تُجرى عملية تطعيم العظام عندما لا يكون هناك عظم طبيعي في الفك لإجراء زراعة الأسنان، كما يتيح لك هذا الإجراء زراعة الأسنان حتى لو لم يكن لديك ما يكفي من العظام الطبيعية ويمكن إجراء الزراعة لعظام الفك على كل من الفكين العلوي والسفلي.

عندما يفقد إنسان ما أسناناً أو عظاماً فقد يكون الطعم العظمي قادرًا على تحفيز نمو العظام اللازمة لإعادة تشكيل الفك وإعداده لزراعة الأسنان؛ حيث تستخدم هذه الغرسات لتحل محل الأسنان المفقودة، وستزيد زراعه عظام الفك من ارتفاع وسمك عظم الفك، لإتاحة وضع زراعة الأسنان بنجاح. ويساعد هذا الإجراء على استعادة الأبعاد الطبيعية لخط الفك والابتسامة.

حبيبات المرجان

مع التقدم العلمي، لم يعد الأمر مرهوناً بالحصول على عظام من طعوم عظمية من الشخص نفسه أو عظام حقيقية، فيمكن استبدال ذلك بعملية تصنيع الطعوم. طالب الدكتوراه أشرف سمير مهلوبي في قسم جراحة الفم والفكين في جامعة تشرين قدم اختراعاً في سياق بحثه حول هذه المسألة بالتعاون مع مجموعة الأساتذة المشرفين على البحث، يتخلص بتحضير بدائل عظمية من المرجانيات وهو عبارة عن مرجان قاسٍ موجود بكثرة في شواطئ سورية طبعاً في فصول معينة وعلى عمق معين. وقد حصلنا على كمية مناسبة وعملنا على طحنها وخلطها مع مواد كمياوية في مخبر الوقاية والأمان في الهيئة العامة للطاقة الذرية باستخدام مطحنة آلية، وتم الحصول على حبيبات بأحجام مختلفة أقل من 1 ملم وأقل من 2 ملم. بعد ضمان الوصول إلى حبيبات الطعم قام الباحث بدراسة هذه الحبيبات بالأشعة تحت الحمراء، وعمل لها انعراج أشعة سينية كما استخدم المجهر الالكتروني الماسح للتأكد من ماهية المادة ومن ثم تعقيمها بأشعة غاما من أجل إمكانية استخدامها.

بدائل عظمية

التجربة السريرية

قام الباحث مهلوبي بدراسة سريرية لهذا المنتج على مجموعة من الأرانب للتأكد من أن هذه المادة لا تقوم برد فعل سيئ أثناء وضعها كحبيبات مادة مغروسة وأيضاً لمعرفة سرعة تشكل العظم بالمقارنة مع العيوب الفارغة؛ حيث يقوم الباحث عادة بإحداث عيب فارغ وآخر محقون بالمادة للمقارنة بينهما وأيهما أسرع في تشكل العظم. كان العيب الذي وضع فيه الطعم أسرع لتشكيل العظم بفارق زمني كبير، وتم التأكد من النتائج وهي نتائج واعدة. وبين مهلوبي أن المرحلة القادمة لهذا الاختراع هي مرحلة العمل على المرضى بشكل سريري حيث يتم استخدام الحبيبات التي تم تصنيعها من المرجان كبدائل عظمية في جراحة الوجه والفكين. إضافة إلى إمكانية تغيير حجم الحبيبات واستخدامها طعوم في أماكن أخرى من الجسم إذ يمكن الحصول على بلوك عظمي يستخدم في الجراحة العظمية.

مستقبل واعد

ما تقدم هو عبارة عن خطوة أولى للاختراع، وسيكون له مستقبل واعد. وعليه أوضح الباحث أنه يمكن الاستفادة من المنتج حالياً لمن لديه مشكلة بعظم الوجه والفم والفكين، بمعنى إذا كان الشخص لديه جذر لسن محاط بآفة أو إنتان يتم قلع هذا الجذر ويتم تجريف مكان الآفة ثم توضع الحبيبات أو الطعوم العظمية حتى لا يبقى المكان فارغاً (يسمى فضاء عظمياً) وهو لا يرمم من تلقاء نفسه، وهذا يحتاج إلى طعم عظمي، وهنا نستخدم الحبيبات ونغلق عليها بغشاء من الكولاجين الممتص الذي يعمل على حماية هذه الحبيبات من الخروج من مكانها وعدم اختلاطها بالدماء أو النسج الأخرى. وبذلك لا يحتاج الطبيب إلى فتح مكان السن مرة ثانية، ومع الزمن وبعد فترة يمكن تصوير المريض للتأكد من أن العظم تشكل.

لأول مرة

انطلقت فكرة البحث من واقع الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي يعيشها البلد، ولأن شراء غرام واحد من أي طعم عظمي مستورد سيكلف مبالغ كبيرة، وعليه فإن هذه الطريقة أثبتت جدارتها بشكل يضاهي الطعوم الأجنبية، كما أنه تم تحضير كمية كبيرة جداً وبتكلفة قليلة. وهذا ألأمر جيد وخاصة أن المرجان متوفر في السواحل السورية. أما الجديد في هذا البحث هو أنه لأول مرة يستخرج طعوم من هذا النوع من المرجانيات، وبما يشكله هذا الاختراع من استمرارية من حيث تطوير شكل الحبيبات وحجمها لاستخدامها في ترميم أنواع أخرى من العظام وحل الكثير من المشكلات المتعلقة بالعظام الطويلة. يقول الدكتور مهلوبي: بدأت بجراحة الفم والوجه والفكين لكونه اختصاصي، ولكن عندما يتم تبني الاختراع من قبل شركات الأدوية أو المصانع يمكنها أن تقوم بتحويل هذا الشكل من الطعوم إلى أشكال أخرى تخدم في أماكن أخرى، إذ يمكن تحويله إلى سائل حقن جيل على مبدأ معجون الأسنان أو يتحول إلى كتلة عظمية مثل التي يتم الاستعانة بها من الجسم كعظم الحرقفة لترميم أمكنة أخرى. وفي كل الأحول يساعد هذا الاختراع في الاستغناء عن استخدام عظام الإنسان نفسه لترميم مناطق آخرى لديه ويستبدل ذلك بالمرجان.