بين الألم والأمل تكثر الاحتمالات والمخاوف حيال سرطان الثدي الذي أخذ خطاً بيانياً متصاعداً خلال السنوات العشر الأخيرة كغيره من أنواع السرطانات المتسارعة الخطى كوحش يحصد كل ما يجد أمامه. الحالات الكثيرة والمعاناة فرضت نفسها على الكثير من المرضى. الأمر الذي دفع بالكثير من أطباء الأورام للتركيز على مقاربات وبرتوكولات علاجية جديدة بهدف الوصول إلى نسب شفاء عالية ومُرضية.

تحدث الدكتور ماهر سيفو اختصاصي في طب الأورام والوكيل العلمي لكلية الطب بجامعة دمشق من خلال ثلاث نقاط علمية أكاديمية يتم وفقها مقاربة مريضة أو مريض السرطان بما يتناسب مع خصوصية مجتمعنا واحترام القيم والمبادئ مع أهمية كسب ثقتهم والتركيز على سبل الاستجابة والشفاء.

يقول الدكتور سيفو: إن من أهم معايير الفائدة والدواء هو الاعتماد على ما يسمى البقاء والشفاء أكثر من استخدام المصطلحات التي تدل على التراجع وسيطرة المرض والوفيات؛ بحيث يتم التركيز مع المريض على نسب الفائدة والاستجابة التي يحصدها من العلاج.

المقاربة الثانية هي النقطة الأهم في الحديث عن المستجدات في حالات الكشف المبكر حيث يتم القيام في سورية برعاية وزارة الصحة والتعليم العالي وبعض الجهات المعنية بحملات كشف مبكر وتشخيص مبكر لتجنب الوصول إلى حالات مفرطة من الجراحة أو من استخدام العلاج الكيماوي، وفي هذا البرتوكول يكون السعي لتحقيق الشفاء عن طريق الكشف المبكر للمرض وتجنيب المريض العلاجات المفرطة.

الطب الشخصي

في الحالات المتقدمة يركز الطب الحديث على استبعاد العلاجات الكيميائية والتركيز على علاجات هرمونية هدفية بحسب كل مريض وطبيعة الحالة التي يعاني منها، إذ يتم وضع خطة مناسبة له تكون المقاربة الأساسية لها هي نسب الشفاء، وهذا ما يسمى وفقاً لما ذكره الدكتور ماهر سيفو في عصر الطب الشخصي حيث تكون نسبة الشفاء بالكشف والعلاج المبكر أعلى من نسبة الشفاء من الكورونا.

علاج هرموني

يعتبر العلاج الهرموني من أهم البروتوكولات الحديثة في العلاج ويستهدف سرطانات الثدي الحساسة للهرمونات. إذ تعمل بعض أشكال العلاج الهرموني لسرطان الثدي عن طريق منع ارتباط الهرمونات بالمستقبلات الموجودة على الخلايا السرطانية. بينما تعمل أشكال أخرى عن طريق تقليل إنتاج الجسم للهرمونات.

يبين الدكتور سيفو أن العلاج الهرموني لا يستخدم إلا لسرطانات الثدي التي يتبين وجود مستقبلات فيها لهرمونَي الإستروجين أو البروجستيرون الطبيعيين. وغالباً ما يتم استخدام هذا النوع من العلاج بعد الجراحة للحد من فرص عودة السرطان. ويمكن استخدام العلاج الهرموني أيضًا لتقليص حجم السرطان قبل الجراحة بحيث يمكن استئصال أنسجة ثدي أقل أثناء العملية الجراحية. إضافة إلى أن استخدامه قبل الجراحة يوفر لفريق الأطباء معلومات حول مدى استجابة السرطان لهذا العلاج. كما أن انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، قد يساعد العلاج الهرموني لسرطان الثدي في السيطرة عليه.

الطب الدقيق

تشمل علاجات سرطان الثدي مجموعة متنوعة من الطرائق وعليه عندما يكون الكشف مبكراً، لا يكون الموضوع فقط شفاء وإنما شفاء دون تلقي علاجات مكلفة ومتعبة للمريض. يوضح الوكيل العلمي لكلية الطب بجامعة دمشق أنه لا خوف من كشف السرطان وهو مرض شائع، ولكن الخوف من الكشف غير المبكر حتى لا يكون هناك ضرورة للتركيز على العلاج الكيماوي، إذ إن العلاجات كلها متوفرة بشكل تقريبي في مشفى البيروني بدمشق وفي المراكز الصحية. ولكن من المهم مقاربة الحالات بعيداً عن العلاج الكيميائي والبحث عن استطبابات أخرى ضمن ما يسمى الطب الدقيق وهو التوجه الجديد في التشخيص والعلاج.