هناك دراسات ومشاريع بحثية مستمرة يتناولها الأطباء فيما يتعلق بالمواليد الخداج وحديثي الولادة لكونها نقطة حاسمة للحد من المرض والوفيات المرتبطة بهذه المرحلة من الحياة. ولأن الوقاية والرعاية لهما دور كبير في تحقيق انخفاض نسبة الوفيات لحديثي الولادة، فإن شعبة حديثي الولادة في مستشفى الأطفال الجامعي بدمشق تشكل وحدة عناية مركزية لهم منذ الولادة وحتى أول الـ 28 يوماً من الحياة، حيث توجد عناية كاملة ومكثفة في الشعبة التي تم افتتاحها مع افتتاح المستشفى إلى جانب العديد من التخصصات التي تعنى بطب حديثي الولادة والأطفال بشكل عام.

الدكتور نادر عيد رئيس شعبة حديثي الولادة بمشفى الأطفال بدمشق وأستاذ بجامعة دمشق، بيّن الفرق بين الخديج وحديث الولادة، فالخديج هو أي طفل يكون سن حمله أقل من 37 أسبوعاً أي تمت ولادته قبل الأوان، حتى أول أسبوع بالشهر التاسع. وبالتالي فإن الأمراض التي يصاب بها لها خصوصية معينة وطريقة معالجتها مهمة جداً لكي يستمر الشخص بحياة طبيعية أو أن يكون عرضة لأمراض تستمر معه أو تظهر في أعمار متقدمة.

وأوضح عيد بأن قسم حديثي الولادة هو من الأقسام الرئيسية في المشفى وهي موجودة منذ تأسيس المشفى وله خصوصية هامة عن باقي الأقسام، لكونه يهتم بالأيام الأولى من حياة الطفل ويتألف من 77 شاغراً تقريباً و50 حاضنة و20 سريراً، وهناك حوالي 28 جهاز تهوية آلية، وهو مقسم إلى قسمين "شعبة حديثي الولادة" و"شعبة الوليد". ولفت عيد إلى أن الشعبة تستقبل سنوياً حوالي 2000 طلب قبول من طب حديث الولادة من أمراض إنتانية واستقلابية وعصبية والخداج والتشوهات والدراسات الوراثية وكل ما يخص طب حديثي الولادة ممن أعمارهم أقل من 28 يوماً.

إسعاف متخصص

هناك قسم خاص لإسعاف حديثي الولادة وفقاً لما أكده رئيس الشعبة الدكتور نادر عيد. وأكد أن الإسعاف يستقبل وسطياً حوالي 30 مراجعاً يومياً من جميع الأطفال حديثي الولادة والخداج وتقدم لهم الخدمات الإسعافية الأولية ريثما يتم تأمين شاغر لهم للدخول إلى الشعبة والحواضن. فعلى سبيل المثال قد يأتي الطفل إلى المشفى بحاجة إلى سوائل وريدية وتغطية إنتانية وتنفسية وأكسجين، وكل ذلك يتم تأمينه في قسم الإسعاف ريثما يتم قبوله.

ويتابع الدكتور عيد أن الأمراض الأكثر شيوعياً التي يعاني منها الأطفال الخدج هي نقص نضج بالرئتين ويعاني من عثرة تنفسية وداء الأغشية، وقد يكون لديه مشكلات قلبية مع بقاء أغشية شريانية وهي قناة موجودة ضمن القلب ويفترض أن تغلق بعد الولادة ولكن يمكن أن تبقى لدى الخدج مفتوحة. ومن الأمراض الشائعة أيضاً صعوبات التغذية التي تتطور إلى التهاب كولون أمعاء نخري، إضافة إلى الأمراض التنكسية العصبية التي تظهر لدى الخداج أكثر من أطفال حديثي الولادة. وفي جميع هذه الحالات وغيرها يحصل الخديج وحديث الولادة على تدابير وإجراءات إسعافية وعلاجية في قسم الإسعاف الخاص وصولاً إلى قبوله في الشعبة.

دراسات نوعية

لا يتوقف وجود الشعبة على موضوع الإسعاف وتقديم العلاج والحاضنة وغيرها، بل هناك جانب علمي ومعرفي هام يتعلق بالدراسات التخصصية والنوعية لحديث الولادة. فهناك دراسات تخص الأمراض الإنتانية والنواحي العصبية ودراسات تخص النواحي القلبية وتطبيق الأدوية الجديدة عليها، وأخرى حول اليرقان والأدوية الجديدة التي تخص هذا الأمر. وعلى سبيل المثال هناك دراسة تتعلق بالمعالجة الضوئية لليرقان وتطبيق دواء أورسو. كما أن هناك دراسات تقوم بها الشعبة بالمشاركة مع أطباء من شعب وأقسام أخرى لهم تداخل بموضوع المرض الذي تتم دراسته. كما توجد أبحاث من خارج المشفى تقام ضمن الشعبة ومنها دراسات البحث السمعي لحديثي الولادة وهناك دراستان حالياً حول هذا الأمر.

وأكد الدكتور نادر عيد بأن الشعبة تعتبر مركزاً بحثياً بالإضافة إلى كونها مركزاً طبياً وعلاجياً نظراً لما تشكله هذه الفترة العمرية من خصوصية مهمة لحياة الوليد، لافتاً إلى أن الشعبة في حالة إشغال دائمة بنسبة 100% وبالتالي هناك ضغط كبير على القائمين على العمل من ممرضين وموظفين وأطباء، وخاصة أن الشعبة مفصل حساس، إذ إنه فيما يخص الطفل حديث الولادة عالمياً تكون الممرضة مسؤولة عن ثلاثة أطفال لكونها تقدم لهم رعاية متكاملة، أما لديهم في الشعبة فإن الممرضة تكون مسؤولة عن 15 طفلاً وأحياناً أكثر، وذلك بسبب مشكلة النقص في الكادر التمريضي.