سواء كنت من ذوي الإعاقة أو كبار السن أو مصابي الحرب أو أي إنسان يحتاج إلى الرعاية المنزلية ويواجه صعوبة في إيجاد الأشخاص المناسبين، فلم يعد هناك مشكلة طالما الفكر الإبداعي يتعاون مع التكنولوجيا الحديثة في الوصول إلى حلول وابتكار طرق تكون صلة وصل بين هؤلاء المحتاجين للمساعدة وبين الكوادر الصحية المؤهلة والمرخصة.

رغم الإعاقة والصعاب استطاع الشاب خليل عيسى مع رفاقه من أصحاب الهمم تحقيق جزء كبير من حلمهم وربما حلم كل إنسان يعاني من الإعاقة أو عدم القدرة على تلبية احتياجاته ولديه معاناة بكل تفاصيل حياته. فبعد مرور 12 عاماً لم يخرج فيها خليل من المنزل بسبب إعاقته وبسبب شعوره الدائم أنه يتكئ على أهله في كل شيء أو حركة يتحركها، أن يصل إلى تطبيق برمجي إلكتروني يساعده في تأمين خدمة التواصل مع مقدمي الخدمة بشكل مناسب.

فكانت الفكرة الأولى، وفقاً لخليل عيسى صاحب المشروع، هو إحضار ممرض أو معالج فيزيائي يساعده على التحسن من الإعاقة ويمكنه من تقديم الخدمات المنزلية لذاته وفي الوقت نفسه يخفف من شعوره بالعبء على ذويه. وقد بحث في مواقع التواصل الاجتماعي عن الكثير من المنظمات أو الجهات التي قد تساعده في الوصول إلى معالج فيزيائي أو ممرض يتواجد في المنزل لمساعدته، ولكن تبين أن هذه الخدمة خاصة ومبعثرة ولا يوجد وجهة نظامية تمكنه من الذهاب إليها، فكانت الفكرة الإبداعية هي "تطبيق وريد" هذا الحلم الذكي لذوي الإعاقة لمن لديهم معاناة شبيهة بمعاناته؛ وهو تطبيق حصل منذ أيام على الجائزة الثانية في المسابقة الوطنية لصناع الريادة – مسابقة التطبيقات الذكية، محققاً بذلك المعنى الأساسي للريادة والتي تعني إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه الأشخاص مهم كانت الصعوبات.

ما هو وريد؟

اكتملت فكرة "وريد" من خلال التعاون بين ثلاث أشخاص هم خليل إبراهيم عيسى وسراب طعمة وسليمان طعمة، وهم من خريجي الجامعات الكليات التطبيقية الذين يتشاركون معاناة الإعاقة والشلل العضلي والحاجة إلى أشخاص مختصين لمساعدتهم. فكان الهدف هو كيفية الاستقلال عن الأهل أو المحيط وإمكانية تخفيف الأعباء عنهم، بحيث يتم تأمين ممرض أو معالج فيزيائي لتخفيف الآلام والصعوبات من خلال تطبيق ذكي مبرمج يؤمن هذه الخدمة عبر التواصل المباشر مع أصحاب المعرفة.

يقول خليل عيسى: تأخرت الفكرة بسبب عقبتين أساسيتين، الأولى هي المال إذا لم نكن نمتلك المبلغ الكافي للبدء بالمشروع، والثانية هي العقبة القانونية والتصاريح القانونية، إذ لم يكن لدينا وعي قانوني في كيفية جعل التطبيق مُصرحاً على الأرض إلى أن جاء بصيص الأمل بعد سنين من طرح الفكرة من قبل مؤسسة صناع الريادة التي وضعت إعلاناً على صفحات الفيسبوك يحمل عبارة (لكل شاب أو شابة لديكم طموح لتحقق أحلامكم ولديكم فكرة ريادية وبدكم ياها تكون جزء من الواقع وجزء من التنمية) وعليه عملنا معهم خطوة بخطوة وخلال سنة واحدة استطعنا القيام بتطبيق "وريد".

التطبيق عبارة عن واجهتين، الأولى مخصصة لمقدم الخدمة الذي هو ممرض أو معالج فيزيائي حاصل على شهادات تؤهلهم لممارسة هذه المهنة في المنزل بكل ثقة واستدامة. والواجهة الثانية هي لطالب الخدمة وقد يكون من ذوي الإعاقة أو كبار السن أو مصابي الحرب أو كل إنسان يحتاج لمن يعتني به. ومن المهم معرفة بأن هذا التطبيق قابل للتطوير بشكل مستمر وللتطبيق بشكل فوري.