لا تعتبر جسيمات الفضة النانوية اختراعاً جديداً، ففي عقود ماضية وجدت جسيمات الفضة النانوية تطبيقاتها في مجالات مختلفة في البصريات والإلكترونيات، وفي غيرها من المجالات نظراً لحجمها الفريد وخواصها الكهربائية والمغناطيسية.

إنها جسيمات متناهية الصغر يتراوح حجمها ما بين (1نانومتر و100 نانومتر) وبعضها يتكون من نسبة مئوية كبيرة من أكسيد الفضة نظراً للنسبة السطحية الكبيرة التي يمتلكها مقارنة مع ذرات الفضة السائبة.

منتج وطني

وعليه نجد غالبية الأبحاث المتعلقة بجسيمات الفضة النانوية في السنوات الأخيرة تتمركز تطبيقاتها حول العوامل المضادة للبكتريا والمضادة للفطريات وفي مجال التكنولوجيا الحيوية والهندسة البيولوجية، وهندسة النسيج، ومعالجة المياه، والمنتجات الاستهلاكية القائمة على الفضة. أما الجديد الذي يحمله اختراع طالبة الدكتوراه رغد نسيم زين من جامعة دمشق، فهو الوصول إلى منتج وطني من جسيمات الفضة النانوية الميزة الخاصة بها. حيث استطاعت الحصول على حجم وأبعاد خاصة صغيرة جداً بمعدل عشرة نانو متر من جسيمات الفضة الصديقة للبيئة والتي تعتبر نسبة مثالية تضاهي المنتجات العالمية التي يتم استيرادها بأسعار مرتفع جداً.

وحول اختراعها الذي حمل عنوان (الاصطناع الحيوي الأخضر لحبيبات الفضة النانوية وتقييم فعاليتها كمضاد حيوي) بينت نسيم الزين أنه يمكن الحصول على هذا المنتج بمبالغ زهيدة واستخدامه بطريقة حيوية، إذ يمكن إدخاله بتطبيقات طبية وصيدلانية وله فعالية كبيرة في تحقيق نسب مرتفعة في العلاج، وخاصة بعد أن تمت تجربته وتطبيقه على طفيليات اللاشمانيا وكان له تأثير فعال بتراكيب قليلة جداً. وأشارت إلى الدور الفعال لجسيمات الفضة النانوية في مكافحة الجراثيم. ولهذا نجد الحرص على إدخالها في المعقمات وصناعة الصابون وعلاج الجروح وفي صناعة بعض المراهم الطبية والأجهزة الطبية والصمامات المعرضة بشكل كبير لنمو البكتيريا.

استخدام وتواجد

وجد بعض العلماء رابطاً هاماً بين التعرض للفضة وعواقب الالتهابات والأكسدة وسمّية الجينات وسمّية الخلايا؛ وبينوا بأن جسيمات الفضة تتراكم في المقام الأول في الكبد. ويمكن أن تظهر سميتها أيضاً في الأجهزة الأخرى بما في ذلك الدماغ، في إشارة إلى أن الفضة الأيونية لديها تاريخ طويل من الاستخدام في التطبيقات الطبية الموضعية حيث ثبت أن هذه الفضة إذا تواجدت بكميات دقيقة وصحيحة تعتبر مناسبة في علاج الجروح. وقد وافقت منظمة الغذاء والأدوية الأمريكية على استخدام مجموعه واسعة من مختلف ضمادات الجروح المشبعه بالفضة. وأصبحت جسيمات الفضة النانوية الآن تحل محل سلفاديازين الفضة كعامل فّعال في علاج الجروح.

وهذا ما بينته أيضاً الباحثة رغد نسيم زين مشيرة إلى دمج جسيمات الفضة النانوية في مجموعة واسعة من الأجهزة الطبية وفي أدوات الجراحة وضمادات الجروح والأقنعة الواقية. مشيرة إلى أنه تم تطبيق المنتج الذي حصلت عليه ضد الخلايا السرطانية التي تصيب الكولون وكانت له فعالية كبيرة بتركيز قليل من المركبات برتبة ppm والتي تعتبر ذات تأثير قاتل للخلايا السرطانية. أما الجهة الثانية لهذا الاختراع فهو ما يعرف عنه التصنيع الأخضر بفعاليته وتكلفته الاقتصادية المناسبة والحصول على منتج وطني يضاهي المنتجات العالمية بالجودة وبتكلفة أقل بكثير.

مضاد بكتريا

توضح الباحثة رغد زين دور الأبعاد والحجم في استخدامات الفضة النانوية وتقول إنه بحسب الأبعاد تتغير الصفات أو الخصائص لهذه الجسيمات، وبالتالي تتغير التطبيقات الخاصة بها وأهم تأثير للفضة أنها مضاد بكتيري وفطري واسع الطيف وله تأثير على الخلايا السرطانية وطفيليات اللشمانيا، حتى إن تطور استعمالات هذه الجسيمات في الدول المتقدمة وصل إلى استخدامها وبيعها في المراكز؛ حيث يتناولها الناس مثل الدواء بتراكيز قليلة. ولكن التطبيقات الأكثر استعمالاً لها هي التطبيقات المستخدمة على منتجات صناعية مثل الدهانات حيث تصبح مضادة للبكتريا وفي تصنيع البرادات والغسالات بحيث تمنع انتشار البكتريا فيها وتستخدم بمطهرات الأسطح وتعقيم الأدوات الطبية لأن نشاطها بالأساس مضاد للبكتريا والفطريات.