تشكل حوادث السير المميتة في صفوف راكبي الدراجات النارية تحدياً كبيراً أمام تحقيق السلامة الطرقية والحماية من الحوادث. وتشير الكثير من الإحصائيات إلى أن مستعملي الدرجات النارية هم الأكثر هلاكاً وخاصة لمن هم بعمر الشباب واليافعين. وهذه المؤشرات دفعت الجهات الصناعية والعلمية والمخترعين للبحث عن إجراءات وطرق مدروسة وكفيلة بحماية هذه الفئة من السائقين.

أطلقت العديد من المشاريع في هذا الاتجاه، منها يتعلق بضبط قوانين السير وخاصة في المناطق التي تستخدم فيها الدرجات النارية بشكل أكبر. ومنها التأكيد على ارتداء الخوذة الواقية، ومنها منظومة تركيب حساسات لقياس مقدار الميلان على المنعطفات والشوارع المتعرجة. في حين قدمت الطالبة دانة الحفار خريجة هندسة إلكترونيات واتصالات مشروعها المتعلق بتصميم وتنفيذ منظومة إلكترونية برمجية للحد من حوادث السير المرورية الناجمة عن تصادم الدراجات الكهربائية أو الهوائية بالسيارات، وذلك بإشراف الدكتورة هلا أمين.

فكرة المشروع

تأتي فكرة المشروع الذي شاركت فيه المهندسة النجار في معرض مشاريع خريجي كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بدمشق، من حيث أصل المشكلة المتعلقة بعدم ملاحظة السيارات لوجود أو قدوم هذه الدرجات من الخلف بسبب انعدام مستوى الضجيج الصوتي الناتج عنها، بالإضافة إلى أن سائق السيارة الذي لا يستطيع التنبؤ متى يرغب سائق الدراجة الذي أمامه بالانعطاف يميناً أو يساراً. لهذا جاء التصميم والتنفيذ للمنظومة يتماشيان مع معالجة سبب المشكلة بطرق إلكترونية برمجية.

تقول النجار: كما هو معروف أن هذا النوع من الدراجات لا يصدر صوتاً عند سيره، وبالتالي السيارات التي تمر حوله لا تشعر بوجوده، وعليه تم تصميم موتور مع دارة لتوليد ضجيج يشبه صوت هدير السيارات القديمة، وكلما زادت السرعة، زاد الصوت الذي يصدر عنها. ثم قمنا بوصله مع حساس الألترا سونيك وهو حساس خاص بالمسافة، يتصل مع الخوذة التي يرتديها السائق، فعندما تقترب سيارة ما من جهة اليمين، يسمع الصوت من جهة اليمين، وعندما تقترب السيارة من جهة اليسار يسمع السائق الصوت من جهة اليسار.

وتبين صاحبة المشروع أن التصميم لا يقف عند هذا الجانب، فقد عملوا على وضع حساس بالخوذة أيضاً هو جيروسكوب، وهو حساس مرونة واتزان. فعندما يلف السائق باتجاه اليميني يشتغل الضوء اليمين وهو أشبه بالغماز يعمل بشكل تلقائي، وهناك كبسة خاصة بالإنرجي موصولة بمنصة على إنترنت الأشياء حيث يُرسل إيميلاً باسم المنصة، وهو بدوره يرسلها إلى السائق ويحدد له الطريق ومؤشرات السرعة.

تأتي أهمية هذا المشروع من حيث تطوير المنظومة الإلكترونية المتعلقة بالحماية ومن حيث كونه سهل التنفيذ ويمكن تطبيقه بشكل سريع على أرض الواقع بسبب التكلفة البسيطة لإنجازه. وقد لفتت المهندسة النجار بأن إنجازه استغرق حوالي ستة أشهر من حيث دراسة الفكرة وتأمين المستلزمات وتطبيقها مع مجموعة من زملائها.