لا يزال مرض ألزهايمر دون علاج تام، ولكن قد تكون الأدوية الحديثة إحدى الاستراتيجيات التي تساعد في إبطاء فقدان الذاكرة والمشكلات المتعلقة بمهارات القيام بالمهام اليومية وتحسين جودة الحياة لدى هؤلاء المرضى. ولكن ماذا لو لم يتذكر هذا المريض تناول دوائه أو أخذه بشكل اعتباطي أو نسي أنه أخذ حبة الدواء وعاد وتناولها مرة ثانية؟

هذا الأمر كان ضمن حسابات المهندسة بتول إبراهيم وفاطمة محمد خريجتا الهندسة الطبية، من خلال مشروعهما المعد للتخرج، والذي عملا من خلاله على مساعدة المريض في تحديد جداول العلاج بدقة وجعله أكثر تحكماً في تناول أدويتهم.

والمشروع هو تصميم صيدلية ذكية لمرض ألزهايمر تعمل على تنظيم وتنبيه المرضى بتناول أدويتهم في الوقت المحدد، وذلك من خلال بناء جهاز مكون من متحكم صفري ومجموعة من الإلكترونيات و6 حجر تقوم بتخزين الأدوية حيث يقوم الجهاز بترتيب الأدوية ومراقبة زمن أخذها وتنبيه المريض عندما يحين الموعد المحدد.

جانب نظري

الهدف من المشروع وفقاً لما أشارت إليه المهندسة بتول إبراهيم، هو معالجة عدم الانتظام الدوائي عند مرضى الزهايمر أو الذين لا يملكون القدرة على إيجاد طريقة مثلى من أجل تنظيم مواعيد تناولهم لها، وعليه فإن فكرة الصيدلية الذكية هي لتجنب الوقوع في حالة التداخل الدوائي الذي يعد سبباً خطيراً لوفاة المريض في الكثير من الحالات.

صمم العمل على إيجاد طريقة لتحديد عدد الأدوية المستخدمة وتنظيم وقت التنبيه وفقاً لضبط مواعيد تناول كل دواء وتذكيره في حالة النسيان، وتم ذلك عن طريق تقنيات مختلفة تناسب الحالة الصحية للمرضى.حيث قام الفريق بدارسة تصميم وتنفيذ جهاز تحكم يقوم بعملية تنظيم المواعيد بشكل برمجي والعديد من العناصر الإلكترونية المساعدة.

جانب علمي

يعتمد التصميم على استخدام متحكم صفري نوع أردوينو وهو أساسي للمنظومة. يتميز بسهولة التعامل معه وتوافقه التام مع الكثير من الإلكترونيات والدارات الجانبية، ثم اعتماد هيكل خارجي على شكل صندوق يحتوي في منتصفه على قرص قابل للدوران تتوضع أسفله حجرات تحتوي كل منها على حبة دواء، وتشترك الحجرات التسع بحساس حركة ومنبه صوتي. هذا ويتوضع محرك السيرفو في المنتصف ليقوم بعملية تحريك القرص الدوار

آلية العمل

تحدد المهندس إبراهيم آلية عمل المشروع انطلاقاً من تسميته (صيدلية ذكية لمرضى الزهايمر) حيث تحتوي هذه الصيدلية على ست حزم مخصصة للأدوية، وعندما يستلم المريض الجهاز يتم تعيين الأوقات الستة لتناول الأدوية وتكون فترة الدواء الأولى عن طريق تنبيه صوتي مع وجود شاشة تظهر عليها رسالة تذكر المريض بأخذ الدواء. لتناول الدواء الثاني يقوم القرص المتحرك بالفتل إلى الحزمة المطلوبة التي يفترض أخذ الدواء منها، وعندما يضع المريض يده لسحب الدواء يوجد حساس bir هذا الحساس يستشعر أن هناك جسماً دخل إلى المجال الخاص به، ويعطي مؤشراً أن الدواء قد تم أخذه، لذلك يغلق الحزمة إلى وضع الصفر ويتابع تمرير الوقت حتى يصل وقت الدواء الثالث والرابع بنفس الآلية.

وفي حال حدث أي تأخير فإن رنات التنبيه الصوتي ستكون أكثر وستبقى الرسالة على الشاشة حتى يتم أخذ الدواء. وفي حالات أكثر خطورة بحيث يحدث التأخير ولا ينتبه المريض على التنبيه الصوتي أو الرسالة يوجد اتصال على التيلغرام خاص بالقناة يرسل رسائل تذكيرية لرقم المريض أو لأحد الأفراد المتواجدين معه في المنزل.

يمكن القول إنه من خلال هذا المشروع تم الحصول على جهاز رخيص الثمن وسهل التصميم ودقيق في الأداء ويمكن إعادة ضبطه وضبط المتغيرات بسهولة.