رغم العلاجات الكثيرة والحلول المتعددة وملايين الفيديوهات الداعمة والمساعدة، إلا أن البدانة لا تزال شبحاً يطارد الناس في كل أنحاء العالم. هناك خارطة تبين تشكل البدانة في مناطق ودول أكثر من دول أخرى وفق تقرير أطلس البدانة العالمي. وهناك ما يقارب167 مليون شخص من البالغين والأطفال ستتراجع صحتهم بسبب زيادة الوزن والسمنة بحلول عام 2025 وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية الذي أشار إلى أكثر من 60% من الأطفال يصابون بالبدانة في الوضع الحالي.

هذا الأمر لم يجعل العلماء والباحثين مكتوفي الأيدي، فهناك مئات الدراسات العلمية التي تنتشر حول الفوائد الصحية التي يحققها كل نظام غذائي، إلا أن الذكاء الاصطناعي، خلال السنوات الأخيرة حصد الاهتمام الأكبر في هذا المجال من خلال الإجابة الروبوتية والدردشات حول الخطط والبرامج التي يمكن اتباعها، فهو يحصد المشهد العالمي اليوم في معالجة البدانة. والتي من أشهرها إجابات روبوت الدردشة ChatGPT الذي يفيد في تقديم خطة لوجبات الأسبوع تستند إلى نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي.

الخطوة الأولى

تقول الدكتورة أمل حرفوش أخصائية الغدد في جامعة دمشق، إن أهم حلول البدانة هو تغيير نمط الحياة والغذاء الصحي والرياضة والتي تعتبر مهملة في الوضع الحالي. وعلى الرغم من الجانب المهم للعلاج بالأدوية والانتشار الواسع لأساليب جراحية عديدة في معالجة البدانة، إلا أن الذكاء الاصطناعي الذي يحاكي الذكاء البشري عن طريق أجهزة الكمبيوتر، قد بدأ يخطو خطواته الأولى منذ عام 1956 وكفكرة أولية، بعدها مرّ بدورات كثيرة من التفاؤل وأخرى من نقص التمويل، وصولاً إلى عام 2012 حيث كانت المحطة الأهم في تقدم الذكاء الاصطناعي الطبي كبديل لعلاج البدانة بدلاً من الجراحة أو الأدوية، حيث تمكن الباحثون من جعله يُنجز تشخيصاً علاجياً وأن يكون بديلاً مهماً في علاج البدانة بتقنيات الكمبيوتر والحسابات الرقمية. وأشارت الدكتورة إلى العديد من الأمثلة ومنها new digital web nejmah وDwnb وهو برنامج أون لاين يعالج الذين لديهم بدانة يرافقها سكري أو بدانة وسكري وضغط مع بعضهم البعض، وهو يستفيد منه غالباً من هم فوق الثامنة عشرة من عمرهم.

خصوصية البرامج

مشكلة هذه البرامج، وفقاً للدكتورة أمل، أنها طويلة الأمد وتحتاج إلى 12 أسبوعاً لكي يحصل الشخص البدين على النتيجة المطلوبة، ولكنها فيما بعد تعطي سهولة بالاستخدام وتعتبر أقل تكلفة، إذ إن لكل تطبيق في هذه البرامج منصة خاصة به ومن خلالها يتم الحصول على المحتوى التحفيزي. وتتضمن برامج عن التغذية وعن الرياضة والعادات الاجتماعية والدينية وفيها الطرق الصحية للمريض وكيفية اتباعها لإنقاص السعرات الحرارية عبر الغذاء الصحي الذي يتضمن أليافاً أكثر مثل الخضار والفواكه والتقليل من الدهون والملح والبهار. هذه البرامج تزود مستخدمي التطبيق بالخدمات اللازمة لكي يكونوا متتبعين لبرامج التغذية الخاصة بهم وتتبع كيفية إنقاص السعرات الحرارية عبر خطط ووصفات تراعي الخصوصية والجوانب المجتمعية والدينية، كما يمكن للمستفيدين أو المرضى التواصل مع خبراء تغذية عبر الهواء الإلكتروني الذكي والتطبيب عن بُعد. على سبيل المثال يوجد تطبيق في الهاتف الذكي يوضح للشخص كيفية تناول الطعام ونوعيته عبر خبراء تغذية، وكذلك التطبيب عن بعد يمكن أن يكون حلاً بديلاً لكل شخص بدين عبر الهواتف الذكية من خلال البرامج التغذية.

علاج رقمي

هناك الكثير من التجارب السريرية المتعلقة بالعلاج الرقمي في إنقاص الوزن. ففي عام 2021 دخل هذا العلاج وتم تطبيقه على 234 مريضاً، وقد تابع حوالي 62% منهم العلاج حتى النهاية وحصلوا على إنقاص بالوزن بنسبة 5% وبالتالي من المهم أن يكون هذا بديلاً عن الجراحة في الكثير من الحالات عن طريق الهاتف الذكي والبرامج الرقمية وفقاً للدكتورة أمل حرفوش التي أشارت في بحثها حول معالجة البدانة بالذكاء الصناعي إلى وجود 12 تطبيقاً مشهوراً على مستوى العالم لكل منها تخصص وعمل معين، بعضها يختص بالرياضة وآخر يختص بالتغذية ومنها ما يركز على طرق التعامل مع إنقاص الوزن في حال وجود أمراض لدى المريض. فعلى سبيل المثال هناك متتبعون كثر لتطبيق bal الذي يتضمن كيفية استهلاك المياه والطعام عبر الوصفات التي يفترض تناولها، وتطبيق اللوستيك لإنقاص الوزن عبر الهاتف الذكي. وهذه التطبيقات تكون مجانية في الأسبوع الأول، ولكن فيما بعد تكون ذات تكلفة عالية جداً، إلا أنها تكون آمنة ويستطيع أي شخص تطبيقها وهو يجلس في البيت، ويمكن أن يتواصل مع الخبير الصحي لتدريبه على آليات التطبيق عبر الفيديو أو مع طبيب تغذية يقدم له نوع الأطعمة التي يجب تناولها.