظهر في نهاية فصل الشتاء عند زيادة سقوط الأمطار ومع بدايات فصل الربيع، ويعرف العكوب بعدة أنواع منها الوردي والجبلي والأرجواني، ومن أهم فوائده الطبية خفض الكوليسترول وطرد السموم من الجسم وتخفيض نسبة الدهون الضارة بالجسم وتقوية الأعصاب والذاكرة وغيرها.

-اللزيق الشوكي: وهو عشب حولي مشوك كثير التفرع ويصل ارتفاعه إلى 90 سم، أوراقه ثلاثية الفصوص، وفي قاعدته أشواك ثلاثية، ولون أزهاره صفراء، وثمرته صغيرة ومشوكة ويزهر في شهر تموز إلى أيلول وينتشر في الأماكن المهملة والحقول والطرقات. ويعد نباتاً عالي السمية. ويجب الحذر من تناوله او حتى تذوقه لخطورته على صحة الإنسان.

-القنطريون: موطنه الأصلي في تركيا وإيران وأفغانستان. يتميز بسيقانه القصيرة، وأوراقه الرفيعة وزهوره الملونة، وهو من النباتات الشائكة والتي لها فوائد صحية عديدة كفتح للشهية وعلاج مشاكل الهضم.

-شوك الجمل: يسمى عشبة الكبد لفوائده الصحية لكبد الإنسان. وهو من النباتات الشوكية التي تنتمي إلى سلالة القنفذية. ينمو في بلاد الشرق الأوسط وتركيا وبعض بلدان البحر الأبيض المتوسط، يتميز بخصائصه المفيدة للكلى والكبد والجهاز الهضمي للوقاية من أمراض السرطان.

-قصوان: يطلق عليه الشوكة المباركة، ولسان الكلب، وشوك الرمح. يعيش في بلاد المغرب العربي، وبعض بلدان أوروبا وآسيا. يتكون من فروع منتصبة وأوراقه شوكية، وينتهي بزهور ملونة بنفسجية وصفراء. ومن خصائصه وفوائده أستخدامه في مقاومة الميكروبات وطرد السموم والبلغم وحل مشاكل الهضم ومقاومة الالتهابات.

وتلخص الدكتورة الباحثة فاطمة عبد الرحمن حديثها للبوابة المعرفية عن بعض النماذج التي تحدثت عنها، بالقول بأن تلك الشوكيات البرية التي تنمو في منطقتنا العربية والبلاد المحيطة بشكل طبيعي وتلقائي وفوضوي لا تحتاج إلى الرعاية أو التهوية، ومن أهم مزاياها أنها تتحمل العطش والحرارة والبرودة بشكل شديد، من دون أن تذبل أو تموت وتتكاثر وتنمو بعوامل الريح. وعلينا التعامل معها بلطف وحمايتها وعدم اقتلاعها أو تقطيعها؛ حيث إننا إذا عرفنا كيف نتعامل معها يمكن أن تحقق لنا الكثير من الفوائد سواء في الطعام أو المعالجات الطبية المجانية وخاصة لصحة الإنسان وكبده وذلك بعد اتباع الطرق والقواعد الإرشادية الصحيحة، وفي المقابل تنصح الدكتورة بضرورة معرفة الشوكيات الضارة والسامة والابتعاد عنها لما لها من خطورة على صحة الإنسان.

الدكتورة فاطمة مصطفى عبد الرحمن: مواليد عام 1986 في عرطوز بريف دمشق. تعمل حالياً في مركز البحوث الزراعية العلمية بحلب. دكتوراه في العلوم التطبيقية لتحسين النباتات التزينية من معهد التراث العلمي بجامعة حلب عام 2019. نشرت الكثير من الأبحاث الزراعية في عديد من الصحف والمواقع المحلية. لديها أكثر من 20 بحثاً منشوراً عن التسميد العضوي والتحسين النباتي في النباتات التزينية وإكثار النباتات البصلية.