يشكل التصوير الطبقي المحوري صورة ثلاثية الأبعاد لأعضاء الجسم الداخلية وتتكون عن طريق عدة صور ثنائية الأبعاد تلتقط حول محور ثابت للدوران. هذه الأشعة المقطعية لم تبقَ على حالها فقد أدخل إليها تطوير جديد. فما هو الطبقي المحوري المحوسب؟ وماذا قال الدكتور نقولا أبو عيسى أستاذ في قسم الهندسة الطبية بكلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية بجامعة دمشق عن فكرة البحث؟

من المعروف بأن الطبقي المحوري في كثير من النواحي يشبه إجراء الصورة البسيطة التقليدية، وأثناء التصوير يتم تقدير الأشعة التي تدخل الجسم وتقدير الامتصاص بواسطة الحساسات الإشعاعية التي تدور حول الجسم ويتم تجميع المقاطع المصورة ومعالجتها بواسطة الحاسوب، ما يعطي صوراً مفصلة للأعضاء الداخلية في الجسم بفضل تكنولوجيا الحساسات. إلا أن البحث الذي تناوله الدكتور نقولا أبو عيسى انطلقت فكرته من خلال برنامج أمريكي يدعى mcd ظهرت من خلال بعض الأخطاء والشذوذ في جرعة الأشعة وعليه قام مع فريقه بعملية تجريبية بعد أن حصلوا على حساسات خاصة للقياس ووضعوها على أجسام أربعة أشخاص متوفين حديثاً، بحيث تم تطبيق هذه الحساسات على طبقة الجلد الخارجية، وبنفس الوقت تم زرع قسم منها ووضعها على الأعضاء الداخلية مثل القلب أو الكبد أو العين لقياس الجرعة داخل العضو وخارجه.

يقول الدكتور أبو عيسى: قمنا بالتجربة بعد تكرارها على الأشخاص الأربعة، وفي كل تجربة كنا نرفع الحساسات بعد عشر دقائق ومن ثم نحسب الجرعة الخارجية، وبنفس الوقت نحسب الجرعة داخل العضو، ثم أوجدنا عامل ضرب دقيق تبين من خلاله أن الجرعة الخارجية أقل تأثيراً من جرعة الأشعة الداخلية للعضو، ومن خلال عامل الضرب المتطور ظهرت الكمية الدقيقة للجرعة داخل العضو من خلال حسابها من على السطح الخارجي له.

طبقي محوري

الفعالية المطلوبة

لعل الفائدة الاكثر اهمية من هذه العملية الحسابية أنه لم يعد هناك حاجة لتطبيق الفعالية على إنسان حي. خاصة وأن هناك صعوبة كبيرة في تطبيق جهاز حساب كمية الأشعة على أعضاء حية، كما أن هناك صعوبة في غرز الحساسات في العظم أو في العين وغيرها من مناطق الجسم أو حساس بالقلب، وبالتالي أصبح القياس من الخارج باستخدام عامل الضرب لحساب النتائج والتأثيرات. كما طبقت التجربة على برنامج لرسالة ماجستير، وتم قياس هذا البرنامج لجرعات للأعضاء واستخدام المعامل الحسابي بين العمليات التجريبية. وعليه لم يعد هناك حاجة لإعادة التجارب بل يكفي القيام بأنموذج للإنسان وحساب الجرعة الإشعاعية داخل العضو ثم ضربها بمعامل جديد. وتحسب الجرعة وتظهر كأنها تجريبية. وبهذا يمكن حساب الجرعة لإنسان حي داخل القلب أو الكلية أو الرئة، ولا داعي لزرع الحساس بل أضعه من الخارج وأضرب النتيجة مع المعامل الحسابي.

ولفت أبو عيسى إلى إمكانية تطبيق هذه النتائج بتصليحات على البرنامج الأمريكي أو تعديل الأخطاء واستعمال معامل الضرب الذي تم إيجاده.

وأشار اادكتور نقولا أبو عيسى الى عنوان بحثه الذي هو حساب وقياس جراعات داخل الأعضاء الهامة في جسم الإنسان البالغ عند تصوير الطبقي المحور المحوسب. أما الجرعة فهي قيمة الطاقة التي يمتصها العضو أثناء التصوير. وبالتلي فإن التجربة البحثية تفيد في تقديم الجرعة المناسبة لكل حالة من حالات التصوير الشعاعي، خاصة وأن الجرعة تكرارية ولا يصح أن يأخذ الإنسان جراعات متتالية خلال فترات قصيرة. وتابع: التجارب طبقت على جهاز الطبقي محوري، ولكن يمكن استمرار التجارب على أنواع أخرى من جرعات الأشعة. كما يمكن اجراء تعديلات كثيرة لتطوير هذه الأبحاث والاستفادة منها لخدمة الكشف المبكر ولعلاج المرض، إضافة إلى أن البحث قابل للنشر الخارجي.