إضافة إلى دورها المهم في اكتشاف الأمراض والأوبئة ومتابعة تطورها وانتشارها في منطقة ما، ومساعدة المزارعين في مكافحة تلك الأمراض التي تصيب النباتات من خلال الفحوص والاختبارات الحقلية، فهي مراكز لتطوير الإنتاج العلمي والمعرفي وزيادة كفاءات الجامعات وتخريج منتج معرفي أكاديمي قادر على تحقيق التنمية المستدامة. مخابر قسم النباتات في كلية الزراعة أنموذج يُحتذى به في تطوير معارف الطلبة والتقدم البحثي على المستوى المحلي والعالمي.

في جولة مع رئيس قسم النباتات في كلية الزراعة الدكتور زكريا ناصر كانت البداية من مخبر متحف الحشرات والذي يحتضن آلاف الأنواع من الحشرات ضمن لوحات مرقمة ومحفوظة بشكل جيد، عمل عليها مئات الطلاب بإشراف المدرسين والأساتذة بعد دراستها واختبار أهميتها وفوائدها. بحسب الدكتور زكريا فإن هذا المخبر متخصص بعلم الحشرات وتصنيفها وتدقيقها سواء الموجودة في سورية أو غير سورية بحيث يتم تعريف الطلاب على جميع الفصائل الحشرية ودراستها لكي يتعرفوا عليها في الحقول وفي ظروف المستودعات والمخازن وحشرات البيوت والملابس وبق الفراش وغيرها. وأشار إلى أن هذا المتحف فيه أكثر من 100 لوحة تحمل كل أنواع الحشرات. فعلى سبيل المثال هناك لوحات متخصصة بأنواع الفراشات توضع مع بعضها، بحيث يمكن للطالب تمييزها ولوحات مخصصة للجراد وأخرى للصراصير وكلها مدروسة ومصنفة ضمن أرقام بحيث يتمكن الطالب خلال سنوات دراسته من الحصول على خبرات كبيرة في علم الحشرات.

مخبر الأمراض

وفي المخبر الثاني تحدث الباحث عن مخبر الأمراض المتعلقة بالنباتات ويتضمن أهم الأمراض الفطرية التي تخص النبات وتؤذيه، إضافة إلى كونه وسيلة بحثية هامة لتعريف الطالب بأنواعها وتصنيفها في الحقول وكيفية مكافحتها. واشار إلى أنها تختلف عن الحشرات وتختلف عن الأكاروسيا وتسبب أمراضاً فطرية أو بكتيرية أو فيروسية للنبات، وبالتالي تشكل جزءاً هاماً من المعارف التي يجب أن يحصل عليها الطالب.

مخبر أبحاث المبيدات

أما المخبر الثالث فهو مخبر المبيدات ويتم فيه اختبار المواد السامة الخطرة على الآفات بشكل عام سواء الأمراض أو الحشرات الاكروسات والبكتريا وهو من المخابر المتخصصة حيث يتم القيام بعملية استخراج المستخلصات النباتية فيه وتعريف الطالب على هذه الأمراض لكي يتمكن من تقديم المكافحة اللازمة.

يبين الدكتور زكريا أن المبيدات تختلف بين حشرية أو فطرية أو بكتيرية أو أكاروسات، وأن وجود هذه المخابر يساعد الطالب على القيام بالتجارب التي يحتاجها، وذلك لما تحتويه من مستلزمات كافيه لهذا الهدف. وهناك نماذج للمبيدات وتجهيزات من مرشات وأقسامها ومعايرتها. وأكد بأن مخبر أبحاث المبيدات وهو مخبر بحثي وليس تدريسي، إذ يوجد في قسم النباتات في كلية الزراعة مخابر بحثية وأخرى تدريسية وفيها كل التجهيزات الدقيقة الموجودة في كل أنحاء العالم وأنواع النباتات المجففة الكاملة، وهناك تجارب بالأسس ويوجد المجمدات وهناك أجهزة لعزل الكائنات الدقيقة وجهاز للتقطير والاستخلاص، وهناك أجهزة ملحقة ويوجد عدة طرق للاستخلاص وهناك جهاز الفصل للمواد الفعالة وهناك أجهزة لتكميم المواد.

مخبر النحل

من المخابر الهامة التي تحدث عنها رئيس قسم النباتات وقمنا بزيارتها هو مخبر النحل التي يضم قسماً تطبيقياً وقسماً تدريسياً، فيه كل التجهيزات حول كيفية تربية النحل وكيفية القيام بعملية صيد الدبابير وما هي تغذية النحل وكيف نستخلص العسل والآفات التي تصيب النحل وكيف يمكن الاستفادة من النحل إلى أقصى درجة في استخلاص اللقاح وغبار الطلع والعكبر والغذاء الملكي، ويقدم فيه فوائد النحل وخاصة في موضوع اللقاح والذي يسبب خسارة أكثر من 50% من اللقاح في حال رش النحل بالمبيدات.

ولفت إلى أهمية قسم الوقاية في كلية الزراعة لتعريف الطالب بالحشرات الضارة والنافعة والآفات النافعة التي تفيد المزارع وأهم ممرضات النباتات التي تؤدي إلى أضرار اقتصادية وخسارة نصف المحاصيل. وكذلك تعليمه آليات الوقاية وإرشاد المزارع على عمليات المكافحة، إضافة إلى وجود مقررات خاصة بإدارة الآفة والنبات وكيفية القيام بعملية الزراعة بأقل التكاليف ومساعد المزارع للقيام بعمليات صحيحة في الحقول للتخفيف من عمليات تكاليف والمكافحة فيما بعد.

أهداف بحثية وتدريبية

وبين رئيس قسم النباتات بأن أبحاث كل مخبر تختلف عن الآخر، فمثلاً أبحاث مخبر الممرضات تختلف عن أبحاث الحشرات وتختلف عن مخبر المبيدات ولكنها تلتقي مع بعضها البعض في موضوع المكافحة. وأوضح وجود عشرة مخابر في قسم النبات. ست منها مخصصة لتدريب الطلاب وهي تخدم الطلاب من سنة الثانية حتى الخامسة، وأربعة منها مخابر بحثية بالكامل، وهي تخدم طلاب السنة الرابعة والخامسة وطلاب الدراسات العليا؛ حيث يحتضن القسم ماجستيراً أكاديمياً وماجستيراً تأهيلياً وهو يحق لأي طالب التسجيل فيه.

يبين الدكتور زكريا توفر كافة المستلزمات الخاصة بالبحث العلمي من مجاهر دقيقة ومكبرات وأجهزة التصنيف والاختبارات على مستوى عالمي. يضم هذا القسم أساتذة وخبراء وهم خريجون من أكثر دول العالم تقدماً، وهدفهم هو الدعم من أجل الاستفادة من الأبحاث التي يتم إنجازها في هذه المخابر لتصبح هناك إمكانية لتطبيقها على أرض الواقع.