حبة صغيرة شغلت العالم وحصلت على العديد من التسميات، فهي الحبة السوداء أو الكمون الأسود أو السانوج أو القزحة أو الكون البري وغيرها العديد، ومع أن أزهارها زرقاء تظهر على شكل قرون وبذور مسننة إلا أنها في النهاية تشكل حبة صغيرة بلون سواد الليل. لها استعمالات طبية كثيرة جداً، فعجينة من بذورها تشفي الجروح القاطعة ولدغات العقارب والأكزيما.

غالبية الدراسات المحلية والأجنبية التي تناولت الحبة السوداء أكدت على أنها بذور مطهرة ومضادة للديدان المعوية وهي تحمل مواد منشطة للأعصاب ولعلاج السكري، وأظهرت ما تمتلكه هذه الحبة من نسبة زيوت ثابتة تصل إلى 40% وهي تحتوي على العديد من الحموض الدهنية الأساسية وعلى مادة NIJEIIONE التي تعتبر أحد مضادات الأكسدة الطبيعية، إضافة لاحتواء هذه البذور الصغيرة جداً على حمض الأرغينين.

دراسة تخصصية

رغم الدراسات العديدة حولها إلا أنها لا تزال محطة بحثية للكثيرين وخاصة ممن يهتمون بالمجالات الطبية. ومن أحدث هذه الدراسات "دراسة تأثير حبة البركة على جراثيم النخر السني"  للدكتورة ريعان الزعبي من كلية طب الأسنان بجامعة دمشق. وأكدت في خلفية بحثها أن حبة البركة المعروفة باسم nigella sativa استخدمت في العلاجات الطبية العشبية في مجال الصحة العامة كمضاد حيوي طبيعي نظراً لاحتوائها على مركب thymoquinone المعروف بفعاليته المضادة للجراثيم. وقد هدف بحثنا إلى دراسة تأثير زيت حبة البركة المحضر مخبرياً بطريقة supercritical fluid extraction  على جراثيم النخر السني وبالتالي تحري إمكانية استخدامه كضماد لإيقاف انتشار النخر، كما تمت مقارنة فعالية زيت حبة البركة مع فعالية 9 صادات حيوية معروفة بتأثيرها المضاد للجراثيم الموجودة في النخر السني.

طريقة البحث

استخدمت الدكتورة  ريعان الزعبي طريقة Kirby-bauer التي تعتمد على تشريب قصاصات ورقية دائرية بزيت حبة البركة filter paper method ووضعها على وسط mueller hinton المستخدم لاختبار التحسس بعد زرع جراثيم النخر السني على وسط blood agar وEMB بعد أخذ عينات من سنابل تجريف العاج وزرعها، ومن ثم دراسة تحسسها تجاه حبة البركة وذلك بقياس قطر الهالة المتشكلة حول هذا القرص ومقارنتها بأقطار الهالات المتشكلة حول أقراص الصادات الحيوية الأخرى المدروسة والمطبقة على نفس الوسط.

النتائج

أظهرت النتائج فعالية حبة البركة في السيطرة على جراثيم النخر السني حيث تراوح قطر الهالة المتشكلة حول قرص زيت حبة البركة 10-19mm، بينما تراوح قطر الهالة حول الصادات11-28mm.

وعليه توصلت الباحثة الزعبي ضمن حدود هذه الدراسة إلى أن لزيت حبة البركة فعالية مضادة لجراثيم النخر السني على اعتبار أن جميع العينات أظهرت هالة حول القرص، وهذا يعني أننا أمام دواء طبيعي جديد لمكافحة تسوس الأسنان ونخرها قبل أن تستفحل الأمور لدى المرضى.

شفاء من كل داء

مع أن الاكتشافات العلمية جديدة في جوانب معينة لحبة البركة، إلا أن العديد من الكتب أثبت أنه عُثر على الحبة السوداء في قبر توت عنخ آمون حيث أورد دستورديرس الطبيب الإغريقي أن هذه البذور تؤخذ لعلاج الصداع والنزلة الأنفية وألم الأسنان والديدان المعدية، وبالتالي فهي تستعمل منذ القديم. وقد ذكر في أكثر من حديث أن حبة البركة شفاء من كل داء. وهي على غرار كثير من أعشاب التوابل تفيد بذور الحبة السوداء الجهاز الهضمي وألم المعدة وتشنجاتها وتخفف الريح وانتفاخ البطن والمغص. كما أن البذور مطهرة. وهي تخلط مع العسل الأسود بعد سحقها وتؤخذ على الريق كمقوية ومنبّهة وطاردة للبلغم ولمقاومة شدة البرد في الشتاء القارص وزيادة المناعة ضد نوبات البرد والربو.