يُطلق عليه المزارعون (الذهب الأبيض) وهو من الزراعات القديمة جدًا التي عاش معها السوريون منذ قديم الزمان، حيث تعود زراعة القطن في سورية إلى الألف الرابع قبل الميلاد منذ زمن صناعة النسيج والغزل، وقد وجدت في سورية آثار لمغازل من الحجر القديمة تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.

القطن من المحاصيل الاستراتيجية ذات الأولوية في الاقتصاد السوري عبر سنوات طويلة، إذ إنه يُزرع في مساحات كبيرة وخاصة في محافظات حلب والحسكة والرقة وغيرها، وتبلغ نسبة القطن ما يقارب 20-30 في المائة من إنتاج المحصول الزراعي بشكل عام في سورية، كما يعمل بزراعته ما يقارب مليون عامل سوري أي بما يعادل 20 في المائة من العمالة السورية. هناك الكثير من الدراسات الخاصة بتحسين هذا المحصول من حيث النوع والكم، وبنفس الوقت تطورت الدراسات في تصاميم وطرق الزراعة والعناية بهذه الزراعة.

تطور آليات القطاف

في البداية كان القطن يحصد يدويًا؛ حيث كانت العائلة السورية تحشد جميع أفرادها لجني محصول القطن، وقد تستعين بعمال ومزارعين آخرين وخاصة في المزارع الكبيرة، أما الآن فيحصد معظم محصول القطن آليًا في جميع دول العالم الصناعية تقريبًا. يبين المهندس حسام عبد الله عيسى لطوف من كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة حلب أنه عالمياً توجد طريقتان لحصاد القطن آلياً وهما النزع والجني. وتستخدم آلات نزع اللوزة ميكانيكياً في المناطق التي تجعل فيها التربة والمناخ وتعدد الأصناف نبات القطن قصيرًا نسبيًا، وهذه الطريقة تعتبر أرخص طريقة للحصاد، حيث يتم الحصاد ميكانيكياً عن طريق ماكينة ذات محور عمودي يقوم باستخلاص بذرة القطن من غلافها الذي يكون معلقاً على ساق النبات، وأثناء مرور آلة النزع بطول خطوط نبات القطن، تمر النباتات بين الدوارات أو الفرش المتحركة حيث ينزع لوز القطن وبعض الأفرع والأوراق.

وهناك آلات لجني القطن تعمل على نزع لوز القطن وهي أدوات ثابتة تشبه الأصابع تقوم بعملية نزع اللوز، مع القطن العديد من بقايا النبات، مما يستدعي القيام بعملية تنظيف لهذه المخلفات بواسطة آلات خاصة، وتقوم بعض آلات نزع اللوز بعمليات تنظيف أولية في الحقل.

ملخص التصميم

أما بخصوص مشروعه المتعلق بتصميم وتصنيع آلة مناسبة لجني محاصيل القطن السوري يوضح المهندس لطوف أن مشروعه البحثي هذا حصل على درجة الماجستير بمرتبة شرف وبعلامة 95% في جامعة حلب كلية الهندسة الميكانيكية قسم هندسة الآلات الزراعية حيث تم رسم الأنموذج الأول لوحدة القطاف عن طريق برنامج soild works ومن ثم محاكاتها عن طريق برنامج ansys وبعدها تم تصميم وتصنيع وحدة قطاف آلية يمكن تعليقها في مقدمة الجرار وتأمين الحركة لها عن طريق محرك الجرار والوصول إلى نسبة النقل المطلوبة. يتم ذلك عن طريق زوج من المسننات المخروطية واختيار عدة معاملات في الحقل بعد أخذ القراءات النباتية وهي سرعة تقدم الجرار وعدد دورت المغزل وعدد الأسنان على المغزل الواحد. وأكد أن الأمر لم يتم بهذه السهولة، فقد قام بعدة تجارب حقلية حتى تمكن من الوصول إلى تعيين المعاملة الأفضلية من سرعة تقدم وعدد دورات وعدد أسنان والتي حققت أقل نسبة فقد لألياف القطن وهي 11.3.

نالت هذه الآلة القبول في المشاركة في معرض الباسل للإبداع والاختراع بدرجة جيد جداً، ويمكن تخليص المشروع بأنه عبارة تصميم آلة قطاف للقطن اختبار على صنف حلب 118 مزروع بشكل واسع، والهدف منه وفقاً لصاحب البحث والمشروع هو تطبيق الحصاد الآلي للقطن وهو محصول استراتيجي في سورية يحتل المرتبة الثانية بعد أستراليا من حيث المردود حيث يبلغ الإنتاج 664 ألف طن.

تفاصيل المشروع

يختلف تصميم آلة جني القطن التي اخترعها المهندس السوري حسام عبد الله عيسى لطوف عن غيرها من الآلات المصنعة في دول العالم المتقدم بأنها مخصصة لما يناسب أنواع القطن الذي يزرع في سورية، وهي وفقاً لما أكده عبارة عن جهاز رفع وتوجيه من أجل رفع وتوجيه الشتلات، وتوجد أسطوانتان كل واحدة تحمل 12 مغزلاً عليها أسنان تأخذ حركتها من علبة السرعة وهي معلقة على جرار من الأعلى، وتم اختبار ثلاث سرعات تقدم أي ما يعادل ثلاث دورانات. لافتاً أنهم وبعد عدة اختبارات في الشمال السوري تم الحصول على سرعة التقدم المطلوبة وسرعة الدوران، حيث حقق المشروع النتيجة المرجوة منه، ويمكن تبني هذه الآلة من قبل أي جهة حكومية أو خاصة لتصنيعها واستخدامها بشكل مباشر في الأراضي السورية كأحدث آلة زراعية خاصة بالقطن السوري.