أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات مستويات متوسطة من تلوث الهواء لديهم خطر أعلى بنسبة 56% للإصابة بمرض باركنسون (PD) مقارنة بأولئك الذين يعيشون في المناطق ذات مستويات أدنى من تلوث الهواء.

وتظهر الأبحاث أن الجسيمات التي يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر (PM 2.5) أو أقل من ذلك يمكنها عبور الحاجز الدماغي الدموي لدى البشر، ويمكن أن تحتوي هذه الجسيمات أيضًا على معادن ثقيلة مثل الزرنيخ والمنغنيز، والتي ترتبط بشكل مباشر في التسبب بالأمراض العصبية. وقد ربطت الدراسات بين PM2.5 والحالات العصبية مثل الخرف والسكتة الدماغية.

ومع ذلك، وحتى يومنا هذا، تقدم الأبحاث الوبائية نتائج مختلطة حول العلاقة بين PM 2.5 وداء باركنسون. وفي هذه الدراسة التي نشرت على موقع Neurology، سعى الباحثون إلى مواصلة التحقيق في العلاقة المحتملة بينهما.

بالنسبة إلى الدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات الرعاية الصحية لأكثر من 21.5 مليون من المستفيدين من الرعاية الطبية، منهم أكثر من 89000 مصابين بمرض باركنسون في عام 2009. وتضمن التحليل أيضًا بيانات جغرافية لتقييم الارتباطات على المستوى الوطني والمنطقة المحددة مع PM 2.5.

وقالت المشرفة على الدراسة بريتاني كرزيزانوفسكي، الباحثة في معهد بارو للأعصاب، في بيان صحفي: "أظهرت الدراسات السابقة أن الجسيمات الدقيقة التي تسبب التهابًا في الدماغ تسببه بآلية معروفة يمكن أن يتطور بنتيجتها مرض باركنسون".

وأضافت: "باستخدام أحدث تقنيات التحليل الجغرافي المكاني، تمكنا لأول مرة من تأكيد وجود ارتباط قوي على مستوى البلاد بين داء باركنسون والجسيمات الدقيقة في الهواء ضمن الولايات المتحدة".

بشكل عام، وجدوا أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات التعرض المتوسط لجسيمات 2.5 PM كانوا أكثر عرضة بنسبة 56% للإصابة بداء باركنسون مقارنة بأولئك الذين يعيشون في المناطق ذات مستويات التلوث الأقل. ووجدوا أيضًا أن الأشخاص في منطقة وادي نهر المسيسيبي-أوهايو كانوا أكثر عرضة بنسبة 19% للإصابة بمرض باركنسون مقارنة ببقية الولايات المتحدة. وأضافوا أن وسط داكوتا الشمالية وأجزاء من تكساس وكنساس وشرق ميشيغان، بالإضافة إلى الجزء العلوي من فلوريدا، تحمل أيضًا خطرًا متزايدًا للإصابة بمرض باركنسون. وفي الوقت نفسه، كان الأشخاص في النصف الغربي من الولايات المتحدة أقل عرضة للإصابة بهذا المرض مقارنة ببقية البلاد.

ولشرح النتائج التي توصلوا إليها، لاحظ الباحثون أن وادي نهر المسيسيبي-أوهايو ومنطقة "حزام الصدأ" - وهي أجزاء من شمال شرق ووسط غرب الولايات المتحدة - تتمتع بكثافة شبكات الطرق. وهذا يعني أن التلوث في هذه المناطق قد يحتوي على المزيد من جزيئات الاحتراق الناتجة عن حركة المرور والمعادن الثقيلة الناتجة عن التصنيع.

وأشارت الدكتورة كرزيزانوفسكي إلى أنه "على الرغم من سنوات البحث لتحديد عوامل الخطر البيئية لداء باركنسون، فقد ركزت معظم الجهود على أثر التعرض للمبيدات الحشرية، إذ أن هذه الدراسة تشير إلى أننا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار تلوث الهواء كمساهم في تطور هذا الداء".

ويأمل الباحثون أن تشجع النتائج التي توصلوا إليها على سياسات صارمة لخفض مستويات التلوث وتقليل خطر الإصابة بداء باركنسون والحالات المرتبطة به.

----

ترجمة عن موقع: Neurology