عادة ما يجتمع عدد من الطلبة وخاصة في السنوات الأخيرة من ذوي الاختصاصات الهندسية أو الطبية لإيجاد حلول مبتكرة لبعض المشكلات والظواهر التي تلفت انتباههم كباحثين ودكاترة المستقبل.

تواجدت "البوابة المعرفية" في أحد معارض المشاريع الطلابية، وبالذات لدى حاضنة الأعمال "نمو" التي تحتضن أفكار الطلبة وتساعدهم لتحويلها إلى مشاريع بحثية تطبيقية. فكان هناك اختراع هام لطالب السنة الخامسة جوزيف سارة من كلية الهندسة الطبية وهو "كاشف أوردة"، واختراع آخر للطالبة ريتشل أنطونوس دوود سنة خامسة هندسة طبية "جهاز قياس السكري عن طريق النفس".

تقنيات الأشعة تحت الحمراء

يقول الطالب جوزيف سارة إنه تعاون مع عدد من زملائه في الكلية لإنجاز مشروعهم "كاشف أوردة" وهو جهاز يستخدم لكي يساعد الممرضين والأطباء في إيجاد الأوردة سواء باليد أو الرجل أو أي مكان مخصص لوخز الإبر الدوائية "الحقن"، وبالتالي فهو يسهل على المرضى العذاب من أي إجراء له علاقة بهذا الجانب أثناء العلاج. ولفت إلى أن التجارب في المشافي والمراكز الطبية والعيادات تبين أن هناك حالات كثيرة لمرضى من الأطفال أو المسنين أو الذين لديهم سمنة أو الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة ومن أعمار مختلفة، حيث يصعب إيجاد الوريد لديهم لتقديم العلاج، وتظهر عليهم علامات الكدمات والالتهابات نتيجة المحاولات المتكررة لإيجاد الوريد أثناء إعطاء العلاج عن طريق الحقن، فتكون هذه الحالة بالنسبة إليهم أصعب من المرض نفسه.

ريتشل أنطونوس داوود

يبين صاحب المشروع بأن الجهاز الجديد يوفر العذاب على هؤلاء المرضى، وفي الوقت نفسه يحلّ المشكلة بالنسبة إلى الممرضة أو الطبيب، وهو يعتمد على تقنيات الأشعة تحت الحمراء. ويتم عمله انطلاقاً من خاصية موجودة في دم الإنسان تمتص الأشعة ما تحت الحمراء الصادرة عن الجهاز، والأنسجة المحيطة بالوريد تعكس هذه الأشعة. وقال إن الفكرة ليست جديدة على المستوى العالمي، فهناك منتجات عنها في الأسواق في الدولة المتقدمة ولكنها غير متوفرة لدينا في سورية بسبب التكلفة العالية للحصول عليها أو استيرادها.

أسعار مقبولة

وأكد سارة أنهم استفسروا هو وزملاؤه عن عدم وجود الجهاز في المشافي أو المراكز الطبية سواء العامة أو الخاصة، وكانت الإجابة أن تكلفة الحصول على الجهاز لا تتناسب مع الحاجة إليه. من هنا جاءت الفكرة بتصنيع الجهاز محلياً واستخدام تقنيات غير مكلفة والحصول على الجهاز بحيث تستطيع المراكز أو العيادات الحصول عليه بأسعار مقبولة. وأوضح أنهم عملوا على تصنيع الجهاز بجودة جيدة وسعر مقبول بحيث يكون إنتاجه محلياً أي صناعة سورية.

قياس السكري عن طريق النفس

المشروع الثاني والذي تحدثت عنه ريتشل أنطونوس دوود سنة خامسة هندسة طبية جاء تحت عنوان "تقنيات قياس السكري عن طريق التنفس"، وهدفه استبدال الواخز الذي يقاس به السكر عادة والذي تحرص الأسر ممن لديهم أشخاص مصابين بالسكري من تواجده في كل بيت، بجهاز لطيف لا يعتمد على الوخز بل يعتمد على التنفس.

تقول الباحثة وصاحبة المشروع ريتشل: هو حل سهل لا يتطلب دم أو جروح أو وخز وإنما مجرد النفس. ويقوم على مبدأ وضع النفس لمدة عشرين ثانية على حساس مُعاير يستشعر أسيتون النفس ويربطه بشكل مباشر مع الجهاز، فيحصل الشخص على قراءة واضحة خلال عشرين ثانية تبين من خلالها نسبة السكر في الدم. وأشارت إلى أن دقة الجهاز بالنسبة إلى الواخز هي نفس النسبة بالدقة التي تعطيها الأجهزة التقليدية التي تعتمد على الوخز، وأن نسبة الخطأ قليلة جداً وهي توازي نسبة خطأ الواخز التقليدي. وأضافت بأن هذا المشروع يقام بالتعاون مع فريق من الطلبة ومخصص لقياس سكر الدم عن طريق هواء النفس، وهو جديد بالنسبة إلى سورية وإلى العالم لكونه تجربة لم تخرج حتى الآن من المجالات المخبرية في كلية الهندسة الطبية بجامعة دمشق وتعرض لأول مرة ضمن حاضنة المشاريع في معرض "هايتك".

تجدر الإشارة إلى أن هذين المشروعين هما قيد التطبيق بمجرد التأكد من ثبات الدقة. وهما قيد التسجيل في الملكية الفكرية والاختراعات الحديثة.