غالباً ما يتم الحديث حول السرطان كمرض يشغل بال شريحة أطباء الأورام والباحثين والمرضى، وقليلاً ما يتم الحديث ما هي الإجراءات والتجهيزات والمراكز المتواجدة للتصدي لهذا المرض. فعلى مستوى الجغرافيا السورية نجد شهرة لبعض المشافي مثل مشفى البيروني بدمشق والمشفى الجامعي باللاذقية ومشفى الكندي في حلب سابقاً، لكونها تستقطب أعداد كبيرة من المراجعين وتقدم خدمات كبيرة للمرضى، ولكن في الوقت نفسه نجد الكثير من المرضى يجهلون وجود مشاف أخرى ومراكز طبية تنتشر على مستوى الجغرافيا السورية تتبع لوزارة الصحة وهي لا تقل أهمية من حيث التجهيزات والكوادر والخدمات السرطانية.

الدكتور كرم حجي اختصاصي معالجة الأورام الصلبة كشف عن وجود سبعة مراكز تقدم الخدمات السرطانية في سورية من حيث العلاج الدوائي والكيميائي والعلاج الهرموني المناعي وهي تعمل على مدار الساعة في عدة محافظات وتقدم خدماتها مجاناً، إلا أن هناك إشكالية في موضوع المعالجة الشعاعية إذ إنه حتى لا يوجد مركز متخصص في وزارة الصحة يعني بالعلاج الشعاعي بالكامل.

ابن النفيس

يُعرف مشفى ابن النفيس بدمشق بتقديم خدماته للمرضى بتخصصات عديدة وقليلاً من يدرك بأن هناك قسماً خاصاً للأورام وهو يقدم خدماته مجانية بالكامل لمرضى السرطان حيث تصل عدد الجرعات وسطياً 600 جرعة يومياً وعدد الخدمات المقدمة بما فيها التحاليل الدموية والصور الشعاعية والتي تتراوح بين 20 إلى 60 إضافة إلى الخدمات التي يقدمها المركز المرافق للقسم. حيث تقدم الخدمات عبر ثلاث عيادات وقاعة لتسريب الجرعات السريعة وقاعتي إقامة تتسع لخمسة أسرة مع توفر الاختصاصيين والكوادر التمريضية، ويعتبر قسم الأورام في مشفى ابن النفيس مركزاً رئيسياً لوزارة الصحة لمعالجة الأورام كيميائياً، ليأتي بعده في دمشق الخدمات التي تقدم في الهيئة العامة لمشفى دمشق "المجتهد".

مراكز متفرقة

الحديث المكاني عن تقديم الخدمات يشمل مناطق مختلفة في سورية، ففي محافظة حمص ووفقاً للدكتور حجي: يوجد مركزين هما مركز مشفى الباسل في كرم اللوز والذي يقدم ما يعادل 40 جرعة يومياً مع 20 خدمة متنوعة. وهناك مركز مشفى الباسل بالزاهرة يقدم تقريبا حوالي 20 جرعة يومياً من تسريب وريدي وخدمات تصل إلى 20 خدمة.

وفي محافظة حماه هناك وحدة المعالجة في المشفى الوطني وهي تقدم تقريباً 50 جرعة يومياً في حين تتراوح عدد الخدمات بين 20 حتى 30 خدمة. وكذلك الأمر في محافظة حلب فهناك خدمات لمرضى السرطان تقدم ضمن مجمع ابن رشد من جرعات وتحليل وصور وتسريب. وهنا يبين الدكتور حجي واقع وآلية تقديم الخدمات في المجمع من حيث أن عدد كراسي التسريب النهارية غير متوفرة وما هو موجود أسرة فقط والتي يبلغ عددها 80 سرير يتم عليها إجراء عمليات التسريب السريعة، ولا يوجد في المجمع إقامة ليلية بسبب ضعف الكوادر وهذا لا يسمح بإعطاء المريض جرعات إقامة طويلة لمدة يومين أو خمسة أيام. وغالباً ما تتراوح عدد الخدمات المقدمة في اليوم الواحد بين 20 حتى 30 خدمة.

ويشير الدكتور كرم حجي على مراكز أخرى موزعة في محافظات مختلفة ففي محافظة طرطوس يوجد وحدة المعالجة في مشفى الباسل وهي تقدم حوالي 50 جرعة يومياً، وتصل عدد الخدمات المتعلقة بمرضى السرطان إلى 30 خدمة. وهناك مركز في محافظة السويداء ضمن مشفى زيد الشريطي يقدم حوالي 15 جرعة يومياً وعدد الخدمات المقدمة بين 20 حتى 30 خدمة ما بين تحاليل دموية واستقصاءات شعاعية ومراجعات دورية للمرضى

السجل الوطني للسرطان

بمحصلة نهائية نرى بأن وزارة الصحة ودون الدخول بموضوع الكوادر البشرية أنها تقدم ما يقارب 305 جرعات يومياً وخدمات متنوعة من تحاليل دموية واستقصاءات شعاعية ومراجعات دورية تصل إلى 510 خدمات بشكل يومي وفقا لما أكده الدكتور كرم حجي في حديثه حول البرتوكولات العلاجية في مراكز وزارة الصحة. وهنا لا بد من الإشارة إلى الجهود الكبيرة على مدى عدة سنوات سعت اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان في سورية إلى تكريسها لخدمة مرضى السرطان، ومساعدتهم في طرق الكشف المبكر عنه لتحقيق أكبر نسبة شفاء منه، لتصل اليوم إلى بلورة رؤية وطنية لمواجهة السرطان، والتنبيه لأهمية إجراء الفحوصات اللازمة للكشف المبكر.