دراسات عديدة تناولت الكركم، ليس لكونه يمتلك لوناً أصفر جميلاً أو أنه يزين بعض الأطعمة ويُرش على أطباق الطعام، بل لأن هناك العديد من الدراسات التي أثبتت فوائده العديدة لجسم الإنسان وما يمتلكه من معادن وفيتامينات. وقد أشارت النتائج الأولية من الدراسات على الحيوان والدراسات المختبرية إلى أن المادة الكيميائية الموجودة في الكركم التي تسمى (الكركمين) قد تكون ذات خصائص مضادة للالتهاب والسرطان ومضاد للأكسدة. وقد درست بعض المراكز العالمية المواد الكيميائية الفعالة في الكركم وآثارها في الخلايا البشرية لا سيما التأثيرات المضادة للالتهاب.

هناك دراسات تُطلق هنا وهناك حول أبحاث على الكركم حول دوره المحتمل في الوقاية من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة وهشاشة العظام، في حين جاء البحث الذي قدمه الدكتور بسام عقلة أستاذ علوم الغذاء بكلية الزراعة بجامعة دمشق تحت عنوان (استخدام النانوكركمين والكيتوزان المعدل بالكركمين في الصناعات الغذائية) وهو أحد المشاريع الفائزة في مسابقة مشاريع البحث العلمي التي تقيمها الهيئة العليا للبحث العلمي في سورية. وتنطلق أهمية البحث وفقاً للدكتور عقلة: من استخدام الكركمين كملون غذائي طبيعي بديلاً عن الملونات الصناعية والتي يعتقد أنها تشكل خطراً على صحة الإنسان. مبيناً أن تزايد الوعي بالثورة الخضراء دفع لاستخدام المزيد من المواد الصديقة للبيئة والقابلة للتحلل الحيوي والتي يمكن تحقيقها بشكل فعال عن طريق استخدام الأصباغ الطبيعية التي تم الحصول عليها من النباتات وغيرها من المصادر الطبيعية.

خصائص الكركمين

يقول الدكتور عقلة أن الكركم هو صباغ أصفر ويبدو طازجاً مشابهاً لجذر الزنجبيل مع اللون الأصفر الأكثر كثافة إلى اللون الذهبي. يستخدم عادة كتوابل على نطاق واسع في جميع أنحاء آسيا وكملون للمواد الغذائية. كما يستخدم في مستحضرات التجميل وفي المستحضرات الطبية نظراً لخصائصه العلاجية الوقائية كمضاد أكسدة ومضاد التهابات. لافتاً إلى أن أهم خصائص الكركمين هو أنه حساس للضوء وغير مستقر بالظروف القلوية وغير ذواب بالماء، ويتكون الكركم من ثمانية مركبات أهمها ثلاثة مركبات فعالة بيولوجياً – curcumin و Demothoxycurcumin وbisdemethoxycurcum

ويعد الكركمين هو الأكثر نشاطاً والأكثر فائدة للصحة لكونه يمثل حوالي 2-8 % من الكركم، ويعطي الكركم لونه المميز ونكهته. كما أن الكركمين: هو مادة بوليفينولية طبيعية يعرف عالمياً باسم (دواء الحياة) المسؤول تقريباً عن التأثيرات الدوائية للكركم، يعطي الصبغة الصفراء التي يتميز بها الكركم وهو مضاد أكسدة ومضاد ميكروبي ومضاد التهاب ومضاد سرطان، إلا أن فعالية الكركمين تتأثر بانخفاض الذوبان وعدم الاستقرار الفيزيائية والكيميائية وقلة التوافر الحيوي والتمثيل الغذائي السريع له والحركة الدوائية الفقيرة.

دور التقانة النانوية

يبين الباحث أن تحسين خواص الكركمين يحتاج إلى زيادة درجة الانحلال وحمايته من التدهور الأنزيمي والتخلص من الآثار السمية وتعزيز التوافر البيولوجي. وعليه فإن البحث يرتكز على نقطتين هما استخدام تقانة النانو للحصول على النانوكركمين واستخدام تعديل الكيتوزان بالكركمين أنزيمياً لتطبيقه في الصناعات الغذائية مثل العصائر والسكاكر والمربيات والزبدة والجبنة والحساء والمخللات والمخبوزات وغيرها.