أصبحت تاميكو رمزاً للثقة الدوائية وفقاً لتاريخها الطويل الذي بدأ منذ عام 1956 وهو العام الذي تأسست فيه هذه الشركة الطبية العربية، والتي تم تأميمها في العام 1970، واستمرت في التطور بطريقة تواترية، حتى حصلت الشركة على شهادة الآيزو لجميع فروعها في العام 2003.

كانت شركة تاميكو تنتج الأودية حتى العام 2013، وذلك من خلال فروعها الثلاثة التي تضم 12 قسماً، حيث ينتج المعمل الأول الأدوية البشرية مثل السيتامول وأدوية معالجة السكري والضغط إضافة إلى المضادات الحيوية بكل أصنافها، والمعمل الثاني مختص بأغذية الأطفال، أما المعمل الثالث وهو في حلب وكان ينتج السيرومات.

ورغم الارتفاع الكبير في عدد شركات الصناعات الدوائية في السوق السورية، والذي وصل حتى نهاية عام 2010 إلى 72 شركة، كانت تاميكو تحتل المركز الأول وهي الحكومية الوحيدة بفرعيها في القطاع العام. وقد بلغت أرباحها السنوية بين 350 و400 مليون ليرة سورية. بما يعادل (900 ألف دولار)، حتى نهاية العام 2011.

الكيميايئي عزام قباقيبي

يشير مدير الشركة الطبية العربية "تاميكو" الدكتور فداء العلي إلى الخسائر الكبيرة للشركة بسبب الإرهاب، وخاصة خسارة المكان والمقر الأساسي لها وخسارة جميع خطوط الإنتاج، وكذلك خسارة معمل السيرومات في حلب. وقد قدرت الخسائر في عام 2015، نحو 2.4 مليار ليرة سورية، نتيجة الحرب الإرهابية على سورية. ولفت إلى أن الشركة كانت تنتج 8000 صنف دوائي، وكان آخرها الأنسولين، وكانت حتى عام 2011 تنتج قرابة 93% من احتياج السوق المحلية السورية، عدا الكميات التي تصدر لنحو 60 دولة. وهو ما شكل اكتفاء ذاتياً إلى حد كبير، قبل الأحداث.

أصناف جديدة

أعلنت شركة "تاميكو" الدوائية في سورية ارتفاع مبيعاتها، خلال العام 2021، بنسبة 200 في المئة مقارنةً بالعام 2020، مشيرةً إلى أنها في طريقها إلى إعادة تأهيل أقسام أخرى لتضيف أصنافاً جديدة إلى إنتاجها.

تاميكو

وقال مدير الشركة الدكتور فداء إن قرار رفع أسعار الزمر الدوائية الصادر مؤخراً عن مديرية الشؤون الصيدلانية في وزارة الصحة لا يشمل الأصناف الدوائية التي تنتجها الشركة، مؤكداً أن 90 بالمائة من منتجات "تاميكو" لم يتم تعديل أسعارها.

وأوضح أن الشركة استطاعت الحفاظ على أسعار منتجاتها من خلال سياستها المتمثلة بتأمين كميات وافرة من المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج؛ حيث قامت منذ بداية العام الماضي، وبناء على توجيهات وزارة الصناعة، بإصدار كافة الإعلانات الخاصة بالمواد الأولية وتثبيت أسعارها وتوريد كميات وافرة منها تكفي لإنتاج مستحضرات دوائية تغطي كامل العام الحالي؛ حيث إن تعديل الأسعار مبني على خطط تسويقية تقوم على خطط تأمين المواد الأولية المستورد أغلبها. وبسبب الحرب الكونية المفروضة على سورية والحصار الاقتصادي الجائر، كانت هناك تقلبات بسعر الصرف وأجور الشحن وزيادة للأسعار بشكل تراكمي وسريع، مع امتناع الكثير من الشركات العالمية عن توريد المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج وقطع الغيار وغيرها لكافة الصناعات المحلية، ما يجبر الشركة على تأمين احتياجاتها بالليرة السورية عن طريق عدة أطراف وموردين محليين من خلال أنظمة الشراء في القطاع العام التي تحتاج إلى إجراءات طويلة، وهذا كله يزيد من الأعباء المادية على الشركة وتحميلها أعباء إضافية ما يلزمها بتعديل وزيادة أسعار منتجاتها.

وبيّن الدكتور فداء أن الشركة تمكنت خلال العام الماضي من أن تنتج بقيمة تجاوزت الـ 32 ملياراً و264 مليون ليرة محققة نسبة تنفيذ بلغت 161 % وقيمة زيادة تجاوزت الـ 9 مليارات و367 مليون ليرة عن الفترة المماثلة من العام 2021، كما تجاوزت قيمة مبيعاتها الفعلية من كافة الأصناف الدوائية التي تنتجها 25 ملياراً و564 مليون ليرة بنسبة تنفيذ 128% وقيمة زيادة تجاوزت الـ 4 مليارات و965 مليون ليرة عن الفترة المماثلة من العام الذي قبله. كما عملت الشركة، على إنتاج أصناف دوائية جديدة وطرحها في الأسواق المحلية، وهي خافض ضغط الدم (فالسارتان عيار 80 و160 ملغ)، مضاد احتقان للأطفال (ديكوستامين فلو شراب)، مضاد سعال (ريمو كود شراب)، منظم لضربات القلب (أميو دارون أقراص)، معوض شوارد في حالات الإسهال (أوزمو أملاح)، مرخي عضلي (تامي جيزيك أقراص)، مضاد حموضة (رينا سيد أقراص)، مسكن آلام (سيتامول إكسترا أقراص).

مراقبة دقيقة

بيّن مدير الإنتاج بالشركة، الكيميائي عزام قباقيبي: أن جميع المواد بالشركة تحت المراقبة الدائمة بشكل كامل من خلال المخابر والمواد التي تدخل المستودع، والتي تتم مراقبتها فنياً وطبياً من قبل مخابر الشركة ليتم إدخالها إلى خطوط الإنتاج، وتصنيع المستحضر، والذي يخضع بدوره إلى المراقبة قبل البدء بالتعبئة وأثنائها، ليأتي دور التغليف ويصبح هناك سماح لدخولها المستودعات الجاهزة وتصبح صالحة للبيع. وأشار إلى وجود أربع أصناف من المنتجات حالياً، مع وجود فكرة لافتتاح قسم التحاميل وقسم المراهم، وهما قيد العمل.

ثقة كبيرة

لم تكن تاميكو الوحيدة من حيث أنها حكومية فقط، بل كانت من حيث الثقة والإنتاج، ولهذا فإن ما تعرضت له من تخريب كان كبيراً جداً. وبالمقارنة عما كانت تنتجه هذه الشركة قبل الإرهاب وفي الوقت الحالي، يبين الكيميائي قباقيبي أن إنتاجها الحالي يعادل 20% من إنتاجها القديم من حيث الكميات والأصناف. وأشار إلى المعوقات الكبيرة المتعلقة بضيق المكان. فالمكان القديم الذي كانت موجودة فيه الشركة قبل استهدافها، كان يتسع لكامل خطوط الإنتاج، في حين البناء الحالي يعتبر صغيراً ولا يتناسب مع التوسع المنشود. وهناك معوقات بالكوادر، فالغالبية العظمى للعاملين في الشركة، أعمارهم فوق الخمسين عاماً، ولا يوجد تعويض بالكوادر.

حول ثقة الناس بتاميكو بيّن قباقيبي: أن ذلك نتيجة التاريخ الطويل من الاهتمام بجودة المنتج والالتزام بالمعايير المطلوبة لكل مادة دوائية. ولعل المواطن، ومن خلال تجربته، قد لا يجد ذلك لدى القطاع الخاص والشركات الخاصة التي تأخذ حيزاً من الحرية فتخفف من المادة الفعالة بهدف التوفير، ما يسبب تفاوتاً بالفعاليات. في حين تهتم الشركة بدقة المعايير وتضعها وفقاً للمطلوب. فإذا كتب على علبة الدواء 500 ملغ وكما هو مدون على العلبة، فإن هذه الكمية موجودة فعلياً في الدواء، فلا يمكن تخفيض المعيار أبداً عما هو مطلوب.