تحظى العلاجات التجميلية اليوم بإقبال واسع رغم المخاطر التي تصاحبها والتي قد لا يشير إليها الأطباء، وتدخل المرأة أو الفتاة إلى مراكز التجميل بحثاً عن لمسة جمال جديدة تحمل معها آمالها العريضة، وهناك تلعب الحظوظ دورها وخاصة إذا كان الاختيار قائماً على الدعاية.

مع أن كل المشاكل التي تظهر بعد عودة المريض تكون متعددة، وهناك اختلاطات لعمليات التجميل الجراحية، إلا أن الاختلاطات التي تصيب البشرة وخاصة الوجه والرقبة تعتبر مغامرة غير مضمونة النتائج.

الدكتور سمير محفوض اختصاص جلدية من جامعة دمشق وعضو المجلس العلمي لاختصاص الأمراض الجلدية، لا يرى مشكلة في عمليات التجميل بحد ذاتها وخاصة إذا كان الأمر يحتاج إلى ذلك أو أنه يضيف لمسة جمال إلى الأشخاص سواء نساء أم رجال، ولكن هناك مشكلة كبيرة عندما تكون اليد غير خبيرة وعندما يكون السوق يغص بمراكز التجميل منها المرخص ومنها غير المرخص ويقومون بالأعمال التي يقوم بها أطباء التجميل في أماكن غير مجهزة لأن تقام بها مثل هذه الإجراءات بأسعار أقل وبمخاطر واختلاطات كبيرة جداً قد تصل إلى حد التشوهات الخلقية.

المخاطر

اختلاطات التقشير

قد يساعد تقشير الوجه على حل العديد من مشكلات البشرة إذا ما تم إجراؤه بالطريقة الصحيحة. يبين الدكتور محفوض من خلال ورقته البحثية هذه والتي تعتمد على مشاهداته الشخصية مع المراجعين بأن اختلاطات كل من التقشير الكيميائي والتقشير باستخدام الكريمات وحقن البلازمات والميروثيرابي والديرماين وحقن البوتوكس، قد تسبب مجموعة من الأضرار تختلف باختلاف نوع التقشير وطبيعة الجلد لدى كل شخص، فأضرار تقشير الوجه الكيميائي قد تكون عبارة عن احمرار الجلد الذي يستمر عدة أسابيع بحسب نوع التقشير الذي خضع له المريض، وقد يحدث اضطراب التصبغ خاصة لدى أصحاب البشرة السمراء (نمط جلد 3 -6 حمامى شديدة) والأخطر من ذلك حدوث تندب وجدرات والتهاب جلد راجي والإنتان الجرثومي أو الفطري وإعادة تفعيل فيروس الحلا، وقد يسبب هذا التقشير أضرار تتعلق بالأعضاء الداخلية مثل القلب أو الكبد والكلى ورد فعل تحسسي تجاه بعض المواد المستخدمة. ولفت إلى وجود صور كثيرة تشير بشكل مؤلم ومأساوي عن حرق وتندب الجلد بعد التطبيق الخاطئ للمقشرات الكيميائية بأيدي غير خبيرة.

مضاعفات إنتانية

يُحدث التقشير بالكريمات حرقاً وحكة، كما يحدث جفافاً بالجلد ونقصاً أو فرط تصبغ حام، والتهاب جلد تماسي مع حساسية ضيائية، وذلك وفقاً للدكتور سمير محفوض يعود إلى عدم خبرة الشخص بأنواع الكريمات التي تناسب كل بشرة وكيفية الاستخدام والإجراءات التي يجب العمل بها بعد القيام بعملية التقشير، وهو الأمر ذاته يحدث في حال حقن البلازما عند اللجوء لشخص غير مختص، حيث يحدث مضاعفات مثل الإنتان والألم أثناء الحقن كما يمكن أن يحدث احمرار وتورم وتهيج مكان الحقن يستمر لفترات طويلة. ويبين بأن اختلاطات الميزوثيرابي واختلاطات الديرمابن أيضاً تظهر عندما يلجأ الشخص إلى الأيدي غير الخبيرة، حيث يكون الألم والحساسية تجاه المواد المستخدمة فيظهر الإنتان والإحمرار والتورم والتكدم والندبات وفرط التصبغ. وعليه يجب تنبيه المريضة لعدم التعرض لأشعة الشمس بعد الإجراء بعدة أيام وعدم تطبيق أي مواد مخرشة أو مكياجات وعدم تطبق الريتنوئيدات.

يوضح الطبيب من خلاله بحثه هذا أهمية دراسة الحالة الصحية كاملة للمريض قبل تطبيق التقشير بأي نوع كان خوفاً من الآثار الجانبية الشديدة عند استخدامه لأشخاص مصابين بأمراض مثل مرضى الصداف والإكزيما والعد الشائع الفعال والجروح وقصة تندب بالجلد وخاصة إذا كانت المريضة أو المريض لديهم تأهب لتشكيل جدرات.

البوتوكس

يعتبر البوتوكس عنواناً كبيراً لقصص مختلفة من حالات التجميل المنتشرة بأعلى مستوياتها، وقد أصبح حقن البوتوكس من أكثر الإجراءات التجميلية المطلوبة لإخفاء التجاعيد وللحصول على مظهر أكثر شباباً، ولكن عند حقنه بأيدٍ غير خبيرة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة منها الصداع الدائم للمريضة، وعدم التناظر وهبوط الحاجب وانسدال الجفن وغيرها من التشوهات التي تغير من ملامح الشخص بالكامل نحو الأسوأ. وعلى المريضة أو المريض الانتظار حوالي ستة شهور للتخلص من المادة، وقد يكون هناك رد فعل تحسسي للمواد المحقونة وخاصة إذا كانت مجهولة المصدر.

نقاط معرفية

هناك نقاط لا بد من معرفتها لتجنب قدر الإمكان الأضرار التي ذكرها الدكتور سمير المحفوض من خلال عرضه البحثي، هي استشارة الطبيب المختص لمعرفة ما إذا كان تقشير الوجه الذي ينوي الخضوع له أي شخص -هل يناسبه أم لا - فهناك أنواع للبشرة لا يناسبها التقشير الكيميائي مثلاً وخاصة الذين يتناولون أدوية علاج حب الشباب أو الذين تميل بشرتهم إلى تكوين أنسجة الندوب، وكذلك أصحاب البشرة الداكنة. ومن المهم التوجه إلى عيادات ومراكز طبية مختصة بدلاً من مراكز التجميل أو الحلاقين أو بعض الخاضعين لدورات حتى لو كانت الشهادات التي يبرزونها دولية، ولا بد من الحرص على استخدام المرطبات بعد التقشير والواقي الشمسي المناسب والالتزام بتعليمات الطبيب.