تأتي أهمية المحتوى الرقمي في بناء مجتمع المعلومات والمعرفة من خلال المشاركة في بناء استراتيجية وطنية لصناعة المحتوى الرقمي وتطبيقاته المساعدة في توفير بيئة مناسبة للانتقال إلى الاقتصاد الرقمي المرتبط بصناعات معرفية، والاستفادة من الفرص لإتاحة صناعات جديدة قائمة على الإبداع والابتكار. وعليه يأتي التطبيق الجديد الذي يحمل عنوان (سرتفيكا التعليمي) من أهم التطبيقات الفائزة بمسابقة المحتوى الرقمي العربي التي نظمتها الجامعة الافتراضية في دمشق والاتحاد الوطني لطلبة سورية مع جمعية رواد الأعمال الشباب.

يبين كل من الباحثين أحمد رمضان خريجي هندسة معلوماتية وماجستير في إدارة الأعمال، وبشار سعد الدين جباوي اختصاص هندسة معلوماتية من جامعة دمشق مدير تطوير الأعمال في تطبيق سرتفيكا التعليمي، أن فكرة التطبيق انطلقت من النتائج التي تصدرها وزارة التربية خلال السنوات الثلاث الأخيرة للناجحين في الشهادة الإعدادية؛ حيث متوسط الراسبين في هذه المرحلة يصل إلى 70 ألف طالب في كل عام، بمعنى هناك ثلاثة طلاب راسبين من بين أربعة طلاب وواحد فقط ناجح. وهي مؤشرات خطيرة على المستوى التعليمي في سورية. فكان دورهم من خلال هذا التطبيق (سرتفيكا التعليمي) إيجاد حل لمشكلة تؤثر على شريحة واسعة من طلاب الصف التاسع الإعدادي. وهي محاولة لسد ثغرات الضعف لديهم وتعزيز العملية التعليمية.

تقوم فكرة التطبيق وفقاً للباحث بشار الجباوي من خلال الوقوف على المشاكل التي يتعرض لها الطالب وفي مقدمتها النسيان وصعوبة حفظ المعلومات، والمشكلات المتعلقة بنفاط الضعف، حيث يحفظ الطالب ولكنه في الامتحان يفاجأ بأن السؤال جاء بصيغة ثانية تجعله لا يعرف الإجابة الصحيحة. وهناك مشكلة رهاب الامتحان، ومشكلات تتعلق بصعوبة متابعة الأهل للطالب. وكلها مشكلات تؤثر على مستوى التحصيل العلمي. فكان وضع هذا التطبيق حلاً ذكياً لجميع ما تقدم، وفكرة رائدة في مجال دمج التكنولوجيا مع التعليم، بما يعزز العملية التعليمية للطلاب من خلال تجربة سلسلة وممتعة، تقدم من خلالها المواد التعليمية عن طريق أسئلة واختبارات وتحديات ومسابقات، ما يعزز روح التنافس بين الطلبة وأقرانهم، ويعزز الثقة بالنفس.

ميزات التطبيق

يشير الباحثان إلى أن الهدف من التطبيق مساعدة الطالب على استساغة المنهاج الدراسي، والحصول على أكبر قدر من المعلومات التي تدعم تحصيله الدراسي، للوصول في النهاية إلى تخفيف أعداد الطلاب الراسبين في شهادة الدراسة الإعدادية.

يوضح الدكتور الجباوي أهم ميزات التطبيق انطلاقاً من الأسئلة المؤتمتة التي يتم تحديثها بشكل دوري طوال العام، ويتم وضعها من قبل كادر من المختصين الاحترافيين الذين لديهم خبرة طويلة بالتدريس في المدارس السورية. وهناك نشر لنماذج امتحانيه وأوراق عمل، يتم نشرها قبل الامتحانات بفترة قصيرة بحيث يستطيع الطالب مراجعتها. إضافة إلى دعم التطبيق بالصور التوضيحية التي تعزز وصول المعلومات للطلاب. وبيّن الباحثان أنهم حرصوا من خلال هذا التطبيق على تقديم مؤشرات توضح مدى تقدم الطالب بالعملية التعليمية الخاص به، ومؤشرات للطالب والأهل لمعرفة ترتيبه المعرفي. كما يعطي التطبيق نظام النقاط، وهو عامل تحفيزي بين الطلاب سواء ضمن المدرسة أو ضمن المنطقة التي يقطن بها. وهناك خدمة الإشعارات، التي تقوم على وضع رسائل وإشعارات تحفيزية للطلاب على مدى العام الدراسي كله.

يأتي ذلك ضمن واجهات تم تطويرها بحيث تعطي جاذبية وسهولة للاستخدام. إذ إن التطبيق مشغول من قبل فريق برمجة لديه خبرة طويلة بالتطوير والبرمجة في تطبيقات الهواتف الذكية لتقديم قيمة إضافية بالجوانب التعليمية للطلبة والأهالي والمدرسين. وهو محاولة لتعزيز التعليم بالتكنولوجيا وصرف الطلاب عن استخدام التكنولوجيا فقط للأمور الترفيهية والتسلية، من خلال تحويلها إلى وسيلة تعليمية وخاصة في الوقت الحالي التي وصلت فيه وسائل التواصل الاجتماعي إلى حد السيطرة على عقول الشباب في مثل هذا العمر وتشتيتهم وأخذ الكثير من وقتهم في أمور بعيدة عن العلم والمعرفة. وعليه كانت التطبيقات العلمية والمعرفية الجاذبة جزءاً من الحل في إعادة التوازن المعرفي؛ بحيث يشعر الشباب واليافعين بالفائدة عند استخدام الهواتف الذكية في مجالات المعرفة.

عشرة ألاف مستخدم

يحاول القائمون على هذا التطبيق تحفيز المنافسة بين الطلاب من خلال نظام النقاط. كما أنهم يسعون إلى تعزيز دور أولياء الأمور وإشراكهم في العملية التعليمية التي تخص أبناءهم، بما يساهم في ردم الفجوة بين الطالب والأهل والمنهاج الدراسي، بالإضافة إلى دعم المدرسين من خلال خلق وسيلة مبتكرة لإيصال أفكار المناهج بعيداً عن الطرق التقليدية.

ولفت بشار جباوي إلى أن عدد مستخدمي هذا التطبيق رغم حداثته وصل إلى عشرة آلاف مستخدم على مختلف الجغرافيا السورية. وهناك طموح كبير في زيادة هذا العدد مستقبلاً، وإضافة ميزات جديدة وتقنيات جديدة بخصوص الذكاء الصنعي والواقع الافتراضي بما يخدم المسيرة العملية التعليمية. وهناك مرحلة جديدة يعملون عليها كفريق بحثي تكنولوجي في خطوات تطويرية لمسارات التعليم إن كان على المستوى العلمي أو التسويقي أو التقني. وأن تجربتهم خلال المستوى التدريب للمسابقة قدمت لهم الكثير من الفائدة والخبرة العملية التي حصلوا عليها من قبل الأساتذة المدربين، ما ساهم في رفع مستوى عمل المجموعة وتطوير التطبيق من خلال المعلومات التي حصدوها والملاحظات التي قدمت لهم، وسيكون لذلك دور لتفادي الأخطاء في المستقبل.