طرق جديدة لتحسين إنتاجية وجودة القطن السوري، فرغم اشتهار سورية بأنواع استثنائية من القطن لكونها سلعة مطلوبة للغاية في صناعة النسيج، إلا أن البحث عن أصناف جديدة تعطي إنتاجية عالية وتتحدى الظروف المناخية المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة، يشكل أمراً ضرورياً يتماشى مع ما يحدث من تطورات مناخية تؤثر على الأصناف الموجودة حالياً.

تهجين وتخصيص مكاني

تحدثت الدكتورة جميلة درباس رئيسة قسم التربية والمحافظة على الأصناف في دائرة بحوث القطن في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية "للبوابة المعرفية" عن بحثها المتعلق "باستنباط سلالات من القطن متحملة للحرارة العالية ومختبرة بالظروف الحلقية بدير الزور"، والذي تضمن سبع سلالات منتخبة من برامج التهجين المحلية ناتجة عن آباء أجنبية وآباء محلية إضافة إلى مقارنتها مع الشاهد في دير الزور.

تقول درباس: أجري البحث في المناطق الشمالية الشرقية من سورية، وبالتحديد بدأ في منطقة دير الزور لكونها موطناً أساسياً لزراعة أصناف القطن. وفي السنوات الأولى تم استنباط هذه السلالات خلال برنامج تربية استمر لمدة سبع أو ثماني سنوات أي ثمانية مواسم، واختبرت هذه السلالات في المحافظة لمدة ثلاث سنوات "أعوام 2020 إلى 2023 "، وتم أخذ مجموعة قراءات على النباتات وأهمها الإنتاجية وعدد الجوزات الفعلية محسوبة بالغرام والكيلوغرام في دنم القطن المحلوج إلى نسبة السقوط من عدد الجوزات. وبشكل رياضي هي: عدد النقاط الحاملة للجوزات إلى عدد الجوزات الفعلي.

تراكيب وراثية

نتج عن هذا البحث سلالتان إحداهما عالية الإنتاجية بإنتاج 430 كيلوغرام في الدونم الواحد، والسلالة الثانية هي 433 كيلوغرام في الدونم الواحد أيضاً، وكانت نسبة سقوط الجوزات في ظروف الحرارة المرتفعة في السلالة الأولى 35 وهي النسبة التي ضمن المعدلات الطبيعية للدراسة والمعتمد عليها بالسقوط الحراري، حيث تتراوح عالمياً بين 35 حتى 40 بالمائة. أما السلالة الأخرى فقد كانت نسبة سقوطها 42% مقارنة بالشاهد كان 53%. تبين الباحثة جميلة درباس أن هاتين السلالتين حققتا نسبة انخفاض عن الشاهد بنسبة 30% و31% وهي نتائج مبشرة، وبالتالي سيتم اختبار هذه السلالات على مساحات موسعة وفي حقول مختلفة وبيئات مختلفة ضمن الظروف الحقلية من أجل اعتماد إحداها كصنف جديد ومبشر لتحمل الحرارة العالية على المستوى المحلي. وأكدت بأن هذه السلالات المختبرة تحقق إنتاجية أكثر من الشاهد في المنطقة المعتمدة بدير الزور إضافة إلى تحملها المزيد من الجفاف أو ارتفاع درجات الحرارة، وخاصة أن تركيز البحث هنا مخصص لموضوع تساقط جوزات القطن نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في الفترة الحرجة من موسم نمو النبات وهي فترة العقد والإزهار.

معارف هامة

من الضروري معرفة أن هذه السلالات تحتاج إلى ثلاث سنوات حتى يتم اعتمادها كصنف يطبق في المنطقة أو المحافظة، وهي تختلف عن صنف قطن واحد تم الحديث حوله منذ فترة والذي يتحدث عن إيجاد صنف من القطن طويل التيلة.

تبين الدكتورة جميلة درباس أنها كانت رئيسة لجنة التقرير المقدم للاعتماد بالنسبة إلى القطن طويلة التيلة وأنه أول صنف يتم إقراره مؤخراً لما يتميز به من مواصفات تكنولوجية عالية تعطيه ميزة سعرية لكونه يعطي غزولاً طويلة ومتينة ودقيقة. ولفتت إلى أنه لا يوجد أي تقاطع بين البحثين، فكل منهما يعتمد برنامج تربية وتهجين وراثي موجه ومختلف. ويركز هذا البحث على استنباط أصناف من القطن عالية الإنتاجية متحملة للحرارة، أما البحث الآخر فهو عبارة عن استنباط صنف سوري طويل التيلة لزيادة الإنتاجية بما يلاءم البيئة السورية.