كشفت دراسة جديدة أن المرأة تتمتع بطلاقة لفظية وذاكرة أفضل مقارنة بالرجال، ووجد الباحثون أن النساء أفضل من الرجال في إيجاد الكلمات وتذكرها. اكتشف الباحثون أيضاً أن جنس العلماء البارزين يحدد ميزة أنثوية غالبة. حيث أفاد العلماء من الإناث بميزة جنسانية أكبر، في حين أن العلماء من الذكور أفادوا بميزة جنسانية أقل.

لنتعرف أولاً قبل المضي قدماً بالبحث على الجنسانية البشرية: إنها الطريقة التي يختبر بها الناس ويعبرون عن أنفسهم. يشمل ذلك المشاعر والسلوكيات البيولوجية، أو الجسدية، أو العاطفية، أو الاجتماعية، أو الروحانية. لا يوجد تعريف محدد لهذا المصطلح، نظراً لكونه عاماً، ويتباين مع السياقات التاريخية عبر الزمن. حيث تتعلق الجوانب البيولوجية والجسدية للنشاط الجنساني إلى حد كبير بوظائف تكاثر الإنسان، بما في ذلك دورة الاستجابة الجنسية البشرية.

تزعم الكتب المدرسية والكتب العلمية الشعبية أن النساء متفوقات في العثور على الكلمات وتذكرها، لكن هل هذا صحيح؟

قام الباحثون من جامعة بيرغن في النرويج بتحليل نتائج 168 دراسة حول الفروق بين الجنسين في "الطلاقة اللفظية" و"الذاكرة اللفظية العرضية".

الطلاقة اللفظية هي مقياس لمفردات الفرد، في حين أن الذاكرة اللفظية العرضية هي القدرة على تذكر الكلمات التي صادفها الشخص في الماضي.

"المرأة أفضل". يقول ماركو هيرنشتاين، الأستاذ في جامعة بيرغن بالنرويج ويضيف: إن الميزة الأنثوية متسقة عبر الزمن وخلال فترة الحياة، لكنها أيضاً صغيرة نسبياً.

يشعر هيرنشتاين بالفضول حول كيفية تأثير المتغيرات البيولوجية والنفسية والاجتماعية على التباينات بين الجنسين في المهارات المعرفية، فضلاً عن آليات الدماغ الأساسية. هل ستضع النتائج أخيراً حداً للجدل حول من هو الأفضل؟

"حتى الآن، كان التركيز في الغالب على القدرات، التي يتفوق فيها الرجال. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، تحول التركيز أكثر نحو النساء" كما يقول هيرنشتاين. ويضيف: كنا نظن أن النساء أفضل - إنهن كذلك بالفعل!

تعود أصول هذه الاختلافات بين الجنسين إلى الطبيعة مقابل التنشئة - وكانت العواقب المحتملة لهذه الاختلافات موضوعات نوقشت بشدة في المجتمع. هل يمتلك الرجال والنساء مواهب مختلفة لمهن مختلفة؟

تشير الكتب المدرسية والكتب العلمية الشائعة إلى أن النساء أفضل في البحث عن الكلمات من الرجال. على سبيل المثال، عند تحديد الأسماء التي تبدأ بالحرف "F" أو الكلمات التي تقع ضمن فئة معينة، مثل الفاكهة أو الحيوانات فسوف تدهشك قدرة النساء على التذكر وسيل الكلمات التي ستنهمر بها النساء. بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أن المرأة أفضل في تذكر الكلمات بشكل قاطع ولا يقبل الشك ويتم التعامل مع هذا الأمر على أنه "حقيقة".

ومع ذلك، فإن النتائج الحقيقية غير متسقة أكثر بكثير مما توحي به الكتب المدرسية: فقد وجدت دراسات أخرى تفوقاً للإناث، وأفاد البعض عن تفوق الذكور، والبعض الآخر لا يجد أي اختلاف على الإطلاق.

"معظم المهارات الفكرية لا تظهر أي اختلافات أو اختلافات طفيفة في متوسط الأداء بين الرجال والنساء. ومع ذلك، تتفوق النساء في بعض المهام، بينما يتفوق الرجال في مهام أخرى في المتوسط".

قد تبدو هذه النتائج وكأنها توضح ما هو واضح، لكن هورنشتاين وزملاءه أوضحوا كيف يمكن أن تكون النتائج التي توصلوا إليها مفيدة في التشخيص والرعاية الصحية.

أهمية حاسمة لتشخيص الخرف

النتائج ذات صلة بطريقتين على الأقل. أولاً، تساعد في توضيح ما إذا كانت الميزة الأنثوية حقيقية. ثانياً، تعد معرفة هذا الاختلاف بين الجنسين أمراً مهماً لتفسير نتائج التقييمات التشخيصية، والتي يتم فيها اختبار هذه القدرات بشكل متكرر.

على سبيل المثال، لتحديد ما إذا كان شخص ما مصاباً بالخرف. إن معرفة أن النساء بشكل عام أفضل في هذه المهام أمر بالغ الأهمية لمنع تعرض النساء للتشخيص الخاطئ، نظراً لأدائهن الأساسي المتوسط الأفضل. وبالنسبة إلى الرجال: كان يتم تشخيصهم في السابق بشكل مفرط بسبب عدم الانتباه لانخفاض متوسط الأداء الأساسي لديهم.

في الوقت الحالي، تأخذ العديد من التقييمات وليس جميعها الجنس في عين الاعتبار.

طريقة ميتا في التحليل التلوي

أجرى هيرنشتاين وزملاؤه ما يسمى "التحليل التلوي"، حيث قاموا بتحليل البيانات المجمعة لجميع رسائل الدكتوراه. يمكنهم العثور على الرسائل الجامعية وأطروحات الماجستير والدراسات المنشورة في المجلات العلمية. شمل هذا التحليل التلوي أكثر من 500 مقياس من أكثر من 350.000 مشارك.

وجد الباحثون أن النساء أفضل بالفعل. الميزة صغيرة ولكنها متسقة على مدار الخمسين عاماً الماضية وعبر عمر الفرد.

علاوة على ذلك، وجدوا أن الميزة الأنثوية تعتمد على جنس العالم الرائد: أبلغت العالمات عن ميزة أكبر للإناث، وأفاد العلماء الذكور بميزة أنثوية أصغر.

----

ترجمة عن موقع: Sci Tech Daily