يعتبر الفطر المحاري نوع من أنواع الفطريات البرية الصالحة للأكل، والذي يستخدم أيضاً في عمليات تقليل نسبة التلوث في بيئات محددة. سمي الفطر المحاري بهذا الاسم نظراً لشكل رأسه الشبيه بالمحار، حيث إن سيقان هذا الفطر تنمو بشكل جانبي. ويعتقد آخرون بأن هذه التسمية جاءت من الطعم المحاري المميز لهذا الفطر. يستخدم الفطر المحاري بكثرة في أطباق الطعام وله ورائحة شبيهة باليانسون.

في السنوات الأخيرة ونتيجة للدراسات المتعددة حول هذا الفطر، انتشرت المزارع المنتجة له وأصبح جزءاً من الثروة الغذائية الاقتصادية المحلية والمشاريع الصغيرة في غالبية المناطق السورية.

المهندسة مثال حيدر اختصاص هندسة زراعية أدخلت إلى المنظومة العلمية مبتكراً جديداً من خلال اكتشافها لمزايا وفوائد الفطر المحاري وقامت بعدة تجارب، إلى أن وصلت إلى نتيجة مبهرة في الحفاظ على هذا الفطر لأطول فترة ممكنة واستخدامه كنوع من التوابل مع المحافظة على الجودة والفائدة، وليكون أحد المشاريع البحثية المشاركة في معرض الباسل للإبداع والاختراع.

تفاصيل أكثر

تقول حيدر إن الفطر المحاري بحالته الطبيعية يحتوي على نسبة قليلة من فيتامين (د) فكان تركيز المشروع حول الحصول على إنتاج أكبر ونسبة أعلى من الفيتامين (د) من خلال الآلة التي عملت على تصميمها بنفسي لهذا الغرض. إذ إنه خلال خمسة أيام يتحول الكيلو غرام من الفطر المحاري الطري أو الطازج إلى 200 غرام من الفطر المحاري المجفف بقيمة مضافة من فيتامين (د) تصل إلى 60 ميكروغرام وهي تكفي الإنسان لمدة يومان في حالته الطبيعية.

وتبين بأن الأشخاص عادة ما يتناولون هذا الفيتامين على شكل كبسولات مع كأس من الماء، في حين أنه كفيتامين يفضل أخذه بالدسم للحصول على نتيجة جيدة منه، وعليه عندما تم تجفيف الفطر المحاري وطحنه على شكل بهار بحيث يمكن تناوله مع المأكولات أصبحت الفائدة كبيرة.

صحتك بإيدك

عملت المهندسة الزراعية مثال حيدر على مشروعها لمدة ثلاث سنوات، وبعد إنجازه تبين أن له جدوى اقتصادية كبيرة من حيث إطالة عمر الفطر لمدة عامين بدل أن يخسره المزارع بعد أيام، ومن جهة ثانية يمكن استخدمه بهارات للطبخ بطعم الفطر. وبذلك تكون قد حصلت على نسبة البروتين الذي يحتاجه الجسم والنسبة الصحيحة لفيتامين (د).

وما شجعها على هذا البحث هو مشروعها الأساسي المتمثل بمؤسسة (صحتك بإيدك) والتي تشرف من خلالها على مشاريع الفطر، وتتواصل مع المزارعين وتساعدهم على تسويق المنتج الذي هو بالأساس سريع العطب. توضح حيدر بأنها بحثت حول مزايا الفطر في كل حالته، ووجدت أن الفطر يحمل خاصية شبيه بخاصية الجلد لدى الإنسان فعندما يتعرض لأشعة الشمس يقوم بتحويلها إلى فيتامين (د). ولأنه لا يمكن ترك الفطر في الشمس حيث يصاب بذبابة الفطر أو الأعفان، وعليه توجهت إلى اختراع آلة تقوم بتجفيف الفطر عن طريق تعريضه للشمس دون أن يتأثر ضمن ألواح الطاقة الشمسية، حيث يتم تشغيل مروحة لتجفيفه، وبنفس الوقت يستقطب أشعة الشمس. ويتم ذلك ببطء شديد بهدف الحصول على فيتامين (د)، وتم تحديد عمل الآلة بحيث يحتاج الفطر لمدة خمسة أيام لكي نحصل على الفيتامين.

تقول الباحثة: من أجل اختراعي أقمت دبلوم تصدير مع هيئة التصدير، وعملت على فتح أبواب للتسويق داخل وخارج البلد، مع المتابعة في مشروعي (صحتك بإيدك) الذي يهدف إلى استبدال الدواء بالغذاء.