يسعى الخريجون الجدد من الكليات العلمية بجامعة دمشق نحو مواكبة التطورات العلمية الجديد عالمياً وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تحد من عملية استيراد الكثير من الأجهزة والمستلزمات التي تحتاجها المخابر أو المصانع والشركات. وعليه فقد تمكن مجموعة من خريجي الكلية التطبيقية قسم التقانات الإلكترونية في جامعة حلب من تصميم وتنفيذ طابعة ثلاثية الأبعاد بجودة عالية وتكلفة أقل تضاهي المستوردة.

الطابعة التي صممها كل من الخريجين الجدد أحمد عجان ومحمد عربو وحسن اصطيف ومحمد مصري، استخدموا فيها تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد الأكثر استخداماً لانخفاض سعر طابعاتها وموادها من أجل طباعة النماذج الأولية السريعة لاختبار ملاءمة الشكل والتصميم، محققة دقة عالية تماثل ما هو موجود في الطابعات الدولية. وقد أوضح عجان أن المشروع أتاح لهم التعرف على البرمجيات الهندسية المستخدمة في مجال الطابعات ثلاثية الأبعاد من أجل التصميم بمساعدة الحاسب، حتى يتمكنوا في نهاية المشروع من طباعة نماذج مختلفة من الأشكال للطابعة المنفذة. في حين بين عربو أن تقنية التشكيل بالترسيب المنصهر التي تعمل وفقها هذه الطابعة، يتم من خلالها صهر خيوط البلاستيك المخصصة لعمل الطابعة بواسطة مسخنات توفر خصائص ميكانيكية وحرارية متنوعة، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الألوان يتم بثها عبر فوهة مختلفة الأقطار، لبناء التصميم طبقة فوق الأخرى حتى اكتماله.

من جهته أشار اصطيف إلى أنهم اعتمدوا في مشروعهم على برنامج التصميم الميكانيكي سلويدوركس الذي يعتبر من أشهر برامج التصميم الميكانيكي، يتم من خلاله تصميم ورسم القطع وتحديد أبعاد الهيكل وأماكن تثقيبه وطريقة تجميع قطعه. وعن دوره والجهود التي بذلت من أجل المشروع، بيّن مصري أنه تم تجميع الطابعة من الأجزاء المتوفرة في السوق المحلية بتكلفة تقل عن المستوردة منها بنسبة 30 بالمئة، مع إمكانية تحميل برنامج الطابعة المجاني وتعديله حسب التصميم المنفذ.

لماذا هذه الطابعة ؟

وبحسب تعريفهم بأهمية وضرورة الطابعة ثلاثية الأبعاد فهي آلة يمكنها تحويل الملفات الرقمية إلى أشياء واقعية، مما يفتح مجالًا جديدًا تمامًا من الاحتمالات. مثل النماذج الأولية السريعة والإنتاج على دفعات صغيرة والبحث والتطوير والتطبيقات الطبية والمتعة والترفيه. وتعد الطابعات ثلاثية الأبعاد أداة مفيدة بشكل لا يصدق في مجموعة واسعة من الصناعات. ويمكن من خلالها طباعة أي شيء تقريبًا. مثل العناصر الوظيفية والأشكال والتنميط والقوالب والمستلزمات التعليمية والترفيه للعناصر الممسوحة ضوئيًا ثلاثية الأبعاد والأدوات المنزلية والألعاب اللوحية والديكورات وحتى الأجزاء المعدنية والطعام.

وأوضح لنا الطلبة الخريجون أن هناك أنواعاً مختلفة من الطابعات ثلاثية الأبعاد، ولا يمكن لأي منها فعل كل شيء. فهناك بعض النماذج أكثر عالمية من غيرها مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد التي تقوم بتصنيع الفتيل المصهور (طباعة ثلاثية الأبعاد تستخدم خيوطًا مستمرة من مادة لدنة بالحرارة) وجهاز الطباعة الحجرية المجسمة.

في حين طابعتهم التي حملت عنوان تصميم وتنفيذ جملة طابعة ثلاثية الأبعاد فهي تصميم وتصنع محلي وقد تم تجميع موادها الأولية من الأسواق السورية وشاركت في المعرض السادس لمشاريع تخرج وأبحاث الطلاب المتميزة لعام 2023، الذي أقامته كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق في الخامس من الشهر الماضي.